الشاعر العماني إبراهيم الهنائي: عزلة الأدب العماني مادية لا مكانية

نشر في 18-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 18-12-2012 | 00:02
No Image Caption
يصف الشاعر العماني إبراهيم الهنائي نفسه بأنه شاعر عربي يبحث عن التعبير والوحدة والكون عن طريق الشعر والكتابة، ويرى أن الحركة الأدبية العمانية وإن كانت تأخرت بعض الوقت إلا أنها الآن تخطو خطوات جيدة نحو الانتشار الحقيقي والتنوع المختلف في المجالات الثقافية والأدبية كافة. حول خارطة الشعر العماني وأعماله ومسيرته كان هذا الحوار.
أخبرنا عن ديوانك «خبئ لا ظل له»؟

فاز الديوان في مسابقة سلطنة عمان الأخيرة للشعر في «الملتقى الأدبي السنوي». يأتي «خبئ لا ظل له» على مستوى الشباب في الشعر الفصيح ويتماشى مع الفلسفة الوجودية، لذلك جاء بكثير من المصطلحات الوجودية، وهو أقرب إلى الصوفية في محاولة للاقتراب من الأسئلة الكبرى التي يطرحها الإنسان عن الوجود، لكن بطريقة معينة. اشتغلت على النص مركزاً على المعنى الدلالي أكثر من الشكل الفني، وأعتقد أنه نص يفسر رؤيتي للكون والوجود.

متى أيقنت أن الشعر والأدب جزء من حياتك؟

بعد سنوات بسيطة من الكتابة، لأن الأخيرة بدأت في ذهني أولاً من خلال محاولة تتبع أفكار الأدباء العرب. بعد مرحلة معينة، عرفت أن الشعر ليس كلاماً ومرحلة تعبيرية فحسب، إنما طريقة حياة وعيش... وكل شيء.

كيف أفدت واستفدت من جماعة الخليل الأدبية في عمان؟

جماعة الخليل للأدب هي الجماعة الحاضنة لطلاب جامعة السلطان قابوس، لذلك أخرجت أسماء كثيرة إلى الساحة العمانية، لكن ليس ضمن مفهوم صناعة الأديب بل ضمن ما يُسمى بالجماعة الحاضنة والمعبرة عنه. فحققت جزءاً كبيراً من الشهرة نتيجة اللقاءات الشعرية والأدبية ومسابقاتها المختلفة، ووجدت فيها مجتمعاً أدبياً صغيراً ضمن المجتمع الأدبي الكبير، فاشتغلت داخل هذا المجتمع بثقة قدمتني وعرفتني إلى شعراء وأدباء كثر. ولأنني كنت رئيس الجماعة العام الماضي، حاولت أيضاً أن أترك بدوري فيها ما كنت أريد أن تحققه من انتشار على المستوى الثقافي الكبير، فاستضفنا فيها شعراء كثراً أبرزهم الشاعر المصري أحمد بخيت. كذلك قدمنا فعاليات ومهرجانات أدبية أخرى. عموماً، أتوقع أنها أضافت إلي أكثر مما أضفته إليها.

 

كيف ترى الحركة الأدبية والثقافية في عمان الآن والبعض يتهمها بالمحلية وعدم الانتشار؟

الحركة الأدبية والثقافية في عمان داخلية أكثر منها خارجية لسبب قديم جداً، وأعتقد أنها ليست عزلة مادية بل مكانية. فالأدب العماني وصل إلى مصر وإلى غيرها من الدول العربية، وترجمت بعض نصوصه وإصداراته إلى اللغات العالمية. عموماً، أعتقد أن المشهد الثقافي في عمان جيد، لكنه بحاجة إلى الظهور أكثر، والسبب في الغالب قلة عدد الكتاب في السلطنة.

كيف ترى حرية الكتابة والتعبير في عمان؟ وهل ثمة قيود عليها؟

الكتابة لا قيد عليها وحريتها واسعة، أما التعبير بالمفهوم السياسي فأتوقع أنه مكبل بقيود كثيرة، من بينها قيود فهم المجتمع لحرية التعبير وحرية الكلمة.

يقول البعض إن الحركة النقدية العمانية متأخرة عن مواكبة الحركة الأدبية الحالية، فما تعليقك؟

أعتقد ذلك وهي إشكالية ليست في عمان وحدها ولكن موجودة أيضاً في دول عربية كثيرة. بالإضافة أنه متأخر عن الأدب في الوطن العربي، يُعاب على النقد أنه يفتقد إلى الخصوصية وأن غالبية المدارس النقدية متأثرة بالمدارس الأوروبية. لكن أتوقع أن ينهض النقد في المستقبل القريب.

بمن تأثرت في كتاباتك الشعرية؟

بالنماذج والمدارس الشعرية الكبيرة التي نشأنا عليها، والشعر الذي يخاطب الروح في داخلي. وأكثر هذه النماذج الشاعر الكبير محمود درويش، فهو تجربة شعرية فريدة من نوعها أحدثت نقلة نوعية في الشعر العربي.

ماذا ينقص الكاتب العماني كي يشق طريقة ويحقق الانتشار المطلوب؟

لا شيء، لكن يعتمد الأمر على الكاتب ونصوصه وطريقة توصيلها إلى القارئ، وخير مثال على ذلك «الأيام الثقافية» والندوات المختلفة والجمعيات الأدبية العمانية التي تعمل على الذهاب بالكاتب والمثقف إلى الخارج، وتحاول فتح ساحة جديدة له للحوار ولقاء المثقفين والأدباء في الخارج.

قلت إن قصيدة النثر تحتاج إلى الكثير من التأني، لماذا؟

الإشكالية التي واجهت كثيرين سابقاً هي الوزن، أما اليوم فأصبحت قصيدة النثر خالية من الوعي الحقيقي بإشكاليتها. يعتقد الجميع بأنهم شعراء وقادرون على كتابة قصيدة النثر وإنما أقول إن من كتب قصيدة نثر حقيقية وتعمق في اللغة يكتب قصيدة عمودية وكلما مر الزمن على قصيدة النثر تسير أفضل.

هل ترى أن الأدب العماني مظلوم محلياً داخل عمان؟

الأدب العماني في خير والحركة الأدبية العمانية تمارس دورها على الأقل. نأمل بأن يصبح الأدب العماني منتشراً في أنحاء العالم وليس في عمان وحدها، فنحن نتميز بأصوات وبشعراء على مستوى عال. أتمنى أن يتجاوز الأدب العماني كل شيء ويقدم للمتلقي أفضل ما لديه عربياً وعالمياً.

ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟

أعمل على إصدار مجموعة شعرية ستكون جاهزة قريباً وتمثل الرؤية الخاصة لي، وستكون على قدر المسؤولية الحقيقية.

back to top