«أخبار الأدب» متهمة بالتطبيع مع النظام المحررون يطالبون بإقالة مجدي العفيفي
بعد أزمتها الأخيرة التي أسفرت عن تخلي الكاتبة والناقدة عبلة الرويني عن رئاسة تحريرها، عادت صحيفة «أخبار الأدب» المصرية لتكون محور أزمة جديدة ألقت بتداعياتها على الوسط الثقافي في مصر.
اتهم بعض المحررين في «أخبار الأدب» الصحيفة بانحرافها عن مسارها ومهادنتها للسلطة القائمة على حساب الإبداع والمبدعين، بعدما كانت في صفوفهم. كذلك طالبوا بإقالة رئيس التحرير مجدي العفيفي من منصبه وهددوا بالتصعيد ضده إذا لم تتم إقالته، واتهموه بتطويع المجلة لسياسة الحزب الحاكم راهناً لإعادة رسمها على مقاس أحلامه الضيقة ومقاس من احترفوا التنقل بين هذا المعسكر وذاك، بلا رؤية ولا هدف إلا مصالحهم.بدأت الأزمة عندما رفض القسم الفني في الصحيفة محاولة مجدي العفيفي فرض شكل إخراجي محدد عليهم، ثم تدخله بحذف أي انتقادات موجهة إلى مؤسسات الدولة من المواضيع المعدة للنشر، الأمر الذي دعا محرري الجريدة إلى إصدار بيان أكدوا فيه أن رئيس التحرير يمارس دوراً رقابياً مرفوضاً.
قال الكاتب محمد شعير (أحد الموقعين في البيان) إن قضية «أخبار الأدب» ليست منفصلة عن الأحداث في المجتمع، حيث نقف أمام منعطف حاد من شأنه أن يرسم صورة الدولة على مدى عقود مقبلة، وما يحدث فيها بمثابة نموذج لما يراد لهذا الوطن»، مشيراً إلى أن «الأحداث على مدار الأشهر الماضية جعلتنا عاجزين عن وقف سعي مجدي العفيفي إلى محاولة تشويه الصحيفة والعاملين فيها، وتصوير الأمور على أنه يحاول إنقاذ مشروع فاشل».وذكر البيان أن العفيفي «فرض شكلاً إخراجياً للصحيفة من دون اهتمام برأي القسم الفني، فمحاولة سيطرته وفرض رأيه تعدت المادة الصحافية إلى الإخراج الصحافي، فهو يرسم المواد بنفسه، ما أدى إلى أن تفقد الصحيفة شكلها الفني المتميز الذي عرفت به على مدى تاريخها، ولتكون خالية من اللمسة الفنية وهو شرط لا غنى عنه لمطبوعة تهتم بالفن والأدب». كذلك أكد البيان على أن «أخبار الأدب» ظلت لفترات طويلة على يسار المؤسسة الثقافية الرسمية، وخاضت معارك عنيفة يعرفها القاصي والداني ضد الفساد، وسعيا إلى الوصول إلى خدمة ثقافية أفضل. {أما في عهد العفيفي فقد تحولت إلى بوق لوزارة الثقافة ووزيرها، حوارات تمجيدية، والمادة التي تناقش أداء وزير الثقافة يتم منعها، أو التخفيف منها في فعل رقابي مباشر وواضح وصريح».وطالب محررو «أخبار الأدب» بإقالة مجدي العفيفي من منصبه كرئيس تحرير وهددوا بالتصعيد خلال الأيام المقبلة.في المقابل، دافع العفيفي عن نفسه مؤكداً أن كل ما ورد في البيان معلومات خاطئة، وتابع: «لم أتدخل ولم أفرض رؤيتي على أحد وانظروا الأعداد السابقة من أخبار الأدب».يُذكر أن العدد الجديد تضمن حواراً مع عالم الآثار الدكتور رافت النبراوي الذي تصدى فيه للدعوة الغريبة التي تطالب بهدم الأهرامات، وحديثاً للدكتور عماد عبد اللطيف يتحدث فيه عن بلاغة الميادين ومن بينها ميدان التحرير، ويدور ملف العدد عن آراء المثقفين وأطروحاتهم للخروج من حالة الاستقطاب التي يشهدها المجتمع المصري راهناً، إضافة إلى أبواب أخرى.