فضيحة الجيش التركي: الجنس مقابل إفشاء الأسرار

نشر في 04-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 04-08-2012 | 00:01
اعتُقل 80 شخصاً على الأقل، منهم 60 ضابطاً بتهمة مرافقة «فتيات الليل»، إذ انطلقت هذه القضية في عام 2009 بعد أن تلقّت الشرطة في مدينة إزمير الغربية رسالة إلكترونية مجهولة.

كيف تستطيع عاهرة أن تدفع بضابط إلى الكشف عن أسرار عسكرية؟ إنها مهمة سهلة وفق الأدلة التي جُمعت ضد مجموعة من الضباط الأتراك الذين يديرون حسب الادعاءات حلقة من ممارسات الجنس مقابل إفشاء الأسرار.

تتجه العاهرة "بالمصادفة" نحو سيارة الضابط المستهدَف وتغريه وتصوّره وهو برفقتها سراً ثم تبتزّه. اعتُقل 80 شخصاً على الأقل، منهم 60 ضابطاً بتهمة مرافقة "فتيات الليل"، إذ انطلقت هذه القضية في عام 2009 بعد أن تلقّت الشرطة في مدينة إزمير الغربية رسالة إلكترونية مجهولة. (بسبب طبيعة هذه القضية الحساسة، رفضت النيابة العامة الكشف عن جميع الأدلة ولا يزال أحد الأحكام السابقة عالقاً). صدرت مذكرات التوقيف بحق 50 ضابطاً إضافياً الشهر الماضي، بعد إسقاط طائرة مقاتلة تركية من جانب سورية، على اعتبار أن ذلك الفخ كان يستهدف عناصر الجيش العاملين في منشآت الرادار. اعتُقلت 19 عاهرة أيضاً وهن ينتظرن المحاكمة.

اعتبر منتقدو الجيش الذين يميلون إلى دعم النزعة الإسلامية أن هذه القضية تُعتبر دليلاً إضافياً على انحطاط الجيش، فاعتُقل 362 ضابطاً عسكرياً على الأقل في قضية مختلفة تحمل اسم "إيرجينيكون" بتهمة السعي إلى إسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية. كان الجيش التركي (وهو ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي) قد أسقط أربع حكومات حتى الآن، وفي عام 2007، هدد بتكرار الأمر نفسه عندما سمّى حزب العدالة والتنمية عبدالله غول مرشحاً لرئاسة البلد، فاعتبر الجنرالات أن جمهورية أتاتورك ستصبح عرضة للخطر لمجرد أنّ زوجة غول ترتدي الحجاب، لكن رفض حزب العدالة والتنمية التراجع وانتُخب غول رئيساً وبدأ موقع الجيش يضعف منذ ذلك الحين.

لكن حتى أشرس منتقدي الجيش بدؤوا يشعرون بالقلق من أن تؤدي الجهود الرامية إلى إخضاعه للسيطرة المدنية إلى شن حملة انتقامية مضادة، فلا ينكر المراقبون الغربيون أن الجيش يضم حتماً بعض العناصر التي تخطط لتنفيذ انقلاب، ولكنهم يعتبرون أن المحققين المتطرفين ربما تلاعبوا ببعض الأدلة ضد الضباط وأن الأبرياء سيدفعون الثمن أيضاً بسبب هذه الممارسات، لكن تكمن المفارقة في واقع أن النيابة العامة لم تهتم كثيراً في التدقيق بالأعمال الوحشية الموثّقة التي ارتكبها الجيش خلال حملته ضد الثوار الانفصاليين الأكراد. يصرّ إحسان تيزيل، محامي الدفاع في قضية "بنات الليل"، على أن حجج الادعاء ترتكز حصراً على محتوى القرص الصلب الذي وُجد داخل حاسوب صودر من منزل رجل أعمال اتُّهم بأنه أحد قادة العصابة.

واجهت قضية أخرى تتعلق بالفضيحة الجنسية ضد 54 ضابطاً في إسطنبول مشاكل إضافية، فخلال جلسة استماع حديثة، انفجرت امرأة عمرها 52 عاماً بالبكاء حين أظهرت شهادة طبية تثبت أنها لا تزال عذراء بعد أن اتُّهمت بأنها واحدة من العاهرات. كذلك، ما من أدلة تشير إلى أن المتهمين كانوا يبيعون وثائق سرية، وقد دعا القاضي المسؤول إلى تبرئة جميع المتهمين لكن من المنتظر أن يصدر الحكم النهائي قريبا.

قال غاريث جينكنز، خبير في الجيش التركي، إن سيل القضايا انعكس سلباً على معنويات الجيش، فسأل: "كيف يمكن أن يعمل الجيش بفاعلية إذا كان يعيش في خوف دائم من الاعتقال؟". وسط التهديدات التركية بالرد على سورية، يزداد هذا السؤال أهمية مع مرور الأيام.

back to top