تزايد أعداد العمالة الحرة ومكافآتها... وموقع تشغيلها يعلن مليون وظيفة شاغرة

نشر في 01-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-12-2012 | 00:01
تمثل المهن المتعلقة بالإبداع والأعمال الفنية وتقنية المعلومات والبرمجة المجال الأسرع نمواً في سوق العمالة غير المتفرغة، وذلك بحسب فابيو روزاتي، كما ان تقنية المعلومات والبرمجة تتطلب في غالب الأحيان توافر تطبيقات متنقلة إضافة إلى وجود طلب أيضاً على العاملين في الميادين القانونية والمحاسبة.
أظهرت دراسة أجراها في شهر سبتمبر الماضي موقع ايلانس الذي يساعد العمالة الحرة أو غير المتفرغة «فري لانسرز» على ايجاد فرص عمل وشملت أكثر من 3000 متعاقد مستقل أن 57 في المئة من الذين شملتهم الدراسة تحدثوا عن زيادة دخلهم خلال سنة 2012 كما توقع 67 في المئة منهم تحقيق زيادة في دخلهم في السنة المقبلة.

ويقول فابيو روزاتي وهو المدير التنفيذي لموقع ايلانس المذكور إن موقعه قد يعلن نحو مليون وظيفة فري لانس بحلول نهاية سنة 2012 وهذه زيادة كبيرة عن أرقام سنة 2011 التي بلغت 650000.

ويضيف روزاتي إن «الشركات تنشر أرقاماً قياسية عن وظائف

«بنظام الدوام الجزئي» ونظام عدم التفرغ. وقال نحو 42 في المئة من أرباب العمل في دراسة ايلانس إنهم يتوقعون زيادة في تشغيل غير المتفرغين في السنة المقبلة تفوق أرقام السنة الحالية.

وتمثل المهن المتعلقة بالإبداع والأعمال الفنية وتقنية المعلومات والبرمجة المجال الأسرع نمواً في سوق العمالة غير المتفرغة، وذلك بحسب روزاتي الذي يقول إن هذه الأعمال الخلاقة غالباً ما تستدعي وجود مهارات متعددة، كما أن تقنية المعلومات والبرمجة تتطلب في غالب الأحيان توافر تطبيقات متنقلة اضافة الى وجود طلب أيضاً على العاملين في الميادين القانونية والمحاسبة.

وقد حافظت معدلات المهن الحرة على ثباتها النسبي خلال السنوات القليلة الماضية. وفي سنة 2009 عرف 15.3 مليون أميركي عن أنفسهم ضمن هذه الفئة وذلك بحسب مكتب احصائيات العمل.

وفي شهر اكتوبر الماضي كان 14.9 مليون من العمال الأميركيين من أصحاب المهن الحرة.

ويستفيد أرباب العمل من فوائد عدة تتعلق بتشغيل غير المتفرغين ومنها أن ذلك يخفض التكلفة نظراً لأن المستشارين أو العمال المؤقتين لا يحصلون على منافع الرعاية الصحية أو التقاعد والإجازات ولا يحتاج العديد منهم الى مساحة مكتبية. ويطرح 83 في المئة من عملاء ايلانس من أرباب العمل مسألة السرعة كحافز رئيسي من أجل تشغيل غير المتفرغين كما أن تلك الشركات تقول إن مشاريعها تنجز بصورة أسرع نتيجة تشغيل غير المفترغين. ويشير روزاتي الى أن غير المتفرغ وبمجرد انضمامه الى فريق العمل يدفع الشركة الى تطوير عصبة ثابتة من المتعاقدين المستقلين لتأدية العمل بسرعة.

ويعزو دانييل بينك وهو مؤلف كتاب « امة العمل الحر» الزيادة الأخيرة في عدد غير المتفرغين الى عوامل عديدة ومن بينها، كما يقول، إن الاقتصاد المتقلب جعل أرباب العمل يعزفون عن تشغيل متفرغين. ويضيف « إن غير المتفرغين يوفرون الموهبة المناسبة للهدف الملائم في الوقت الصحيح «.

وقد أسهمت الزيادة في تشغيل غير المتفرغين في تحول في طبيعة العقد الاجتماعي بين العامل والموظف. وحقيقة أن التغير هنا – ليس جذريا بل انطوى على تعديل في شروط الصفقة، وذلك وفقاً الى بينك.

وحسب موقع ايلانس فإن 21 في المئة من المشتركين فيه شرعوا بالتحول الى غير متفرغين بعد تسريحهم من أعمالهم فيما بدأ 40 في المئة بقبول وظيفة تعاقدية حرة لدعم دخلهم من أعمال التفرغ.

ويقول بينك «فيما يتعين على غير المتفرغين العمل من دون مزايا مثل التأمين الصحي فإن غياب الأمن في أماكن العمل بعد انهيار شركات رئيسية مثل ليمان براذرز وبوردرز وواشنطن ميوتشوال يمثل صورة قاتمة. وما من عمل يتمتع بأمان دائم – ويرى البعض من غير المتفرغين أن الأكثر أماناً بالنسبة اليهم العمل لصالحهم وليس الاعتماد على رب عمل واحد. واذا غاب أحد العملاء فإن في وسع غير المتفرغ التعويل على عديدين غيره على سبيل المثال.

وقد أمضى دان نيسنبوم من غرينفيلد في ماساشوستس وهو مبرمج متخصص في برامج جافا سنة كاملة وهو يعمل بدوام كامل لدى سيمكس كوربوريشن وهي شركة تكامل برمجية في سنة 1999 حين كان يعمل في تصميم بمساعدة الحاسوب.

وبينما يقول إنه أحب العمل في شركة صغيرة يضيف «لا أستطيع تحمل العمل في مكتب لأن ذلك يعطل قدرتك على الابداع».

وقد ترك العمل من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في الفيزياء في جامعة نورثوسترن وبدأ بعمل غير متفرغ في سنة 2008.

يتمتع نيسينبوم بمهارات مطلوبة وهو ما يميزه عن المتعاقدين المستقلين الآخرين. ويقول إن عمله في منزله سمح له باختيار زبائنه بعناية ويجد عمله مرضياً. وعندما يتطلب أحد الزبائن أشياء زائدة يتوقف عن التعامل معه، وأن تقول لمبرمج ماذا يتعين عليه عمله ليس فعالاً.

ما الجانب السلبي في عمل غير المتفرغ؟ يقول نيسينبوم – 42 سنة – إن ذلك يتمثل في قيامك بتحمل تكاليف يحصل عليها معظم الموظفين المتفرغين مثل نفقات الرعاية الصحية العالية والتأمين التقاعدي. وهو يعمل معظم الوقت لصالح عميل رئيسي واحد هو شركة في هوليوود تسعى لخلق قاعدة بيانات لمحفوظاتها وسجلاتها.

* مجلة فورتشن

back to top