«منتدى آسيا» يؤكد التعاون لمصلحة شعوب القارة
• إجراءات كويتية جادة خلال العقد الماضي في الانفتاح على الشرق الآسيوي
• قمة الكويت تشكل عنصراً مهماً لاحتواء التحديات التي تواجهها «قارة التناقضات»
قدم منتدى الحوار الآسيوي مقاربة وافية لكثير من الجوانب المتعلقة بشؤون القارة والعلاقة البينية بين دولها ومع دول القارات الأخرى والتحديات التي تواجه آسيا وقدرات دولها على إقامة كيانات اتحادية أسوة ببعض القارات الأخرى.
• قمة الكويت تشكل عنصراً مهماً لاحتواء التحديات التي تواجهها «قارة التناقضات»
قدم منتدى الحوار الآسيوي مقاربة وافية لكثير من الجوانب المتعلقة بشؤون القارة والعلاقة البينية بين دولها ومع دول القارات الأخرى والتحديات التي تواجه آسيا وقدرات دولها على إقامة كيانات اتحادية أسوة ببعض القارات الأخرى.
واصل المنتدى الاكاديمي المقام بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي بعنوان (آسيا... رؤى مستقبلية) أعماله في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت امس حيث أجمع المحاضرون على ضرورة التعاون بين دول القارة لتحقيق مصلحة شعوبها.وأكد المحاضرون في الجلسة الاولى من اليوم الثاني للمنتدى أهمية المبادرة الكويتية الى عقد هذا المؤتمر في ظل غياب شبه كامل لمنظمات تشمل القارة الاسيوية بدولها كافة مقارنة بالتجارب الاوروبية والافريقية وحتى في اميركا اللاتينية.
النظام الطاقويوقال الخبير الاقتصادي في منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) الكويتي عبدالكريم عايد ان العقد الماضي "شهد تحولات جوهرية في توقعات نظام الطاقة في العالم" مضيفا ان "الازمة الحالية دفعت معظم مستهلكي الطاقة في العالم الى تجنب الاعتماد على خطط قصيرة الاجل".وذكر ان الملامح الجديدة في النظام الاقتصادي الطاقوي للدول الآسيوية يرتبط بشكل وثيق بالمتغيرات الجيوستراتيجية في المنظومة الاقتصادية العالمية مستعرضا أبرز المتغيرات في مفهوم أمن الطاقة والمتمثلة في تغير المستهلك الرئيسي للطاقة اضافة الى بروز ظاهرة المخازن الاستراتيجية في الدول المتقدمة والقلق المتزايد بشأن الاثار البيئية السيئة لاستخدام الطاقة.النموذج الصينيمن جانبه قدم المستشار السياسي في الشؤون الاقليمية ومجلس التعاون الخليجي في وزارة الخارجية البحرينية الدكتور محمد نعمان جلال ورقة حول النموذج التنموي الصيني الذي اعتمد بصورة رئيسية على تحديد واضح للهدف وللوسيلة وعلى منهج فكري واضح في العمل اضافة الى ركائز واضحة للعمل الداخلي والتعامل الدولي.وذكر ان هدف الصين من ذلك النموذج التنموي ارتكز على نقل البلاد من دولة فقيرة تعاني المجاعات الى دولة متوسطة في مستوى المعيشة بحلول عام 2050 وذلك عبر أربعة تحديثات رئيسية شملت الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والقوات المسلحة.معوقات التعاونمن جهته، اشار رئيس معهد دراسات الثقافة العربية والاسلامية في الصين الدكتور وو بنغ بنغ الى ان التعاون بين الدول الاسيوية يعتبر في أدنى المستويات مقارنة بأوروبا وافريقيا والاميركيتين، مضيفا ان القمة الاولى لحوار التعاون الاسيوي المزمع عقده في الكويت في الايام القليلة المقبلة "الارضية المناسبة لتعزيز هذا التعاون بين دول القارة ونقله الى مستويات جديدة".وذكر ان ثمة بعض المعوقات امام ذلك ومنها "وجود العديد من المشكلات السياسية بين الدول الاسيوية التي تقف أمام (الاسياسيزم) اضافة الى المساعي الاميركية المستمرة للهيمنة على آسيا".بدوره، قال الدكتور ساداشي فوكودا من اليابان ان آسيا هي المنطقة الاكثر حيوية في العالم في وقتنا الحاضر وان تحديث قطاع الصناعة والانتعاش الاقتصادي انتشر في معظم دول آسيا ووصل الى الهند وهو الان يطال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتصبح بذلك العلاقات التجارية بين دول هذه القارة أكثر عمقا وترابطا.الجلسة الثانيةوناقشت الجلسة الثانية في المنتدى الرؤى الخليجية لمستقبل التعاون الاسيوي.وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت مدير وحدة الدراسات الاسيوية الدكتور محمد سليم في ورقته تحت عنوان (العلاقات الخليجية الاسيوية واتجاه الكويت شرقا) ان المتابع لسياسة الكويت الخارجية خلال العقد الاول من القرن الحالي يلاحظ وجود اجراءات جادة في اتجاه الشرق الاسيوي.واضاف ان ذلك التوجه يتمثل في الزيارات التي قام بها سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى الدول الشرق اسيوية. وعدد مجموعة من العوامل التي ادت بالكويت الى اتباع سياسة الاتجاه شرقا اهمها كون شرق اسيا اصبح مع بداية القرن العشرين بؤرة التوازن العالمي وصعود العامل النووي في القارة وعودة التوقعات حول الصعود الاقتصادي الاسيوي في القرن الحالي اضافة الى ظهور مؤسسات اقليمية جديدة في اسيا وبناء خطوط النقل الدولية الجديدة فيها وأهمها الخط الاوراسي القاري العابر لآسيا.وتابع قائلا ان من بين الخطوط ايضا الممر القطبي البحري الشمالي حيث ان هذه الخطوط تؤثر على المصالح الكويتية مشيرا الى تفاقم التهديدات الامنية الجديدة في اسيا التي اهمها تجارة الاسلحة الصغيرة وانتشار الايدز والاتجار بالمخدرات والارهاب.وذكر سليم ان اهمية هذه التهديدات تكمن في ان الكويت جزء من اسيا وتقع على خطوط التماس مع بعض الصراعات الاسيوية الملتهبة، مشيرا الى ان تزايد اهمية اسيا بالنسبة للكويت يكمن ايضا في كونها سوقا رئيسية للنفط الكويتي والخليجي.قارة التناقضاتمن جهته، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور حسن جوهر في مداخلته ان اسيا هي اكبر الوحدات الكونية على الاطلاق جغرافيا وسكانيا وتشكل توليفة متنوعة تتجسد فيها ثقافات متعددة واعراق متنوعة كما انها تحتوي الكثير من التناقضات والفوارق بين دولها وشعوبها في مجال مستويات المعيشة والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي كما انها تحوي اكبر الترسانات الحربية بما في ذلك القوى النووية الهائلة.وذكر ان اهمية قمة الكويت تكمن في مناقشة التحديات التي تواجه هذا البحر البشري وتطرح العديد من الافكار بجدية ومسؤولية لجعل الحياة افضل واكثر استقرارا لشعوبها.كما شملت الجلسة الثانية مداخلات لكل من الدكتور عبدالخالق عبدلله من الامارات العربية المتحدة حملت عنوان تنامي العلاقات الخليجية الكورية كنموذج للعلاقات الاسيوية الخليجية في حين قدم الدكتور سعود التمامي مداخلة بعنوان الابعاد الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية للعلاقات الاسيوية للمملكة العربية السعودية.الإبراهيم: موقع الكويت يؤهلها لتكون نقطة التقاء آسيويةقال مستشار الديوان الاميري الدكتور يوسف الابراهيم ان الموقع الجغرافي للكويت وتمتعها بمخزون نفطي كبير يؤهلانها لتكون مركزا تجاريا او نقطة التقاء بين الدول الآسيوية المصنعة او المستهلكة للمنتجات الصناعية.وقال الابراهيم في تصريح لـ"كونا" على هامش المنتدى الاكاديمي المقام بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الآسيوي انه من الممكن ان تقدم الكويت خدمات الطاقة سواء من النفط الخام او المكرر للدول الاسيوية كأسواق جديدة لأن نوع النفط الكويتي مطلوب في هذه الدول الاسيوية.ووصف استضافة الكويت لفعاليات المؤتمر بالحدث المهم حيث تستضيف قيادات اسيوية تستعرض فيه رؤاها لما فيه مصالح شعوب القارة مشيرا الى ان الفوائد الاقتصادية التي قد تجنيها دولة الكويت من المؤتمر متنوعة وغير محدودة.واضاف انه من الممكن ايضا الاستفادة من التكنولوجيا الاسيوية المتقدمة ومن المنتجات الاسيوية التي تنافس مثيلاتها بأسعار من الممكن ان تكون منافسة في الاسواق.رئيسة وزراء تايلند ترأس وفد بلادها إلى قمة منتدى الحوار الآسيويأعلنت المتحدثة باسم الحكومة التايلندية سانساني ناكبونغ ان رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا سترأس وفد بلادها الى قمة منتدى حوار التعاون الاسيوي الذي تستضيفه الكويت الاسبوع المقبل. وذكرت ناكبونغ في تصريحات صحافية أمس ان رئيسة الوزراء ستبحث في سبل بناء ثقة المستثمرين الاجانب للدخول الى السوق التايلندية والاستفادة مما تحظى به من امكانات وفرص واعدة.وأكدت اهمية اجتماع الكويت الذي يهدف الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية في المنطقة. ويرافق رئيسة وزراء تايلند ممثلون عن الصناعات التايلندية منها الخدمات الطبية والمجوهرات.وتستضيف الكويت قمة منتدى الحوار الاسيوي برعاية وحضور سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في الفترة من 15 حتى 17 من اكتوبر الجاري بمشاركة ممثلين عن 31 دولة.وتركز محاور المنتدى على الرؤى الاقتصادية والسياسية الاستراتيجية للقارة الاسيوية والرؤى الاجتماعية الى جانب الرؤى الخليجية لمستقبل العلاقات مع دول اسيا.