دمشق ترفض وقف النار وتطلب البدء بـ «الجانب الآخر»

نشر في 11-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 11-10-2012 | 00:01
No Image Caption
أنقرة تهدد برد قاس إذا استمر القصف... و«قوات الأسد» ترسل تعزيزات إلى معرة النعمان

رفضت دمشق اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بالمبادرة إلى إعلان وقف إطلاق نار أحادي، مطالبة بأن يلتزم الطرف الآخر بالتهدئة أولاً. جاء ذلك في حين هددت أنقرة برد قاس في حال استمر سقوط القذائف السورية على أراضيها، في وقت أرسلت القوات الموالية لنظام الأسد تعزيزات إلى معرة النعمان في محاولة لاستعادة المدينة الاستراتيجية من أيدي الثوار.
رفضت دمشق أمس طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منها وفقا آحاديا لإطلاق النار، داعية الى الزام "الجانب الآخر" به أولاً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان إن بلاده طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة ايفاد مبعوثين الى "الدول التي تمول وتؤوي وتدرب وتسلح المجموعات المسلحة لكي تبدي هذه الدول التزاماً بوقف هذه الأعمال باعتبار أن هذه الدول هي دول مؤثرة في الجماعات المسلحة وأن توظف هذه الدول نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر"، مسمياً السعودية وقطر وتركيا،

واضاف البيان: "بعد ذلك، يتم إعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ وبحث الترتيبات اللازمة".

وزعم مقدسي أن الحكومة السورية التزمت مرتين بوقف اطلاق النار، "الأولى كانت خلال عمل بعثة المراقبين العرب، والثانية كانت سارية بتاريخ 12 ابريل خلال بعثة مراقبي الأمم المتحدة"، واضاف: "في المرتين قامت المجموعات المسلحة باستغلال التزام الحكومة السورية، فوسعت من انتشارها المسلح في بعض المناطق وتضاعفت الخسائر البشرية بين مدنيين وعسكريين جراء العمليات الإرهابية التي نفذتها هذه المجموعات".

وشدد المتحدث السوري على أن "الحل في سورية يجب أن يكون من خلال الجلوس على طاولة حوار من دون أي محرمات"، وتساءل عن "الهدف من هذه التهدئة اذا كان الفريق الآخر يرفض الحوار السياسي مع النظام السياسي في سورية".

أنقرة  

في سياق آخر، هدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل أمس سورية برد أقسى اذا ما استمر تساقط القذائف السورية على الاراضي التركية. وقال الجنرال أوزيل للصحافيين خلال تفقده القوات التركية المرابطة عند الحدود مع سورية: "اذا استمر هذا القصف فسنرد عليه بمرات عدة" مضيفا أن تركيا قد ردت على مصادر النيران المطلقة من الجانب السوري. وأوضح اوزيل ان الرد التركي على الهجمات السورية سيكون أقسى مما يتصوره الجانب السوري محذرا دمشق من اختبار صبر تركيا مع الاستفزازات الحدودية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان أمس أنه لا نية لدى بلاده للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، مشدداً على أن موقف تركيا حيال الأحداث الجارية في هذا البلد ثابت ولن يتغير، وذلك لأسباب أخلاقية وحقوقية.

صالحي

من ناحيته، قال وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس إن بلاده على اتصال مع دمشق وأنقرة بشأن التوتّر الأخير بينهما. وحول الإيرانيين الـ48 المختطفين في سورية، قال صالحي إن إيران تجري مشاورات مع المسؤولين في قطر وسورية وتركيا حول هذا الأمر، مؤكداً أن "الإيرانيين المخطوفين في سورية بسلامة تامة".

معرة النعمان

ميدانيا، ارسل الجيش السوري الموالي للنظام أمس تعزيزات الى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها مقاتلون معارضون امس الأول في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة تعرقل وصول هذه التعزيزات.

وكانت القوات النظامية انسحبت امس الأول من كل الحواجز في المدينة باستثناء واحد عند احد مداخلها، بحسب المرصد، بعد ثمان واربعين ساعة من المعارك. وتعتبر هذه المدينة استراتيجية لوقوعها على الطريق العام بين مدينتي دمشق وحلب (شمال) حيث تدور معارك دامية منذ العشرين من يوليو الماضي.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن مقاتلين معارضين يعوقون تقدم التعزيزات نحو معرة النعمان عند مشارف خان شيخون حيث وقعت اشتباكات بين الطرفين، واضاف ان "المقاتلين المعارضين يقاومون بشراسة، ما يعوق تقدم القوات النظامية"، مشيرا الى ان "طائرات النظام تقصف بعنف مشارف خان شيخون لتأمين مرور التعزيزات نحو معرة النعمان".

وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما ان المقاتلين المعارضين يسيطرون ايضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث.

وفي مدينة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تجدد "القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة من جانب القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها". وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة ان حمص "قد تعلن خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها".

(دمشق، أنقرة ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)

back to top