تقارب الثقافات في لوحات من مصر وإيطاليا

نشر في 27-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-11-2012 | 00:01
No Image Caption
فعاليات تشكيلية متعددة استضافتها القاهرة أخيراً، وجسدت فكرة التقارب بين الشعوب بلغة الفن ودور الورش الفنية في اكتشاف المواهب الشابة، وتحفيزها نحو التفرد، فضلاً عن أهمية الجوائز العالمية وحضور الإبداع التشكيلي العربي في المحافل الدولية.
استضاف مركز «الجزيرة للفنون» في القاهرة معرض الفنان الإيطالي كلودوفيو ماشياريللي، وافتتحه أخيراً رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. صلاح المليجي، بحضور مدير المركز الثقافي الإيطالي، رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون محمد دياب، مديرة مركز الجزيرة د. إيناس حسني، ولفيف من الفنانين والنقاد والجمهور وطلبة الجامعة الإيطالية في القاهرة.

تميَّز المعرض بمحتواه الفني المتنوع، حيث ضمّ أعمالاً في النحت والنقش على المعادن والرسم، فضلاً عن أحدث ما أبدعه الفنان الإيطالي في مجال تصاميم الحلي سواء باستخدام خامة الذهب أو الفضة، والتي طُعم بعضها بأروع الأحجار الكريمة.

وكرست المقتنيات لفكرة الجمال الملون والزخارف التجريدية بإطلالتها المبهجة، من بينها لوحات وقطع نحتية تقارب الذائقة العربية وتستخلص جمالياتها من تراكم إبداعي على مر العصور، واعتبار أن الفنان الإيطالي لم يكن معزولاً عن الإبداع التشكيلي ونقوش الأسلاف على جدران المعابد، واستفادته من المنجز التراكمي الهائل لتلك الفنون، والتحديث في مجال الرسم والنحت.  

ولفت ماشياريللي إلى أثر معرضه الإيجابي، وتجاوب الجمهور مع مقتنياته، بالإضافة إلى إطلالته على خصوصية الإبداع التشكيلي في المدرسة الإيطالية أثناء تجواله في قاعات العرض الأربع التي يشملها المعرض بثرائه وتنوعه بين دلالاته الرمزية وزخارفه الملونة، إلى جانب مضمونه المعبر عن رؤية مشرقة للحياة وطاقة التعبير عن حلم البشر بالحرية.

واستطاع الفنان الإيطالي أن يجسد فكرة تفاعل الثقافات، واعتبار الفن التشكيلي أحد العناصر المهمة لتقارب الروح الإنسانية وذائقة الشعوب الجمالية، وتمازج عناصر الإبداع الأصيلة ومغامرات التجريب والحداثة، ذلك كله من خلال مبدع طموح إلى التميز في مجالات تشكيلية مختلفة.

من جهته أوضح  د. صلاح المليجي أن المعرض يأتي في إطار التبادل الثقافي بين مصر وبين إيطاليا، وعلاقات ثقافية وفنية تاريخية بين البلدين، وتعد مقتنياته رسالة راقية تعزز سُبل الحوار بين الثقافات وجسراً للتواصل بين الخبرات الفنية المختلفة، وتقريب المسافات بين الشعوب بلغة الفن التشكيلي كأحد الفنون المشتبكة مع التاريخ والجمال والحكمة منذ آلاف السنين.   

تدريب الموهوبين

اهتمت وزارة الثقافة المصرية من خلال الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني برعاية وتنمية المهارات الفنية في مختلف مجالات الفنون، وأقامت أخيراً إدارة النشاط الثقافي في القاهرة، ورشة عمل فنية لتدريب الموهوبين من مختلف الأعمار لتعلم فن الرسم على الزجاج والسيراميك وفقاً للمعايير الفنية العلمية لهذا الفن.

وأكد د. صلاح المليجي أن خطة قطاع الفنون التشكيلية استهدفت نشر الثقافة الفنية ومهارات الإبداع لأشكال الفنون كافة، فضلاً عن رعاية الموهوبين من الشباب وإتاحة الفرصة لعرض إبداعاتهم من خلال معارض جماعية وخاصة، فضلاً عن المشاركة في ملتقيات دولية.  

يُذكر أن أجندة الأنشطة الفنية والثقافية في القطاع تضمنت الكثير من برامج ورش العمل الفنية طوال العام للفنون الحرفية المختلفة، مثل الحلي والرسم على الحرير والجلد والموزاييك، بهدف نشر الوعي والتعريف بهذه الفنون التراثية وحمايتها من الاندثار، وتطوير قدرات الفنانين في المراكز الفنية والتشجيع على روح الإبداع والابتكار.

وشهدت الورش الفنية حضور عدد كبير من الفنانات الشابات، ولفت إبداعهن الفنانين والنقاد المشرفين على تلك الفعاليات، وأبدوا إعجابهم بمقتنيات رسمهن على الزجاج و زخارف الحلي، وطموحهن إلى المنافسة والتميز الفني، وتعلم مهارات جديدة في مجال الفنون التراثية.

 

جوائز عالمية

استقبل وزير الثقافة المصري د. صابر عرب التشكيليين المصريين أيمن لطفي وشادي أديب سلامة ونادية سري، الذين نالوا أخيراً عدداً من الجوائز الدولية خلال تمثيلهم مصر في فعاليات فنية مهمة على المستوى العالمي.

وأكد الوزير أن المستوى المشرف من التمثيل والمشاركة يُعد استكمالاً لحضور فنانينا وتميزهم في المحافل العالمية، وتاريخاً طويلاً من التفوق والريادة، وثراء الحركة الثقافية والفنية جيلاً بعد آخر، إضافة إلى ظهور المواهب القادرة على الحفاظ على هذه المكانة وتحفيز الشباب لرفع اسم العالم العربي على جميع منصات التتويج العالمي.

وقال صلاح المليجي إن الفنان التشكيلي العربي يملك قدرات عالية للوصول بالعمل الفني إلى أبعد نقطة تجسد رؤاه الفنية، وقد استمدها من تراث عريق تركه رواد وأساتذة، ودعمه بإطلاع وإلمام بالمدارس الفنية العالمية وكل ما يطرأ عليها من تطور سواء بالدراسة أو الاحتكاك الفني رفيع المستوى.

وأوضح أن مشاركة الفنانين من العالم العربي ونيلهم الجوائز أكدت على المستوى المشرف الذي وصلت إليه فنوننا التشكيلية على الصعيد الدولي، ولدينا أسماء تخطت حاجز المحلية إلى العالمية، ونالت إعجاب النقاد وجمهور الفن التشكيلي في مختلف الدول الغربية.  

يذكر أن الفنانين الثلاثة نالوا جوائزهم من خلال مشاركتهم في اثنين من البيناليات الفنية الدولية المهمة، حيث حصل أيمن لطفي على جائزة «بين هول» في التصوير الفوتوغرافي الخاصة بأقوى الأعمال في الإضاءة، خلال مشاركته في الدورة الرابعة من بينالي الصين الدولي 2012 للصورة المعاصرة والذي أُقيم في مدينة «جينان» في أكتوبر الماضي.

 وجاء فوز شادي أديب بالجائزة الأولى في التجهيز في الفراغ، وحصلت نادية سري على جائزة خاصة في مجال التصوير بالألوان المائية خلال مشاركة الفنون التشكيلية المصرية في الدورة الرابعة لبينالي «كيتو» الدولي في الإكوادور، والتي أُقيمت في الشهر نفسه.

back to top