ميشال فاضل: الكويتي متذوِّق للموسيقى

نشر في 03-05-2012 | 00:02
آخر تحديث 03-05-2012 | 00:02
بأنامله يخطّ الموسيقى بأسلوب خاص فيؤلفها ويوزّعها ويعزفها مشكلا حالة فنية يمزج فيها الحضارتين  الشرقية والغربية.

ميشال فاضل الذي أطل على الجمهور في «ستار أكاديمي»، وعلى  المسارح مع فيروز وفنانين كثر، قدّم أخيرًا برفقة البيانو، صديقه الوفي منذ الطفولة، حفلته الموسيقية الخاصة الاولى «عا اللبناني» على خشبة مسرح كازينو لبنان وحصد نجاحاً.

عن أعماله وموسيقاه وحفلاته تحدث إلى «الجريدة».

كيف تقيّم حفلتك الموسيقية «عا اللبناني»؟

خطوة مهمة تميّزت بنسبة حضور عالية مع أن الجمهور لم يكن يعلم ما سيسمعه سلفًا، وكان من بين الحضور اليسا، مروان خوري، وائل كفوري، نقولا نخلة، مايا دياب، نيشان، زياد بطرس الذين أبدوا إعجابهم بالموسيقى التي قدمتها، ما يشجعني على الاجتهاد أكثر وتقديم حفلة موسيقية ثانية.

بم يختلف «عا اللبناني» عن ألبوم «كازابلانكا»؟

هو مرحلة جديدة في حياتي أوصلتني، كما كل فترة سابقة، إلى مكان جديد بأفكار متجددة ومختلفة. قدمت ألبوم «كازابلانكا» على البحر فيما شكل «عا اللبناني» تفكيرًا جديدًا مختلفًا.

ما سر هذا الارتباط الدائم بآلة البيانو؟

أنا عازف بيانو منذ كنت في الرابعة من عمري، وهو الآلة الموسيقية الأساسية في مقطوعاتي الفنية وفي أعمالي، علمًا أن ألبومي الجديد يضمّ مقطوعتين موسيقيتين من دونه.

عزفت مع فنانين كبار لبنانيين وعالميين، من كان أكثر تأثيرًا فيك؟

السيدة فيروز بسبب الانجذاب بينها وبين جمهورها، الفنانة جوليا كونها تغني من مؤلفاتي الموسيقية. عموماً، يختلف إحساسي من فنان إلى آخر.

كيف تميز بين عزف المقطوعات الموسيقية الغربية والشرقية؟

لا أميز بينهما بل أمزجهما معًا، هكذا أرى الفن. يملك المؤلفون والموزعون الغربيون الحس الغربي فحسب، بينما نملك نحن الحس الغربي والحس الشرقي، ما ينعكس مزيجًا موسيقيًا جميلا.

هل نفهم من كلامك أن الموسيقيين اللبنانيين مميزون أكثر من الغربيين؟

طبعًا، نحن نسجل نقطة إضافية في هذا الإطار.

ما ميزة الأوركسترا الفلهارمونية في عزف المقطوعة الموسيقية؟

تزيدها قيمة وعمقًا وتمنحها اتساعًا جماليًا. درست التوزيع الأوركسترالي في باريس لذلك أضيفه إلى الموسيقى التي أقدمها.

ألا يحمّلك العزف بمعيتها مسؤولية أكبر من العزف بمفردك؟

طبعًا، يجب أن يدرك المؤلف الموسيقي ماهية كل آلة موسيقية في هذه الأوركسترا ومداها، ليحقق تناغماً في ما بينها، فتكون النتيجة مقطوعة موسيقية جميلة.

برأيك هل تكفي الموهبة الموسيقية أم تحتاج إلى دراسة أكاديمية؟

الموهبة هبة من الله إنما يجب إرفاقها بدراسة أكاديمية وتنميتها، وإلا تكون بمثابة إنسان عاجز لا يستطيع التحرك بحرية.

ما البصمة الذي تضيفها إلى الأغنية وتجعلك مرصدًا للفنانين بدل أن تسعى أنت إليهم؟

من يطلبني يعلم سلفًا نتيجة عملي، لكنني وصلت إلى مرحلة أرفض فيها توزيع اللحن الذي لا يعجبني.

نلاحظ أن إطلالاتك الاعلامية خجولة، ما السبب؟

لا أحب الوقوف أمام الكاميرا، فقد اضطررت أن أكون تحت أضوائها سبعة أعوام في برنامج «ستار أكاديمي». أشكر الله على ما حققته في تلك الفترة، إلا أنني لا أطمح إلى الأضواء وأفضل الإنزواء مع عائلتي للعيش على طبيعتي معها، وأن يتعرف اليّ الناس من خلال الموسيقى التي أقدمها وليس من خلال شكلي الخارجي. لذلك يختلف هدفي عن هدف طلاب «ستار أكاديمي» الذين شاركوا لتحقيق الشهرة.

كيف يتفاعل الجمهور العربي مع الموسيقى التي تقدمها؟

ثمة متذوقون للموسيقى في العالم أجمع لأن المقطوعة الجميلة تفرض نفسها أينما حلّت. لاحظت أن الجمهور الأردني يحب الموسيقى كذلك الهولندي الذي توافد، في شكل لافت، لحضور حفلة السيدة فيروز، كذلك الجمهور التونسي.

والجمهور الكويتي مع الحفلة الموسيقية التي قدمتها الصيف الماضي في الجامعة الأميركية الكويتية؟

حضر ألف شخص وقد تفاعلوا مع عزفي فيروزيات ومقطوعات لبنانية ومع غناء الفنان نبيل شعيل الذي شاركني الحفلة. كثر من الكويتيين هم أصدقاء لي والشعب الكويتي متذوق للموسيقى ويقدر الفن.

هل من مشاريع لحفلات موسيقية جديدة في العالم العربي؟

أركز مجهودي على مهرجان موسيقي سأقدمه الصيف المقبل في لبنان، خصوصًا بعد انتقالي من مرحلة العزف بمعية فنانين إلى تقديم حفلات موسيقية خاصة بي.

في أي إطار ستقدم هذا المهرجان الموسيقي؟

سيكون مهرجانًا ضخمًا يضم 50 شخصًا على المسرح، وسأعزف فيه مقطوعات يحبها الجمهور «عا اللبناني»، وسيرافقني ضيفان غربيان أحدهما بيدرو اوستاش الذي شاركني حفلتي الموسيقية في كازينو لبنان.

في عصر الإيقاع السريع، تقدم موسيقى رومنسية حالمة، فهل من جمهور لهذا النوع الموسيقي في لبنان؟

أنا بطبعي رومنسي وأحب هذا النوع الموسيقي، الدليل أنني أعزف موسيقى كلاسيكية من دون أن يعني ذلك ابتعادي عن الايقاع السريع الذي أضفته إلى حفلتي الموسيقية الأخيرة، إذ قدمت أغنيات «هوس» ومقطوعات لباخ وموزار وبرامز على طريقتي الخاصة بإيقاع سريع، ما نال إعجاب الجمهور وحقق نجاحًا.

ما مدى تكامل النوع الموسيقي الذي تؤلف مع شخصيتك؟

تنعكس حالتي النفسية على المقطوعة الموسيقية التي أعزفها حزنًا أو فرحًا، لأن الموسيقى الصادرة مني تعبّر عن أحاسيسي، فيبدو واضحًا من طريقة عزفي على البيانو إن كنت أمرّ في مرحلة عصيبة أو في مرحلة سعيدة.

هل ستشارك في الموسم الجديد من «ستار أكاديمي»؟

لا أعلم مصير هذا البرنامج، إنما إذا انطلق الموسم الجديد، لا شيء يحول دون وجودي فيه، لأنه أعطاني الكثير كما أعطيته الكثير.

ما أهمية هذه التجربة في مسيرتك الفنية؟

شكلت محطة مهمة في حياتي المهنية واكتسبت منها خبرة، خصوصًا لجهة مسؤولية النقل المباشر وتبعاته. تعرفت من خلال هذا البرنامج إلى فناني العالم العربي وقمت «بكاستينغ» وبجولات مع نجومه في الخليج والمغرب.

كيف تصف التجربة مع مسؤولة الأكاديمية رولا سعد؟

جيدة جدًا لأننا أصدقاء في العمل وفي الحياة العادية.

على صعيد التوزيع الموسيقي، مع من ستتعاون من الفنانين؟

أعمل على ألبومات إليسا وجوزف عطيه ونقولا سعادة نخلة وميريام فارس وآخرين.

وفق أي معيار تختار الفنانين؟

هم يختارونني، كون علاقتي بهم غير مستمدة من مصالح مهنية بل من صداقة شخصية.

أعدت توزيع أغنية «أنت عمري» لأم كلثوم، وأغان فيروزية عدّة، هل يغير التوزيع الموسيقي رونق الأغنية؟

طبعًا، أصبح التوزيع الموسيقي في السنوات الأخيرة قادرًا على إنجاح الأغنية أو افشالها. بالنسبة إلى أغاني فيروز، أستأذنت الفنان زياد الرحباني قبل عزف أغانيه على طريقتي الخاصة، أما «إنت عمري» فأعتبرها من أجمل الأغنيات، لذلك سأضيف في ألبومي الجديد أغنية أخرى أعزفها على طريقتي الخاصة أيضًا.

هل هي عملية تجديد لشباب الأغاني القديمة؟

نعم، التوزيع قادر على إيصال الأغنية القديمة إلى الجمهور العصري بأداء جديد وصوت جميل. فمثلاً جيلنا يفضل موسيقى فيروز الجديدة أو المعزوفة بأسلوب جديد مثل «كيفك إنت» و{نحنا والقمر جيران» التي جددها زياد الرحباني، فيما يفضل والدي الفنان فؤاد فاضل أغاني فيروز القديمة مثل {يا قمر الدار» و{يا قمر مشغرة».

إلام تطمح؟

بعدما قدمت مهرجاني الموسيقي الخاص الأول وتحضيري للثاني وتحقيقي تقريبًا ما أطمح إليه في لبنان، أسعى إلى تحقيق الانتشار في العالم العربي وفي هولندا وباريس وأميركا لإظهار إمكاناتنا الموسيقية اللبنانية الجميلة القادرة على جذب الجمهور العربي والغربي على حد سواء.

back to top