الأسد: كلفة غزو سورية أكبر من أن يتحملها العالم
• معارك في حي الميدان للمرة الأولى منذ يونيو... وتوتر أمني على الحدود مع تركيا وإسرائيل
• لافروف إلى السعودية • «الإخوان» يوافقون على مبادرة سيف • الصليب الأحمر يعلن عجزه
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصلباً في مواقفه، رافضاً الحديث عن أي انتقال للسلطة في بلاده رغم مقتل 40 ألف شخص وتهجير مئات آلاف السوريين ما بين الداخل ودول الجوار. كما أبدى الأسد ثقته بأنه لن يحدث هناك أي تدخل خارجي في بلاده، وذلك في حين شهد حي الميدان في دمشق معارك هي الأولى من نوعها منذ يونيو الماضي.
• لافروف إلى السعودية • «الإخوان» يوافقون على مبادرة سيف • الصليب الأحمر يعلن عجزه
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصلباً في مواقفه، رافضاً الحديث عن أي انتقال للسلطة في بلاده رغم مقتل 40 ألف شخص وتهجير مئات آلاف السوريين ما بين الداخل ودول الجوار. كما أبدى الأسد ثقته بأنه لن يحدث هناك أي تدخل خارجي في بلاده، وذلك في حين شهد حي الميدان في دمشق معارك هي الأولى من نوعها منذ يونيو الماضي.
رفض الرئيس السوري بشار الأسد أمس، تخليه عن السلطة واللجوء إلى أي بلد آخر، محذراً في الوقت نفسه من أنه ستكون لأي غزو أجنبي لبلاده تداعيات على العالم بأسره، وذلك في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" تبث اليوم ونشرت مقتطفات منه أمس.وقال الأسد بعد أيام من تصريحات لرئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون أشار فيها الى أنه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري لتسهيل انتقال السلطة: "لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب الى الغرب أو الى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سورية، وسأعيش وسأموت في سورية".
وحذر الأسد من أن "كلفة الغزو الأجنبي لسورية ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها"،مضيفاً: "إذا كانت هناك مشاكل في سورية، خصوصاً واننا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي الى المحيط الهادئ (...) لا اعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن اذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده".معركة دمشقوهاجم مسلحو المعارضة أمس حواجز لقوات الأسد في حي الميدان في قلب دمشق، لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي، وأضاف النشطاء أن القوات الموالية ردت بقصف منطقة تجارية وسكنية مكتظة بالسكان خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة، مما أدى إلى مقتل امرأة من المارة وعامل في مغسلة للسيارات.وهذا هو أول اشتباك خطير في حي الميدان منذ أن اجتاحت قوات الأسد المنطقة في يوليو الماضي في هجوم بالمدرعات وطردت المعارضة من مواقعها في وسط دمشق. وقال ناشط من المعارضة في العاصمة إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية، وفتحوا نيران بنادق آلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة. وقال الناشط: "بدأت خلايا المعارضة الكامنة في دمشق التحرك لتخفيف الضغط على مناطق التضامن والقدم والحجر الأسود".تركيا وإسرائيلواعلنت وسائل الإعلام التركية أن مدنيين تركيين جرحا أمس في معارك بين القوات الموالية للأسد وقوات "الجيش الحر" عند مركز رأس العين الحدودي الذي يعد واحداً من آخر نقاط العبور التي لم تسقط بعد بأيدي المعارضة. وذكرت صحيفة "حرييت" التركية على موقعها الالكتروني أن المواجهات بدأت ليل الاربعاء ــ الخميس وأثارت حالة من الذعر بين سكان مدينة سيلانبينار التركية المجاورة. الى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة مورتر أطلقت أمس من سورية سقطت في مرتفعات الجولان المحتلة. لافروفالى ذلك، وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها تغيير في موقف السعودية التي وجهت انتقادات قاسية الى موسكو بسبب موقفها من الأزمة السورية على لسان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيزور الرياض في 14 نوفمبر الجاري لحضور الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، وسيبحث مع المسؤولين السعوديين الأزمة السورية.«اجتماع الدوحة»واجتمعت في العاصمة القطرية الدوحة أمس مجدداً المعارضة السورية في مسعى لتشكيل قيادة موحدة تكون على اتصال مع الفصائل المعارضة التي تقاتل على الأرض بهدف كسب مزيد من الاعتراف الدولي والحصول على امدادات الأسلحة. وكانت مبادرة رياض سيف المدعومة من واشنطن والتي تنص على تشكيل هيئة سياسية تتجاوز المجلس الوطني واجهت رفضا قويا من المجلس الذي يمثل أكبر تجمع معارض. وقالت مصادر معارضة ان سيف اقترح تشكيل مجلس للمعارضة تحت اسم "المبادرة السورية الوطنية" يضم 60 مقعداً يخصص منها 24 مقعدا للمجلس الوطني وان كثيرين يعتقدون ان هذا ليس بتمثيل جيد للمجلس، الا ان هذه المصادر اشارت الى أن "الاخوان المسلمين" ابدوا موافقتهم على المبادرة. وتقضي المبادرة بتشكيل مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة مؤقتة تضم خبراء.الصليب الأحمرعلى صعيد منفصل، أقرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالعجز عن مواجهة تفاقم الوضع الانساني في سورية بعد توسع نطاق المعارك لكنها اشارت الى تطور عملها الميداني الذي يبقى اقل بكثير من الحاجات.واكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر امس ان المنظمة عاجزة عن تطوير مساعداتها بالوتيرة التي تتفاقم بها الحالة الانسانية، وذلك بسبب الترتيبات "البيروقراطية والعسكرية والامنية" التي تحد عملَها.(دمشق، أنقرة، القدس، موسكو ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)