20 جريحاً إسرائيلياً في انفجار حافلة وسط تل أبيب

نشر في 22-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-11-2012 | 00:01
• 1500 غارة و150 قتيلاً في غزة • كي مون: آن أوان الدولة الفلسطينية • عباس: إسرائيل هي البادية

لم تحصد الجهود الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة، التي دخلت مأساتها اليوم الثامن أمس، إلا مزيداً من العمليات العسكرية والهجمات المتبادلة بين إسرائيل، التي تلقت ضربة موجعة وسط عاصمتها السياسية، والفصائل الفلسطينية في القطاع، الذي باتت رائحة الموت تفوح في كل جنباته.
وسط استمرار الجهود الحثيثة لتثبيت التهدئة، التي تقودها مصر وتشارك فيها بفاعلية الأمم المتحدة والولايات المتحدة في غزة، تحولت الأنظار من المشهد الدموي في القطاع إلى عمق إسرائيل بعد الانفجار الذي ضرب أمس حافلة وسط تل أبيب وأسفر عن إصابة نحو 20 إسرائيلياً.

ويأتي الانفجار بينما أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات في القدس حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للمرة الثانية في يومين، في حين يواصل الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون، الذي التقى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في رام الله، جهوده لتحقيق الغاية ذاتها.

وقال متحدث باسم منظمة «نجمة داود الحمراء للطوارئ» أن «من بين الـ20 مصاباً هناك بينهم ثلاثة في حالة خطرة وواحد إصابته متوسطة، بينما أصيب 10 بجروح طفيفة وهناك ستة يعالجون من الصدمة».

ومنذ إطلاق العملية الإسرائيلية على الفصائل المسلحة في غزة الأربعاء الماضي قتل خمسة إسرائيليين بينهم جندي في إطلاق للصواريخ.

وبينما وصف أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانفجار بأنه «اعتداء إرهابي»، باركت حركتا «حماس» و»الجهاد» الإسلامي «العملية الاستشهادية»، مؤكدتين أنها «رد طبيعي على مجزرة عائلة الدلو»، التي قتل كل أفرادها في غارة إسرائيلية على القطاع.

وشهدت غزة احتفالات في المساجد وتكبيرا بعد انفجار تل أبيب، تخللها إطلاق نار ابتهاجاً في الهواء بمدينة غزة.

غارات مستمرة

في المقابل، لم تتوقف أعمال العنف واستمرت الضربات على القطاع موقعة المزيد من القتلى، الذين ارتفعت حصيلتهم أمس إلى نحو 150 في اليوم الثامن من الهجوم، الذي تخلله شن أكثر من 1500 غارة جوية، بحسب ما أعلن جيش الاحتلال أمس.

وقالت مصادر طبية إن مسناً «80 عاماً» قتل وأصيب نجله في غارة إسرائيلية على أرض زراعية شرق خان يونس، فيما قتل فتى «17 عاماً» وأصيب شقيقه في غارة مماثلة استهدفت أرضا زراعية بجوار منزلهم شرقي غزة.

كما توفي صبي متأثرا بجروح حرجة أصيب بها قبل ثلاثة أيام استهدفت شرق خان يونس، في حين قتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح مختلفة في غارة على بلدة جباليا.

وشنت الطائرات الإسرائيلية على مدار ساعات ليل الثلاثاء/الأربعاء وصباح أمس غارات عنيفة طالت مباني حكومية وأنفاقا للتهريب بين قطاع غزة ومصر.

وقال شهود عيان إن الطائرات قصفت بخمسة صواريخ مجمع أبوخضرة للدوائر الحكومية في غزة، ما أدى إلى تدمير كبير في معظم أجزائه، كما أدى القصف إلى تضرر عدد من المنازل والأبراج المحيطة، وبينها مكتب قناة الجزيرة الفضائية المجاور ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفي غارة أخرى قصفت الطائرات الإسرائيلية بصاروخين مجمعا تجاريا يقع في برج سكني وسط مدينة غزة إلى جانب مكتب مؤسسة إعلامية في نفس البرج في غارة ثانية ما خلف أضرارا جسيمة طالت مكتبا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية جسر «وادي غزة» بالمحافظة الوسطي والذي يربط بين مناطق شمال وجنوب القطاع، كما استهدفت الغارات بضربات متتابعة كثيفة أنفاقا للتهريب على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر ما أدى إلى تدمير عدد كبير منها من دون وقوع إصابات.

من جهتها، أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن إطلاق 10 صواريخ «غراد» روسية الصنع باتجاه قاعدة «حتسور» الجوية الإسرائيلية وأربعة آخرين على مدينتي المجدل وأسدود جنوب إسرائيل.

دولة فلسطين

دبلوماسياً، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أمس من رام الله دعمه لحل الدولتين، فيما اتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل ببدء الاغتيالات التي أدت إلى التصعيد.

وقال بان، في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس، «نحن مع حل الدولتين وتحقيق طموح الشعب الفلسطيني»، معبراً «عن قلقه لخطورة الوضع في غزة».

وأضاف بان: «أتقاسم مع الرئيس قلقه من سيل الدماء واستهداف المواطنين الغزيين بالصواريخ»، مبيناً بقوله: «آن أوان الدبلوماسية وحل الأزمة فالوقت حان لتنشأ الدولة الفلسطينية ويتحقق طموح الشعب الفلسطيني ويتعايش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن». ودعا إلى «الوقف الفوري لهجمات الصواريخ التي لا تفرق بين الأهداف».

من جانبه، قال عباس إنه «على اتصال مع كافة الفصائل في غزة والضفة والقاهرة لاحتواء الموقف والوصول إلى تهدئة»، مبيناً أنه «ماض لرفع مكانة فلسطين لدولة مراقب في الأمم المتحدة».

واتهم عباس إسرائيل بأنها بدأت عمليات الاغتيال وهو ما أدى إلى تصعيد الأوضاع، مطالباً قيادتها بـ»وقف العمل العسكري وبالتالي حماس ستتوقف عن أي أعمال مضادة».

إلى ذلك، بحث مدير جهاز الاستخبارات العامة المصري، اللواء رأفت شحاتة، مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلَّح، أمس التوصل إلى اتفاق للتهدئة.

وناقش المجتمعون الملامح النهائية للاتفاق الذي يتضمن وقف إطلاق الصواريخ من غزة، مقابل رفع الحصار، وفتح معبري رفح وكرم أبوسالم بشكل دائم، وإعادة إعمار القطاع ووقف العدوان عليه جواً وبحراً وبراً.

بدوره، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة وقطر تساهمان في مساع مصرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، معرباً عن الأمل بان تتحقق الهدنة اليوم.

back to top