هكذا تعالج الغضروف الممزق في الركبة
عمري 72 سنة وصحتي جيدة. عانيت لمدة ستة أشهر ألماً متقطعًا في ركبتي اليسرى، ليس حاداً جداً ولكن عندما أمشي أكثر من ميل أو أصعد السلالم، ينتابني ألم شديد. أجرى لي الطبيب تصويراً بالرنين المغناطيسي للركبتين وأظهرت الصورة هشاشة طفيفة في العظم، بالإضافة إلى تمزق في غضروف الركبة اليمنى التي لا تؤلمني. أعتقد أني بت أعرف ما يجب فعله للركبة التي تؤلمني، لكن ماذا أفعل في شأن الغضروف الممزق في ركبتي اليمنى «السليمة»؟
قبل الإجابة عن أسئلتك المثيرة للاهتمام، من المفيد التذكير ببعض الأمور.الغضروف الهلالي كناية عن قرص على شكل هلال مكوّن من أنسجة ليفية إلى جانب الغضروف. في الركبة غضروفان مفصليان يقعان بين عظمتي الفخذ والساق، واحد يقع في داخل المفصل والآخر خارجه، ويعمل الغضروفان معاً لاستيعاب الصدمات فيحميان النسيج الغضروفي الآخر الذي يغطي نهاية أجزاء عظمتي الفخذ والساق.
التهاب المفاصلهشاشة العظم أحد الأشكال الأكثر انتشاراً في التهاب المفاصل، وهي عبارة عن عطل في الغضروف الذي يغطي أطراف العظام. في حال تطور هذا المرض، قد يؤدي إلى تغير وضرر في العظام. في إمكان التصوير الشعاعي تشخيص التهاب المفاصل في الركبة، لكن التصوير بالرنين المغناطيسي خطوة أساسية لتقييم الغضاريف المفصلية. بما أن التصوير بالرنين المغناطيسي دخل حيز الاستخدام على نطاق واسع، أصبحت جراحة الغضروف الهلالي بالمنظار الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة. يمكن لتمزق الغضروف الهلالي أن يسبب ألماً، وقد تساعد الجراحة في معالجة المشكلة، لكن التصوير بالرنين المغناطيسي حساس جدًا ويكشف غالباً عن تشوهات لا تسبب مشاكل سريرية. إنها مسألة معروفة في أجزاء كثيرة من الجسم، إنما هل تنطبق على الغضروف الهلالي أيضاً؟لمعرفة ذلك، استخدم الأطباء في ولاية ماساشوستس في الولايات الأميركية المتحدة الرنين المغناطيسي لتصوير ركبتي 991 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاماً، اختيروا من بيانات التعداد والاتصال بأرقام عشوائية عبر الهاتف، من دون الأخذ في الاعتبار ما إذا كانوا يعانون آلاماً في الركبة أو لا.بينت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي أن الضرر في الغضروف الهلالي كان مشتركاً، وتراوح انتشاره بين 19 في المئة لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن من 50 إلى 59 عاماً، و56 في المئة لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 70 إلى 90 عامًا. أصبح تمزق الغضروف الهلالي أكثر شيوعاً مع التقدم في السن ولدى الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل في الركبة من الأشخاص الذين لم يعانوا التهاب المفاصل.لم تكن أي من هذه الملاحظات مثيرة للدهشة، لكن أتت نتيجة أخرى غير متوقعة، وتتعلق مباشرة بسؤالك. كان تمزق الغضروف الهلالي مشتركًا تقريبًا لدى الأشخاص الذين لم يعانوا آلاماً في الركبة ولدى الذين يعانون آلاماً، فبين الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل في الركبة أيضاً، عانى 63 في المئة من الذين يشعرون بآلام في الركبة تمزقاً، كذلك 60 في المئة من الذين لم يشعروا بأي ألم. بين الأشخاص الذين لم يعانوا التهاب المفاصل، أصيب 32 في المئة من الذين يعانون آلاماً بتمزق مقابل 23 في المئة من الذين لم يشعروا بأي ألم.يجب على الأطباء معالجة المرضى دائمًا، ليس من خلال الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي. بما أن ركبتك اليمنى بخير، لا حاجة إلى معالجة تمزق الغضروف الهلالي، ولكن إذا كنت تشعر بألم فسيكون القرار أصعب، لأنه من الصعب معرفة ما إذا كان سبب الألم ناتجاً من التهاب المفاصل، أو تمزق الغضروف أو كليهما. إذا كانت الأعراض خفيفة، قد يكون من الأفضل معالجة التهاب المفاصل أولاً، بتأجيل جراحة الغضروف الهلالي إلى وقت تسوء فيه الأعراض.يقودنا هذا إلى الركبة اليسرى المؤلمة المصابة بالتهاب المفاصل. قد يشمل البرنامج القياسي الحدّ من تأثير الرياضة، الانحناء، الركوع، وقد يساعد وضع الثلج على المنطفة المؤلمة بعد القيام بأي نشاط، كذلك يمكن لدعامة الركبة أن تقدم العون. يوصي معظم الأطباء بالاسيتامينوفين (التايلينول وغيره من علامات تجارية) لتخفيف الألم، مع العقاقير المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين (الموترين وغيره من علامات تجارية) والنابروكسين كالخيار التالي. أخيراً، يمكن لتمارين تقوية العضلات تخفيف الضغط على مفصل الركبة والحدّ من الألم والتيبس.