المؤتمر الـ 29 لاتحاد طلبة الكويت في أميركا ينطلق برعاية المبارك
الصباح: أعطوا الكويت كما أعطتكم واحموها كما حمتكم واحرسوا وحدتها ولا تنسوا نعمتها عليكم
انطلقت أمس الأول فعاليات المؤتمر السنوي التاسع والعشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، تحت رعاية رئيس الوزراء، ويستمر المؤتمر أربعة أيام بمشاركة 2500 طالب.
انطلقت أمس الأول فعاليات المؤتمر السنوي التاسع والعشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، تحت رعاية رئيس الوزراء، ويستمر المؤتمر أربعة أيام بمشاركة 2500 طالب.
افتتح سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله ليل امس الأول المؤتمر السنوي التاسع والعشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت الذي تستمر أعماله أربعة أيام، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وذلك بحضور أكثر من 2500 طالب وطالبة.وقال السفير العبدالله، في الخطاب الذي ألقاه بعنوان «كويت أجمل... بأياد تعمل» إن «ما يميز مؤتمركم هذا العام هو انعقاده في العاصمة واشنطن، بعد حملة انتخابية حامية شهدتها الولايات المتحدة وشاهدها العالم بأسره، ولا شك أنكم استمتعتم بها وتعلمتم منها».
وأضاف: «كما أن ما يزيد من تميز هذا المؤتمر حلوله بعد 11 يوما من الذكرى الخمسين للتصديق على دستور 1962، وقبل ثمانية أيام فقط من انتخابات مجلس الأمة المقبل في الكويت»، مشيراً الى ان مصادقة أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم على دستور دولة الكويت شقت الطريق الذي تسير عليه الديمقراطية في الكويت، والذي استمر لنصف قرن وسيستمر.وشدد على ان الكويت في امسّ الحاجة الى ابنائها الذين يستمر بهم العطاء، مذكرا بأنها لم تبخل على أبنائها في حالتي الفقر والغنى، وأعطت شعبها الملاذ والأمل في الحياة الجديدة قبل النفط وأغدقت عليهم بخيرات الدنيا بعد النفط، مخاطبا أبناء الكويت: «أعطوها كما أعطتكم.. واحموها كما حمتكم.. واحرسوا وحدتها التي هي وحدتكم ولا تنسوا أبدا أن النعمة تستحق الشكر.. الشكر بالقول والعمل كما أنها تحتاج إلى المحافظة عليها لتبقى».منعطف حرجوحذر السفير العبدالله من أن الكويت تمر بمنعطف حرج ولكنه اكد انها ستخرج منه بإذن الله أكثر قوة وأكثر وحدة، مضيفا ان الأوطان لا تعشق بالأقوال وحسب بل بالأفعال ولا تصان بالتنافر بل بالتضافر ولا تتطور بالجدل بل بالعمل.وقال: «إنني لا أدّعي كمال الشعب الكويتي، لكنني أؤكد وأجزم أن العالم لن يرى شعبا كشعب الكويت في تآخيه وتلاحمه في الضراء قبل السراء، شعباً يلتف حول حكامه برابط تاريخي ودستوري وثيق رسخته السنون وزادته الأزمات صلابة ومتانة»، مضيفاً: «ولعل ما شهدناه قبل عدة أسابيع بعد إعصار (ساندي) يعد دليلا يؤكد ما لا أحتاج إلى تأكيده، من أنكم على قدر كبير من التلاحم والمسؤولية... فلقد تواصلتم وتعاونتم فيما بينكم لضمان سلامة زملائكم وزميلاتكم في المناطق المتأثرة ولا يفوتني هنا أن أشيد بأعضاء الهيئة الإدارية لاتحادكم على جهودهم الجبارة والمشكورة في التعاون مع السفارة والمكتب الثقافي لضمان سلامتكم أثناء ذلك الإعصار المدمر وغيره من الكوارث الطبيعية».وأعرب عن فخره بأبنائه الطلبة وبما يمثلونه لوطنهم وأهلهم أهل الكويت الذي يعقدون عليهم الآمال ليعودوا إلى أرض الوطن بأقوى سلاح لدى البشرية، وهو العلم الذي به تبنى الأمم وتحفظ وتثرى به الكويت.الطاقات هي الأغلى بدوره، قال محافظ بنك الكويت المركزي د. محمد الهاشل، في كلمة افتتاح المؤتمر، إن «أغلى ما نملك في بنك الكويت المركزي ليس الذهب ولا احتياطياتنا من العملات الأجنبية، إنما أغلى وأثمن ما نملك هو العقول والطاقات الكويتية التي يحفها الإخلاص والحب الصافي للوطن»، مبيناً أن السعيد من عمل بجد واجتهاد لا من أجل تحقيق رغباته الذاتية فقط بل من أجل دينه ووطنه ومجتمعه.وحث الهاشل الطلبة على الاستفادة من فترة وجودهم في الولايات المتحدة واطلاعهم على آفاق ثقافية جديدة ومتنوعة، وبما يسهم في صقل أفكارهم وخبراتهم العلمية والعملية مع الحفاظ والتمسك بهويتهم وموروثهم الثقافي، مؤكداً أن مجالات العمل في الكويت تفتح أبوابها على مصراعيها أمام الكفاءات الوطنية من الشباب كونهم الأساس الحقيقي للبناء والتنمية والتطور.وناشد الطلبة والطالبات الالتزام بالمنهج العلمي في التفكير المنطقي عند تناول أو معالجة أي قضية أو موقف من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرار، مشددا على اهمية الموضوعية والشمولية ووضوح الرؤى بتبعات ذلك القرار.واستشهد بمقولة الشاعر الإنكليزي ألكسندر بوب «إن القليل من العلم قد يكون خطرا بحيث يوهم المرء أنه أصبح خبيرا في شأن ما وذلك على خلاف الواقع» مشددا على الحاجة الماسة إلى همة الشباب الطموح والمتعلم والملم بحقيقة مجريات الأحداث على مختلف الصعد، لتجاوز كل ما فرضته معطيات المرحلة من تحديات.الانسجام الوطنيوشدد الهاشل على أهمية ترسيخ أجواء الاستقرار السياسي والانسجام الوطني وتكريس آليات الانفتاح الاقتصادي وتهيئة البيئة التشريعية والقانونية المشجعة على الاستثمار، مؤكداً أهمية تسخير جميع الإمكانيات اللازمة لتحقيق التنمية البشرية وتوفير فرص العمل المناسبة للشباب الكويتي، فضلا عن تهيئة البيئة المشجعة والمساندة لأنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مع توفير الدعم المالي والمعنوي اللازم للارتقاء بمستوى تلك الأنشطة.وأشار الى أن بنك الكويت المركزي لا يتوانى عن مواصلة جهوده الرامية إلى إرساء دعائم الإدارة الرشيدة وتعزيز مبادئ الحوكمة في الجهاز المصرفي من خلال العمل على الارتقاء بمنظومة برامجه الرقابية والإشرافية لمواكبة التطورات المتسارعة في العمل المصرفي وفقا لأفضل المعايير والممارسات الدولية.وتطرق محافظ بنك الكويت المركزي الى أن الساحة الاقتصادية العالمية تشهد تفاعل العديد من الأحداث والمتغيرات المتسارعة والتي فرضت الكثير من التحديات المستحدثة، ما يحتم إعادة النظر في هيكلة السياسات النقدية والمالية واللجوء إلى العديد من الآليات والبرامج المستحدثة.وقال انه على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومات والمؤسسات المالية الدولية في وضع السياسات واتخاذ التدابير الرامية إلى احتواء أزمة الديون السيادية والمشكلات المصرفية والمالية في دول منطقة اليورو على وجه الخصوص وفي معظم الاقتصادات المتقدمة بصفة عامة، فإن تلك التدابير لا تزال غير كافية لاستعادة الثقة في الأسواق المالية لتلك الدول.وعن منطقة الشرق الأوسط أوضح الهاشل ان التحولات السياسية وتزايد أعباء المطالب الاجتماعية تضافرت وتزامنت مع بيئة اقتصادية خارجية غير مواتية لتفرز ضغوطا ومخاطر متزايدة تهدد في مجملها استقرار الاقتصادات الكلية لدول المنطقة بشكل عام في الأجل القريب.( واشنطن - كونا)