«ناجي عطا الله» يفضح سارقي الأوطان

نشر في 11-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 11-11-2012 | 00:01
No Image Caption
صدرت رواية «فرقة ناجي عطا الله» للكاتب والسيناريست يوسف معاطي عن الدار المصرية اللبنانية تزامناً مع عرضها كمسلسل تلفزيوني في رمضان الماضي، لا سيما أنها حازت نجاحاً جماهيرياً واسعاً فأعادت الدار إصدارها في طبعة جديدة أخيراً.
تتضمن رواية «فرقة ناجي عطالله» أحداثاً لم يظهرها المسلسل ولم تكتب كسيناريو، حيث الحدث الرئيس في الرواية، كما في المسلسل، سرقة بنك إسرائيلي تخرج من شكلها الدرامي على طريقة الحركة، إلى قلب المأساة وعمقها والبحث عن جذوره.

يكتسب معنى السرقة في الرواية أبعاداً سياسية واجتماعية، ليلمح إلى سرقة أكبر يقوم بها عدو غاشم، هي سرقة وطن بكامله، وإغراقه في المشاكل والتفاصيل، وفيه يدخل يوسف معاطي إلى طريقة تفكير العدو وطرق تعامله مع فرائسه، وإصراره على الكذب والسرقة والنهب، والادعاء وتوظيف البشر بالمال والنساء .

وتنطلق الرواية من مغامرة سرقة بنك إلى أماكن وتواريخ وبشر ولغات ولهجات وصراعات دولية عميقة، فمن مصر إلى الأرض المحتلة ورفح إلى بغـداد وتركيا والشـام، وفي كل بلد تمر به المجمـوعة بقيـادة «ناجي عطا الله» نتعرف إلى بشر وتفاصيل وأحداث وحيوات، وإلى ملامح الأمكنة وروائح البشر وأهم الأحداث التي يستغلها البطل في كثير من الأحيان، وأبرز ملامح معاناة البشر داخل تلك الأماكن.

في هذا الإطار الكوميدي والمأساوي، يصحبنا ناجي وفرقته لنعيش معه المعارك والهروب والترقب والانفعالات من الأكمنة، وعالم المخابرات بتفاصيله الدقيقة المستحيلة، فكل تفصيل قد يغفل عنه البطل يودي بحياة شخص، لكن الرواية تنجو من كابوسية هذا العالم وتحوله إلى مادة جذابة، لكنها فكاهية الموقف. وليس اللعب بالكلمات سخرية نابعة من تناقضات الموضـوع، وكمثال على ذلك تتعـامل «فرقـة ناجي عطا الله» على لسان يوسف معاطي، مع خلافات «فتح» و{حماس» بطريقة مناسبة لمعارك رفقاء السلاح والدرب والقضية :

«وإيه سبب المشكلة يا أبو شعلان؟

- واحد من إخواننا في «فتح»، كان بيجوِّز ابنه... راح واحد من إخواننا بتوع «حماس» عشان يجامل.. ضرب صاروخ في الفرح.. صاروخ من بتوع الأفراح بس يظهر إنه كاد يعمل حريقا بالفرح.. الحكاية كبرت.. دول افتكروا أنهم جايين يفسدوا الفرح.. ودول اعتبروا إن اتهامهم ده إهانة، والموضوع كبر وصارت عركة بين الاثنين.

يؤكد يوسف معاطي في الرواية أنه لم يتناول الأحداث والأماكن متسلحاً بالفهلوة والخيال غير المستند إلى الواقع، فكل الأمكنة والأحداث التي صورها، سأل عن خلفياتها وقرأ عنها، وهذا ما أثبته في بداية الرواية، التي تنشر كاملة من دون حذف كانت تقتضيه الأحداث عند تحويلها إلى مسلسل، أو لدواعٍ أمنية... ففي الشكر الذي كتبه يوسف معاطي في مقدمة العمل توجه به إلى أشخاص عراقيين وسوريين ومن الأرض المحتلة، ليدقق لهجة، أو ليمحص حدثاً، أو يعرف خلفياته الاجتماعية والموضوعية .

أصدر يوسف معاطي سابقاً روايته «بانجـو» ومجموعات قصصية عدة من بينها «ضـاع العمـر يا وطـني» و{كراسي» و{الفن وأهله» و{بنات اليومين دول».

back to top