الجريدة | موظفون في "السالمي" يزورون حركة سفر مقيم عراقي

 

وجه رجال مباحث الادارة العامة لمباحث الهجرة ضربة جديدة إلى تجار الاقامات وتجار البشر والمزورين، عندما تمكنوا من ضبط ثلاثة موظفين يعملون في منفذ السالمي الحدودي، ومقيم عراقي ومعهم مواطن، بتهمة تزوير اجراءات دخول وخروج عراقي آخر مقيم في لندن دون دخوله البلاد.

تحريات

وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني لـ"الجريدة" ان معلومات سرية وصلت إلى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات والهجرة اللواء عبدالله الراشد تفيد بأن مقيما عراقيا يعيش في لندن، الا انه يرسل جواز سفره الى شقيقه الموجود في البلاد لكي يختمه له ختم دخول وخروج، وكأنه دخل البلاد وخرج منها، وذلك بهدف المحافظة على اقامته في البلاد.

وأضاف المصدر ان اللواء الراشد كلف ادارة البحث والتحري في الإدارة العامة لمباحث الهجرة بإجراء التحريات اللازمة حول هذه القضية المهمة، مشيرا الى ان رجال المباحث شرعوا اولا في جمع التحريات عن العراقي المقيم في لندن، وتبين له انه دخل البلاد منذ اربع سنوات ولديه اقامة صالحة، مشيرا الى ان التحريات دلت على ان المقيم العراقي غادر البلاد الى لندن بواسطة جواز سفر مزور، ولم يستطع الخروج مرة اخرى من لندن بذلك الجواز المزور، لذا قرر الاحتفاظ بإقامته في الكويت، ولكن بطريقة مخالفة وخطيرة، عن طريق دفع الرشوة لعدد من موظفي منفذ السالمي الحدودي.

تدقيق الحاسب الآلي

وذكر المصدر ان رجال المباحث دققوا على اسم العراقي في الحاسب الآلي، ووجدوا أنه يدخل البلاد ويخرج منها عبر منذ السالمي الحدودي كل ستة اشهر، مشيرا الى ان رجال المباحث خاطبوا السلطات الأمنية السعودية، لمعرفة هل دخل العراقي الاراضي السعودية قادما من الكويت؟ فكان جوابها أنه لم يدخل السعودية في حياته، ليتأكدوا ان هناك عملية تزوير كبيرة تحدث بتواطؤ من قبل بعض موظفي منفذ السالمي.

ولفت إلى أن رجال المباحث شرعوا في عمل تحريات جديدة بحثوا خلالها عن اي شخص له علاقة بالعراقي المقيم بلندن، وتوصلوا الى ان شقيقه يقيم في البلاد، ولديه اقامة على احدى الشركات.

اعترافات وتورط الموظفين

وتابع المصدر بأن رجال المباحث استدعوا شقيق العراقي وسألوه عن كيفية قيام شقيقه بتجديد اقامته بالرغم من وجوده في لندن، فأنكر في البداية معرفته بهذا الأمر، إلا ان رجال المباحث ضيقوا الخناق عليه ليعترف بأن شقيقه كان يرسل إليه جواز سفره من لندن عبر شركات البريد، حيث يسلمه هو الى احد الوسطاء الذي يختمه ختم دخول وخروج عبر منفذ السالمي مقابل الفي دينار في كل مرة.

وذكر المصدر ان رجال المباحث تمكنوا من ضبط الوسيط، الذي تبين أنه موطن، واقتادوه الى مكتب التحقيق، حيث اعترف بأنه كان يختم جواز سفر العراقي من قبل ثلاثة موظفين في منفذ السالمي يرتبط بهم بعلاقة صداقة، وأن أي موظف يختم له الجواز يتحصل على مبلغ 700 دينار.

وأشار الى ان رجال المباحث توجهوا الى منفذ السالمي لضبط الموظفين الثلاثة، الا انهم تواروا عن الأنظار بعدما تنامى الى علمهم ان رجال المباحث القوا القبض على شقيق العراقي المقيم في لندن وعلى زميلهم الوسيط، مضيفاً ان رجال المباحث اخطروا وكيل النائب العام بتفاصيل القضية فأمرهم بتسجيل قضية تحت اسم "تزوير في بيانات حركة دخول وخروج وافد وتلقى الرشوة".

وبيَّن ان وكيل النائب العام امر بضبط وإحضار موظفي المنفذ الثلاثة، كما أمر بحجز شقيق المتهم العراقي والمواطن الوسيط على ذمة القضية.