اشتباكات بين «الحرّ» و«القيادة العامة» في دمشق

نشر في 31-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 31-10-2012 | 00:01
No Image Caption
• بن جاسم: ما يجري ليس حرباً أهلية بل حرب إبادة • داود أوغلو: لن نحاور نظام الأسد أبداً

دخل العامل الفلسطيني أمس بقوة على خط الأزمة السورية بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت ليل الاثنين ـ الثلاثاء في مخيم اليرموك بين «الجيش السوري الحر» وعناصر الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي تدين بولائها منذ تأسيسها لنظام آل الأسد الحاكم في سورية منذ أكثر من 40 عاماً.
وقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق تراجعت حدتها فجرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

في المقابل، ذكر مسؤول في "الجبهة الشعبية-القيادة العامة" التي تدين بالولاء لنظام الأسد إنه تم التصدي لـ"مسلحين ارهابيين كانوا يحاولون التسلل الى المخيم"، رافضا "جر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الأزمة السورية".

واوضح المرصد ان المعارك اندلعت اولا في حي الحجر الاسود في جنوب دمشق بين القوات الموالية للأسد ومقاتلين معارضين، ثم "امتدت الى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الاسود حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام".

وليست المرة الأولى التي يتدخل فيها مقاتلو "القيادة العامة" في المعارك. وشهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في شهر اغسطس الماضي تخللها قصف من القوات الأسدية على انحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور واوقعت العديد من القتلى.

واشارت "الهيئة العامة للثورة السورية" في رسالة الكترونية الى "تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات" استقدمت الى المخيم "لمساندة قوات القيادة العامة".

وابلغ المسؤول الاعلامي في "الجبهة الشعبية-القيادة العامة" انور رجا وكالة "فرانس برس" ان "جماعة من المسلحين الارهابيين حاولوا التسلل فجر اليوم (الثلاثاء) الى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الاسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم من قبل اي مجموعة ارهابية بالتصدي للمجموعة". ورفض رجا "استباحة المخيم او العبث به وبأمنه"، مشيرا الى ان "الاشتباكات استمرت نحو ساعة من دون ان تسفر عن خسائر بشرية او اصابات". واكد ان "برنامج القيادة يتمثل بمنع اخذ المخيم كرهينة وانتهاك أمنه بحيث يصبح مسرحا للعمليات والاشتباكات".

ولفت الى "وجود اطراف من المعارضة السورية المسلحة ترغب بجر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الازمة الداخلية السورية"، مضيفا "كل محاولة لتوريط الفلسطينيين او المخيمات في الوضع الداخلي السوري من قبل هذه العصابات، يندرج ضمن برنامج مدفوع مسبقا وأعد سلفا".

وفي محافظة حلب (شمال)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في حي الزبدية في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط قذائف على احياء الشعار والميسر وبستان الباشا وشارع تشرين وبني زيد والصاخور في المدينة. كما وقعت اشتباكات صباحا في احياء الحمدانية والليرمون وشارع النيل.

وفي بيان آخر، قال المرصد السوري ان "اشتباكات متقطعة تدور في محيط معسكر وادي الضيف في ريف ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتلين من جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة.

واشار الى غارتين نفذتهما الطائرات الحربية على مدينة معرة النعمان القريبة من المعسكر والتي استولى عليها المعارضون في التاسع من اكتوبر، ما تسبب بمقتل 10 اشخاص بينهم ثلاث طفلات.

بن جاسم

الى ذلك، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان ما يحصل في سورية ليس حربا اهلية، كما قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، بل "حرب ابادة" بـ"رخصة" للقتل من الحكومة السورية والمجتمع الدولي الذي يبدو عاجزا عن التحرك بفاعلية لانهاء النزاع.

وقال الشيخ حمد في تصريحات لقناة "الجزيرة" نقلتها وكالة الانباء القطرية: "نحن نعرف ما يجري في سورية، هو ليس بحرب اهلية، ولكن حرب ابادة اعطي لها رخصة اولا من الحكومة السورية، وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن عن هذه الرخصة بالقتل. فما يجري ليس بحرب أهلية بقدر ما هو قتل".

وبحسب الشيخ حمد، فإن "كل الأطراف تعرف ما هو الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري. وكل ما يجري الآن برأيي تضييع وقت وإعطاء رخصة لقتل الشعب السوري وتدمير مقدرات سورية"، مشيرا الى ان قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسورية سؤالا واضحا هو: "وماذا بعد الآن؟".

وقال المسؤول القطري الذي تعد بلاده من ابرز الداعمين للمعارضة السورية، ان قطر تثق بالإبراهيمي، الا إنه يتعين على هذا الأخير أن "يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع امام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية".

داود أوغلو

من ناحيته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس ان بلاده لن تتحاور مع النظام السوري الذي استمر "في قتل شعبه" خلال عطلة عيد الاضحى. وادلى الوزير التركي بهذا التصريح ردا على سؤال لاحد الصحافيين بشأن الدعوة التي اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأول الى الدول المجاورة لسورية للحوار مع نظام الأسد.

واضاف داود اوغلو: "ليس هناك اي معنى للتحاور مع نظام استمر في مجزرة كهذه ضد شعبه في عيد الاضحى"، مشددا على ان بلاده لن تقدم ابدا على اي مبادرة يمكن ان ينتج عنه اعطاء "شرعية للنظام القائم".

(دمشق، طهران ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top