مستشفى للدمى لعلاج رفاق الطفولة

نشر في 23-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-11-2012 | 00:01
يبدو أن عقارب الساعة لا تتحرك في استوديو أو مستشفي الدمى الصغيرة الخاصة بمونيكا شلوتر.

ويضم الاستوديو أو بالأحري مقر عملها ومستشفاها الصغير الذي يقع في حي زويست القديم في فيستفاليا بألمانيا عالما ممتلئا بالدمى ذات الاشكال المختلفة خاصة الدببة. وتعمل مونيكا شلوتر (56 عاما) في هذا الاستوديو وهو ورشتها في مهنة لا يشتغل بها الكثيرون حيث تعمل كطبيبة لكنها طبيبة من نوع خاص فهي تعالج الدمى حيث تقوم بإصلاح سيقانها المكسورة وتعيد تركيب الأعين المفقودة وغيرها من أعضاء أجسام الدمى. وقالت شلوتر "ما أقوم به هنا لا يوجد مثيل له في أي مكان في العالم... هذه الأرفف تحوي كل شيء يلمس القلب".

وقد مرت الدمى الموجودة في عيادتها بالكثير، حيث عاشت خلال الحربين العالميتين ونجت من أزمات صعبة. وتتحدث شلوتر إلى الدمى وتخبرها بمدى سعادتها لنجاتها. وتوجد هناك قصة وراء كل مريض يأتي إليها. فقبل سنوات قليلة، جاءت امرأة إلى الاستوديو وهي تحمل الدب الدمية الخاص بابنها الذي توفي. وكان فراء الدب قد بلي والقدمان والذراعان بحاجة إلى إصلاح فضلا عن أن العين لم تكن واضحة المعالم إلا أن المرأة لم يكن لديها أي مال، فقامت شلوتر بإصلاح الدب الدمية بدون مقابل. وكان هذا الدب هو آخر ما يذكر المرأة بابنها المتوفى.

وقالت شلوتر إن هذه التجربة أثرت في مشاعرها بدرجة كبيرة مشيرة إلى أنه إذا كانت الدمى تتحدث، لكانت تسرد الكثير من القصص المؤثرة والمفعمة بالعواطف.

وتعتبر طبيبة الدمى بمثابة ممارس عام في ما يتعلق بإصلاح الدمى حيث تعيد البسمة المشرقة التي قد تكون الدمى قد فقدتها على مر السنين وتعيد الشعر وملابس النوم.

كما تقوم شلوتر بحشو الدمى وتبطينها وتضيف إليها الأشرطة الملونة كما تعيد الطلاء الباهت ليعود اللون الطبيعي إلى وجوهها

وعندما فتحت متجرها قبل 25 عاما، كان دافعها هو العاطفة ومنذ ذلك الحين أصلحت أكثر من 10 آلاف دمية. وتحصل على قطع الغيار والأشياء التي تستخدمها لعلاج الدمى من خلال زيارة أسواق التحف والأشياء القديمة ودور المزادات. ويأتي عملاؤها من أماكن بعيدة للغاية مثل باريس وكاليفورنيا.

(هامبورغ- د ب أ)

back to top