السوريون ومنطق العبودية

نشر في 21-04-2012
آخر تحديث 21-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد واني لا شك أن الصراع الدائر بين النظام البربري والشعب الأعزل في سورية، مهما طال فإنه سينتهي لمصلحة الشعب إن واصل نضاله بنفس الصمود الحالي، والروح العالية، والعزيمة التي لا تلين أمام آلة الموت الفتاكة التي تحصد أرواح الكثير منهم كل يوم على مرأى ومسمع من العالم.

لا يمكن لأي نظام مهما بلغ بطشه وقمعه أن يجبر شعباً على الخضوع لحكمه الغاشم، إذا ما رفض هو ذلك وقاوم الظلم والطغيان، وفضّل حياة الكرامة والحرية على الخنوع والاستسلام لمنطق العبودية، والشعب السوري الثائر استطاع أن يضرب أروع الأمثلة في هذا المجال حتى الآن.

لكن إلى متى يستمر في الوقوف أمام نظام بوليسي بغيض لا يفرق بين صغير أو كبير، ولا يعرف الرحمة، يمارس في قمعه كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، من دون أن يخضع لقانون أو يرتدع لقوة، ولا يحسب حساباً لأي منظمة دولية أو إسلامية أو عربية، ولا لمناشدات الجمعيات الإنسانية والمدنية، ماض في جرائمه اليومية، بدعم من نظامين طالما كان لهما سجلات حافلة بالجرائم ضد الإنسانية والوقوف أمام تطلعات الشعوب المضطهدة، وقمعها بالقوة الغاشمة، أحدهما "وهو إيران" يدّعي الإسلام ونصرة المسلمين في العالم، وهو من ألد أعداء الإسلام وأشدهم بأساً على المسلمين، دأب منذ فجر الانتفاضة الشعبية المباركة على إمداد النظام الأسدي بكل أسباب القوة، لمجرد أنه من نفس طائفته "الشيعية"!

والثاني روسيا المعروف عنها تمرسها في قمع الشعوب عبر التاريخ، ونشر أفكارها الهدامة في الدول الإسلامية، وقد رأيناها في بلاد "الشيشان" كيف أنها جعلتها أثراً بعد عين". ولا يفوتنا أن نذكّر هنا بأن روسيا كانت وراء سقوط أول جمهورية كردية، وهي جمهورية مهاباد الإيرانية عام 1946 عندما وعدت قادتها بالوقوف معهم ولكنها تركتهم يواجهون مصيرهم المأساوي على أعواد المشانق!

* كاتب عراقي

back to top