«إي باي» و«وال مارت» و«أمازون» تتسابق لاختزال زمن الوصول إلى منزلك

نشر في 20-10-2012
آخر تحديث 20-10-2012 | 00:01
No Image Caption
بينما قد لا تكون الصلة بين بائع التجزئة والمستهلك معقدة تماماً بعد فإن الفكرة التي طرحها «وال غرين» تقترب كثيراً من الحقيقة الراهنة مع قيام ثلاث من كبريات شركات التجزئة بإطلاق أو توسيع تجارب خدمة التوصيل في اليوم ذاته في شتى أنحاء الولايات المتحدة.
تستعد «إي باي» و»وال مارت» وأمازون للمراحل الأولى من السباق في عملية توصيل مشترياتك التي توشك أن تبلغ غرفة معيشتك، وبغض النظر عمن سيكون الفائز فإن المنافسة أثارت الموجة الكبيرة التالية من التطور البارز في عملية المشاركة والتفاعل بين تجارة التجزئة والعميل.

إنه وضع مثالي طمح عالم تجارة التجزئة في الوصول اليه منذ زمن بعيد، فقبل عدة سنوات أطلقت «وال غرين» سلسلة من الاعلانات التلفزيونية الطريفة التي صورت موظفي المتاجر وهم يرتدون ستراتهم الكلاسيكية الزرقاء اللون ويعملون في داخل بيوت المستهلكين على شكل عمال خفيين يوفرون التموين.  

وعندما طلب فيدو طعامه في منتصف اليوم، تم تفادي أزمة عبر استبدال وجبة من طعام الكلاب في الوقت المناسب من قبل موظف خفي من موظفي «وال غرين» كان مختبئاً داخل الخزانة. وعندما كانت سيدة المنزل تغسل شعرها وملأت رغوة الصابون عينيها ولم تتمكن من العثور على منعم الشعر هرع موظف «وال غرين» – وهو يحجب بصره طبعاً – الى تسليمها زجاجة منعم شعر جديدة في الحمام.

خدمة التوصيل

وفيما قد لا تكون الصلة بين بائع التجزئة والمستهلك معقدة تماماً بعد فإن الفكرة التي طرحها «وال غرين» تقترب كثيراً من الحقيقة الراهنة مع قيام ثلاث من كبريات شركات التجزئة – وهي «وال مارت» و»أمازون» و»ايه بي» – بإطلاق أو توسيع تجارب خدمة التوصيل في اليوم ذاته في شتى أنحاء البلاد.

ومع توافر عنصر التفرد في مقاربة هذه الظاهرة من قبل الشركات الثلاث فإن الخيط المشترك يتمثل في الحاجة الى السرعة في عالم اليوم العصري مع ازدياد توقعات المستهلكين اضافة الى توسع مدى المعلومات في هواتفهم الجوالة، كما أن التقنيات الجديدة تعطي باعة التجزئة القدرة على التحرك بسرعة لم تكن ممكنة من قبل مطلقاً.

وكما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» حديثاً فإن متاجر «وال مارت» في محاولتها للتفوق على شركة «أمازون دوت كوم» في موسم أعياد الميلاد المقبلة (أعياد الكرسماس) وعدت بتسليم الطلبات التي تتم «اون لاين» في اليوم ذاته في بعض المدن. وخلال السنوات العديدة الماضية قامت «وال مارت» بعدة هجمات على منافستها «أمازون» بما في ذلك حرب أسعار في الكتب الأكثر مبيعاً قبل ثلاث سنوات.

توقعات المستهلك

وبعد يوم واحد نشرت الصحيفة مقالا يصف خطوتين من «ايه بي» صممتا لمواكبة ما يحتمل أن يصبح ليس فقط مقياساً لصناعة التجزئة بل معيارا لتوقعات المستهلك أيضاً والذي يجب أن يتصدر في وقت ما في المستقبل غير البعيد جداً. وقد جاء في مقال صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «ايه بي عمدت الى تجربة طرق لجذب مشترين جدداً بما في ذلك التوصيل في اليوم ذاته وبرنامج شحن عالمي جديد بغية مساعدتها على مواكبة عملاق الصناعة أمازون دوت كوم ومنافسة عدد من الشركات الحديثة العهد، ومن بين الملامح الجديدة على موقع ايه بي عملية تحقق تتطلب نقرة واحدة فقط بعد أن يقرر المتسوق الشراء وهو أقل بثلاث نقرات من المطلوب في الوقت الراهن».

ويبرز كل واحد من هذه الأمثلة اتجاهاً قوياً يؤثر في كل الصناعات اليوم، وقد أشرنا الى ذلك أعلاه حيث باتت هناك «حاجة ملحة الى السرعة». وهذا التركيز المتجدد على التفكير الأسرع والتطوير الأسرع واتخاذ القرار الأسرع ووقت الاستجابة الأسرع أصبح مصدراً رئيسياً لميزة المنافسة في عالمنا المترابط بشدة. وهكذا يتعين على كبار مسؤولي المعلومات انتهاز هذه الفرصة من أجل مساعدة شركاتهم على تسريع العمليات وخفض أو ازالة التردد حيثما أمكن التطلع الى طرح نظرات أوقات حقيقية حيثما أمكن ذلك.

وفي حقيقة الأمر فإن ذلك على وجه التحديد هو سبب ابراز فكرة «مسؤول المعلومات الرئيسي كمسؤول تسريع رئيسي» في قائمتي الحديثة حول أبرز 10 قضايا استراتيجية تتعلق بكبار مسؤولي المعلومات في سنة 2013. وفي ما يلي أحد مقتطفات تلك القائمة باعتبارها حافزاً للتسريع في شتى أنحاء المشروع «اذا كنت تستطيع أن تعد رئيسك التنفيذي بأن في وسعك تقصير وقت تطوير المنتجات، وخفض أيام المخزون وتسريع عملية التوصيل الى العملاء وتقليص أو ازالة الوقت الذي يتحمله العميل على خطوط الدعم لديك وتقصير دورة الطلب ودفع القيمة، فهل تتصور أن هناك رئيسا تنفيذيا واحدا على سطح كوكب الأرض لن يقع في غرامك وبشدة؟».

لقد بدأ السباق الى اختصار حقيقي للوقت، وهو سباق سريع للغاية وقصير جدا وليس ماراثونيا.

* بوب ايفانز

back to top