هكذا تعلّمينه تناول حبة الدواء

نشر في 08-09-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-09-2012 | 00:01
No Image Caption
لا يعرف أطفال كثر كيفية ابتلاع حبة الدواء، فتعاني أمهاتهم الكثير حين يصابون بالمرض. إليك بعض النصائح لتخطي هذه المشكلة.

أذكّر باستمرار بعدد الأطفال والمراهقين الذين يكرهون تناول حبوب الدواء ويسألون: «هل هذا الدواء متوافر على شكل سائل؟». حتى إن بعض المرضى «الكبار» يتصلون بي ليسألوا عما إذا كان الدواء المخفض للكولسترول متوافرًا على شكل سائل!

مع ذلك، أنا مقتنعة أنه كما هي حال الكثير من الأمور في الحياة، كلما تعلمت ممارسة شيء ما في الصغر، سهل عليك أكثر. في الواقع، يتحمس معظم الأطفال على تجربة أمور جديدة والقيام بإنجازات، لذلك ضعي مهمة ابتلاع حبوب الدواء على القائمة.

بدأت تعليم أطفالي كيفية ابتلاع حبوب الدواء عندما كان عمرهم يناهز الأربع سنوات. جاء ذلك بدافع الضرورة عندما كنا في رحلة وعانى أحد الأطفال الحمى. لم أكن أحمل دواء التايلينول السائل معي. وبصفتي «طبيبة أطفال العائلة» المبتدئة آنذاك، ظننت أنه يمكنني ببساطة دفع حبة الدواء إلى أسفل حنجرة الطفل، كما كنت أفعل لكلب العائلة. بطبيعة الحال، لم يفلح الأمر إذ تقيأ الطفل وبصق الدواء علي، فتعلمت الدرس.

اكتشفت أن أفضل طريقة لتعليم الأطفال ابتلاع حبوب الدواء تكمن في تحويل المسألة إلى لعبة. أخذت أولادي إلى أقرب متجر حيث اشترينا سكاكر «تيك تاك» المفضلة لديهم، ثم تركت كل واحد منهم يختار المشروبات السكرية الرهيبة (الممنوعة عادة). بالعودة إلى المنزل، بدأنا الدرس الخصوصي في تعليم الأطفال كيفية ابتلاع الحبوب.

أظهري لطفلك كيف تضعين الحلوى على الجزء الخلفي من اللسان (وليس على الطرف)، ثم تسرفين في شرب الشراب. لا يمكنك تعلم ابتلاع الحبوب مع كمية صغيرة من السائل، فأنت بحاجة إلى «بلعة كبيرة» لإنزالها.

لا يقلق الأطفال عادة بشأن الاختناق أو التقيؤ، لكن يوم يصبحون أكبر في السن، يبدأون بالتحليل والقلق بشأن احتمال تعثر ابتلاع الحبوب، ويتزايد قلقهم. كما هي الحال مع نزول مزلجة للمرة الأولى، أو القفز في بركة، غالبًا ما لا يعرف الأطفال الخوف في هذه المواقف (حتى وإن لم يكن ذلك بالأمر الجيد دائمًا).

بالنسبة إلى بعض الأطفال، يتطلب الأمر محاولات عدة قبل أن تنزلق الحلوى. عندما ينجحون في القيام بذلك، يفختر الكثير منهم ويتحمسون لدرجة أن يرغبوا في تكرار ذلك مرارًا وتكرارًا أو يدعون أنه بإمكانهم «ابتلاع ثلاث حبوب في وقت واحد!»، لذلك لا تمارسي هذا التمرين إلا مع الحلوى وإياك والأدوية الحقيقية.

ما إن يتمكن الأطفال مرة من ابتلاع الحبوب حتى يصبح من السهل إعطاؤهم تايلينول أو موترين، الحبوب الصغيرة والمغلفة. في هذه المرحلة، لا يهم حجم الحبة إذا استطاع الأطفال ابتلاعها بالطريقة نفسها. الحبوب هي الحبوب؛ فضعها في فمك وابتلعها.

أقول مازحة لكل مرضاي الصغار إن «قاعدة الدكتورة سو» تعلمهم كيف يبتلعون حبوب الدواء قبل أن يتمكنوا من قيادة السيارة. في النهاية، تعليم مراهق القيادة أمر في غاية الصعوبة، وابتلاع حبوب الدواء يبدو أسهل بكثير بالمقارنة بين الاثنين. يمكن لغالبية مرضاي ابتلاع حبوب الدواء منذ المدرسة الابتدائية، والكثير منهم في سن أصغر.

back to top