مدحت عبد الهادي: الأمم تتقدم باختيار المرأة الشريك المناسب

نشر في 11-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 11-10-2012 | 00:01
يحار الشبان والفتيات في اختيار شريك الحياة المناسب، بخاصة مع تغير معايير الاختيار من جيل إلى آخر، وتتراوح النظرة إلى الشريك بين التركيز على المكانة الثقافية والاجتماعية من ناحية، والوضع المادي من ناحية أخرى، لكن يبقى الحب وتبادل المشاعر العاطفية معادلة أساسية، هذا ما يؤكد عليه د. مدحت عبد الهادي، مدير المركز المصري للاستشارات الزوجية والأسرية في سياق اللقاء التالي.
كيف يتم اختيار شريك الحياة بطريقة سليمة؟

 ثمة مبدأ رئيس يمكن تسميته بـ{مدرسة الزواج» يجب أن ينطلق منه الأزواج كافة، وهذه المدرسة عبارة عن مجموعة أمور تُحدد مسبقاً بآليات معينة، وعلى المقبلين على الزواج أن يلتحقوا بها ويعلموا فيها أبناءهم معنى كلمة زواج، وكيفية اختيار شريك الحياة، وبناء عليه تتم عملية الاختيار.

هل يقتصر الاختيار السليم للشريك على الزوجين أم يؤثر في المجتمع أيضاً؟

الاختيار السليم للزوج أو الزوجة هو نواة المجتمع السليم، وإذا أرادت الأمم أن تتقدم فعلى المرأة أن تُحسن اختيار شريك حياتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرجل، وكما قال الإمام الغزالي عندما سُئل عن الزواج: «ليس لمفاتن أنثى ولا لوسامة رجل، وإنما هو لإعمار بيت بُني على المودة والرحمة».

هل تختلف معايير اختيار شريك الحياة عن ذي قبل؟

بالطبع، ثمة من يرى ضرورة أن تكون الزوجة جميلة، وآخر يفضلها ثرية، وثالث يحرص على أن تكون عاملة لتشاركه في النفقات. كذلك تفضل المرأة  أن يكون الشريك وسيماً أو غنياً... وهكذا.

ثمة عناصر محددة هي أساس الاختيار الناجح، مثل التوافق الفكري بين الطرفين الذي ينعكس بدوره على تربية الأبناء، التوافق الاجتماعي بين أسرتي الزوج والزوجة ولا يقتصر ذلك على الغنى والفقر، بل يجب أن يشمل كل شيء، التوافق النفسي، قبول بين الطرفين.

 أين الحب والعاطفة من هذا التوافق؟

لا تستقيم الحياة الزوجية إلا بالحب والرومنسية حتى لو ظهرت مشاكل بين الحين والآخر، ينهض الزواج الناجح، كأي بيت، على أسس لا غنى عنها ليظل قوياً متيناً، لكنه يصبح أكثر روعة عندما تكون له واجهة جميلة وهي لا تتحقق إلا بالحب والرومنسية.

كيف نكوّن مفهومنا السليم لطبيعة الحياة الزوجية؟

لا بد من فهم أن الزواج عملية تكاملية وليست تنافسية أو تصارعية، لأن  التكامل في الزواج هو أن يرتضي المرء بشخص ما يرافقه في  رحلة الحياة، وأن يفهم كل طرف التكوين النفسي للآخر، فعدم تحقيق هذا الفهم المتبادل للطبيعة النفسية للرجل والمرأة يصعب التعامل بين الزوجين وتقع المشاكل.

ما أبرز المشكلات التي يعاني منها الأزواج اليوم؟

الاختيار غير الموفق، ما يؤدي إلى شعور بحسرة وندم، لكن الخوف من مواجهة مواقف صعبة نتيجة التربية في مجتمعاتنا يجعلنا نستسلم للأمر الواقع، هنا تصبح الحياة بلا معنى، وقد تتسلل الخيانة الزوجية فتفسد العلاقة السامية بين الزوجين.

 من المشكلات الشائعة أيضاً انقطاع العلاقة الحميمة وعدم الانسجام فيها لغياب الثقافة الجنسية بأبسط معانيها، أما الغيرة الشديدة فهي من المشكلات التي تعجل بفشل الحياة الزوجية.

مَنْ المسؤول عن تفاقم هذه المشكلات: الزوج أم الزوجة؟

 دائما أقول إن نسبة المسؤولية متساوية.

هل تؤيد ثقافة الاعتذار بين الأزواج أم تراها مبالغة لا ضرورة لها؟

هي ثقافة مهمة ويجب أن يعتاد عليها الجميع منذ سنوات عمرهم الأولى، الاعتراف بالخطأ أمر جميل يرفع قدر المعتذر، لذا يجب أن يكون ثقافة عامة في حياتنا، وألا يقتصر الأمر على كلمة «أنا آسف».

عموماً الاعتذار يعد مفتاحاً للرضا، والرضا هو مفتاح السعادة بين الزوجين، فلا مانع من الاعتذار لأنه يشكل جواً من الاحترام المتبادل بينهما.

ما أنواع الاعتذار؟

 ثمة نوعان، مباشر وغير مباشر، لكن المشكلة أن كثراً يظنون أن الشخص الذي يعتذر ضعيف الشخصية.

 يكون الاعتذار المباشر بالإعراب عن الأسف صراحة فيقول شخص مثلاً «أنا آسف لقد أخطأت»، أو أن يتصرف بطريقة توحي باعتذاره عن خطأ في حق آخر. بين الأزواج قد يكون الحل الأمثل في ملاطفة بكلمة جميلة أو تقديم هدية.

في الأحوال كافة على الطرف الثاني قبول الاعتذار والصفح للآخر خطأه لتسير الحياة في الاتجاه السليم، هكذا يتمّ تجاوز المشكلات والخلافات الزوجية.

back to top