مانجللي حاضرت عن المنسوجات الصفوية وتاريخها .. قدمت عدداً من الصور والوثائق الأرشيفية
يؤدي قطاع المنسوجات دوراً رائداً في الاقتصاد الإيراني الحديث، ويعود جزء كبير منه إلى حقب تاريخية سابقة، من بينها حقبة العهد الصفوي، وما تضمنته من قطع أثرية فاخرة.حاضرت أمينة مجموعة ساريخاني للفن الإسلامي د. إليسا مانجللي، عن البعثات الدبلوماسية، متناولة التصوير الفني وتطور المنسوجات الصفوية في القرنين الـ16 و17م من خلال الوثائق الأرشيفية والتحليل العلمي، وذلك ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي. وقدم المحاضرة وأدار حولها النقاش رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار بدر البعيجان.
في البداية، عرضت البروفيسورة إليسا مانجللي مجموعة كبيرة من الصور الملونة وتابعت عرضها بالشرح التاريخي لكل حقبة من حقب تطور المنسوجات الصفوية عبر قرنين من الزمان، مؤكدة أن البحث في تاريخ المنسوجات الصفوية يعتمد على منهجين: أولهما التناول التاريخي حيث تمدنا الوثائق والتحليل النقدي للأحداث التاريخية بمرجع دائم ومصدر للمعلومات لا ينضب، أما المنهج الثاني فيركز على المنسوجات ذاتها والأساليب المعقدة في إنتاجها. وقالت مانجللي: «يلعب قطاع المنسوجات دوراً رائداً في الاقتصاد الإيراني الحديث من حيث التجارة وما يتمتع به من قيمة عالية. وقد انتشرت التأثيرات المتبادلة في هذا المجال بسبب سهولة توافرها ونقلها والقيمة التجارية العالية لهذه السلعة.ونظرا لتفرد هذه المنسوجات الفاخرة التي أنتجت خلال العصر الصفوي، فقد كانت تعد ممثلاً لهذه الأسرة الحاكمة وتبعث كهدايا دبلوماسية إلى بلاط أهم ملوك أوروبا، كما كانت تقدم كهدايا للوفود الأجنبية التي كانت تزور البلاط الفارسي».وعن وثائق الدولة العثمانية التاريخية أوضحت المحاضرة أنه: «بالرجوع إلى الوثائق التي يضمها أرشيف دولة البندقية، تم التوصل إلى التاريخ الدقيق الذي ورد فيه إلى البندقية عدد من المنسوجات الهامة من العصر الصفوي بواسطة مبعوثين من بلاد فارس. من أمثلة تلك المنسوجات قطعة من المخمل عليها صورة «العذراء والطفل» التي توجد في متحف كورر، وكان الشاه عباس الأول قد أهداها إلى الدوق جريماني في 6 مارس 1602م. وبإجراء تحليل فني لتلك القطعة، أمكن جمع معلومات هامة حول تركيبها، وحيث إن لدينا تاريخ ورودها إلى البندقية، يكون بإمكاننا تحديد الزمن الذي لا يمكن أن تكون القطعة قد أنتجت بعده، ومن ثم يمكن مقارنتها من حيث التركيب مع القطع الأخرى من المخمل التي أنتجت في العصر الصفوي، المحفوظة في المتاحف الأخرى الهامة. وقد أدى ذلك إلى فهم جديد لتاريخ المنسوجات الصفوية، وعلى وجه الخصوص ما تم إنتاجه خلال الفترة الواقعة بين حكم الشاه طهماسب الأول وعصر الشاه عباس الثاني، اعتماداً على الوثائق والأدلة العلمية».