الرئيس التونسي: لا "فيزا" للكويتيين في تونس.. وتابعت جلسات مجلس الأمة في الثمانينيات

نشر في 24-04-2012 | 14:00
آخر تحديث 24-04-2012 | 14:00
No Image Caption
قال رئيس جمهورية تونس الدكتور محمد المنصف المرزوقي انه تم التطرق خلال جلسة المباحثات الرسمية مع حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية.

واضاف الرئيس التونسي في مقابلة صحافية مع تلفزيون دولة الكويت ووكالة الانباء الكويتية (كونا) الليلة الماضية بمناسبة زيارته الى البلاد ان جميع المواضيع التي تمت مناقشتها خلال المباحثات "تصب في مصب واحد هو التفاهم الكامل من الناحية السياسية والامل في علاقات اقتصادية مثمرة وقوية".

واعرب عن امله بان يتم تكثيف السياحة الكويتية الى تونس معلنا انه ابلغ سمو الامير بان تونس قررت الغاء تأشيرة الدخول (الفيزا) للمواطنين الخليجيين الراغبين بزيارة تونس.

وحول الاستثمار الكويتي في تونس اكد استعداد بلاده لتذليل كل المعوقات من اجل تمكين الكويتيين في الاستثمار في العديد من المشاريع في تونس مشيرا الى ان سمو الامير اكد له ان الكويت مستعدة لدراسة كل المقترحات للاستثمار في تونس.

واضاف "نحن في تونس نشجع الجميع على الاستثمار في بلادنا في كل المجالات سواء في السياحة او الطاقة وتحلية مياه البحر والبنى التحتية والطرقات الى اخره..نحن لدينا حاليا اكثر من 40 مشروعا تعتبر من المشاريع العملاقة التي من شأنها ان تضع تونس في مصاف الدول الحديثة وجزء من هذه المشاريع سنعرضه على الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية".

واشار الى لقائه امس مع المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي اكد له استعداد الصندوق لتمويل هذه المشاريع التنموية العملاقة في تونس معربا عن سعادته بتجاوب الصندوق مع هذه المشاريع العملاقة "لانه واضح جدا ان هناك استعدادا كبيرا ويوجد امل كبير واشياء واعدة كثيرة".

واضاف ان "المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اكد لي ان الصندوق على استعداد لتمويل انشاء عدد من المشاريع المهمة في تونس والتي تتعلق بالبنية التحتية والطرق التي تربط الساحل بالمناطق الداخلية كمشروع الطريق السريع من مدينة نفيضة الى مدينة طوزر مرورا بمدينة القيروان حيث ان الاخوان القطريين سيعينوننا على بناء الجزء الاول من هذا المشروع وربما الاخوة الكويتيين سيعينوننا على بناء جزء اخر من هذا الطريق السريع".

واشاد ب"الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تونس طوال العقود الماضية" مضيفا "لكن جاءت فترات خاصة عند الاستبداد تناقص فيه وجود هذا الصندوق..الان نريده ان يعود بقوة ومثل ما قلت فان تونس بلد مربح من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

واشار الى ان مباحثاته مع سمو الامير تناولت ايضا القضايا العامة التي تهم الوطن العربى كالاحداث في سوريا "واستمعت الى رؤية سمو الامير لحل هذه المشكلة ونحن لدينا وجهة نظر تقريبا متقاربة في اننا نرفض التسليح ونرفض التدخل الخارجي ونأمل ان تجد سوريا حلا في اطار المنظومة الدولية".

واضاف "أطلعت سمو الامير على كل الامور التي تخص مشروع الاتحاد المغاربي" مشيرا الى انه وجه دعوة رسمية لسمو الامير لزيارة تونس "في الوقت الذي يحدده سموه بغية التواصل والاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات".

واعرب عن خالص شكره لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الاستقبال "الرائع " وكرم الضيافة معربا عن تحياته "لهذا الشعب العربي الاصيل الذي عاش محنة كبرى خلال فترة احتلال نظام صدام حسين البائد للكويت والتي كنت في تلك الفترة الصعبة من اصدقاء هذا الشعب الكبير ولهذا انا سعيد اليوم بان آتي الى هذا البلد الذي واكبت محنته بكل اسى واواكب اليوم عودته الى الساحة بكل فخر وسرور".

واضاف "محبتي للكويت منذ زمان نتيجة امرين الاول انني عندما كنت طفلا كنت اقرأ مجلة العربي التي لعبت دورا كبيرا في تنمية ذهني والثاني لاعجابي بالتجربة الديمقراطية الكويتية حيث كنت اشاهد المناقشات في البرلمان الكويتي في التسعينيات والثمانينيات ولذلك كنت احب الكويت كثيرا وانا سعيد جدا بان ارجع اليها كرئيس لدولة ديمقراطية لازور دولة ديمقراطية شقيقة".

وحول تقييمه لمستوى العلاقات الكويتية التونسية وماذا ينقصها لكي تصل الى مستوى التكامل السياسي والاقتصادي قال الرئيس التونسي "نحن بالصدفة نحتفل في هذه الايام بالذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وتونس .. نحن منذ نصف قرن اصدقاء ".

واضاف "نحن نريد علاقة مبنية على الاحترام المتبادل نظرا لاننا دول ديمقراطية فالكويت لديها امكانيات لمساعدتنا لكن في اطار الاحترام والشراكة وليس في اطار اخر حتى نستطيع ان نقدم اخيرا للعالم صورة بلدان عربية ديمقراطية تتعامل مع بعضها بالاحترام وانا لا اريد علاقات اقتصادية بحتة بل نريد ان تكون علاقات سياسية وثقافية وبشرية بحيث تزورونا ونزوركم وتكون العلاقات بيننا علاقات انسانية متكاملة نحن الان دولة ديمقراطية لدينا ثقة بانفسنا ولدينا امكانيات كبيرة من الناحية البشرية والاقتصادية ولدينا ثقة بمستقبلنا".

وردا على سؤال حول تونس ما بعد الثورة والى اين وصلت اهداف الثورة قال الرئيس التونسي ان "الثورة قطعت نصف الطريق وقامت على اساس الكرامة والخبز .. الكرامة تعني الحرية والحرية الفردية والاطمئنان على النفس وعدم العيش تحت الخوف ونهاية الاستبداد والبطش البوليسي السياسي الى اخره هذا حققناه يعني الان تونس بلد حر والشعب التونسي يشعر بالحرية ولم يعد يخاف من البوليس السياسي .. الحريات كلها مضمونة ومكفولة والناس كلها تشعر بالنخوة والاعتزاز".

واضاف "اما النصف الثاني فلم نحققه حتى الان وهو الخبز والنمو للمناطق الفقيرة التي كانت سببا لانطلاق الثورة .. نحن الان عاكفون على تحقيق هذا المطلب ونأمل ان نحققه لشعبنا في ظل ظروف عالمية صعبة ونحن قادرون بفضل دعم اشقائنا الكويتيين على وجه الخصوص كما اننا عازمون على اكمال برنامج الثورة وان التوانسة بعد سنتين او ثلاثة سيتمتعون بما وعدتهم به الثورة".

وحول الحراك السياسي الذي افرزته الثورة التونسية وكيف سيتبلور هذا الحراك قال الدكتور المرزوقي ان "الورقة الرابحة الاساسية بالنسبة للتونسيين هو توافقهم السياسي يعني كل التونسيين مجمعون على انه لا مجال للعودة الى الاستبداد ولا مجال للدولة الدينية ولا مجال لدولة استبداد باسم القومية او باسم الوطنية او باسم الدين هذا بحد ذاته شيء مهم جدا .. التوانسة كلهم مجمعون على ضرورة ان يكون لديهم دستور يضمن الحريات الفردية والعامة".

واضاف "كلنا مجمعون على دولة مدنية تكون محايدة .. تدافع عن المرأة المحجبة وغير المحجبة.. هذا الوفاق الكبير من الناحية السياسية هو ضمان الاستقرار في تونس لكن هناك اختلافات .. ومادام فيه ديمقراطية تنتج تيارات سياسية تريد ان تحكم لكن الحمدالله كل هذه التيارات الديمقراطية تتصارع وفق اطار اللعبة الديمقراطية في اطار الحقوق والحريات التي اكتسبها التونسيون".

واكد ان "المشكلة الاساسية الحالية في تونس ليست سياسية لان كل الاطراف مجمعة على بناء الدولة الديمقراطية لكن الخلاف الان يتعلق بكيفية تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي وهناك تحديات كبرى وصعبة مضيفا "نحن الان بصدد خوض معركة مصيرية لانه لولا قدر الله لم نستطع ان نحقق للتونسيين هذا النمو الاقتصادي والاجتماعي فالثورة نفسها ممكن ان تأكل نفسها ويمكن لا قدر الله ان تسقط التجربة الديمقراطية ولهذا نحن في صراع مع الزمن.. يجب ان نثبت لانفسنا بالديمقراطية لتحقيق التنمية".

 

back to top