زاك إيفرون مفتول العضلات في The Lucky One
في يوم مشمس ودافئ، احتشد حوالي1300 شخص من الفتيات المراهقات وزوجات الجنود البحريين، بالإضافة إلى حشد من الرجال؛ كل واحد منهم ينتظر بقلق وصول زاك إيفرون، أو بالأحرى، الجندي البحري الأصغر سناً في هوليوود. كان هذا الممثل الشاب (24 سنة) يصوِّر فيلم The Lucky One، المقتبس من رواية الكاتب نيكولاس سباركس الأكثر مبيعاً. يصور فيلم The Lucky One رحلة الرقيب البحري لوغان ثيبولت من أرض المعركة في العراق إلى باب منزل المرأة (تايلور شيلينغ) التي باتت صورتها جالبة للحظ بالنسبة إليه.
قبالة الحاجز في موقع تصوير الفيلم، يقف بايلي ويلسن (18 عاماً)، أحد المعجبين بالنجم زاك إيفرون، حاملاً ملصقاً للفيلم يظهر فيه الممثل مفتول العضلات وذو اللحية. أعرب الشاب عن إعجابه بالنجم الهوليوودي، قائلاً: «يبدو وسيماً بالمظهر الفوضوي». يضيف، وقد بات ليلته خارج صالة السينما كي يتمكن من الحضور إلى الموقع، «مظهره رجولي ومثير جداً».وتوافق شايلا مايستاس (24 سنة) رأي ويلسون، فقد أتت مع رفيقتها المقربة من نيويورك بعدما أمضتا ساعتين على الطريق، خصيصاً لمشاهدة الحدث. وعلى رغم إعجابها بكتاب سباركس، ظنت شايلا، بداية، أن الدور لن يلائم إيفرون. قد علقت على الموضوع: «في البداية تذكرت High School Musical»، وقد بدا عدم الإعجاب على تعابير وجهها، وتابعت: «لكن، بعد رؤية العرض المسبق للفيلم، اندهشت فعلاً. لقد نضج».فجأة، تعالت الهتافات والصيحات مع خروج إيفرون من صالة السينما، وهو في ثياب عادية، مجرد قميص أسود وسروال عنابي اللون. كان يعتمد مظهر جايمس دين: شعر أملس، ابتسامة عريضة، وعينان زرقاوان براقتان وراء نظارات شمسية «بيرسول» بنية اللون.جن جنون الجماهير، وتطايرت في الجو ملصقات تصور أبرز المحطات في مسيرة إيفرون المهنية، لا سيما ملصقات الفيلم الجديد Lucky One، وصور الأقراص الرقمية لفيلم High School Musical، وملصقات 17 Again، بالإضافة إلى صورته على غلاف مجلة Men’s Health. وها هي إحدى الشابات تقدم حذاءها الرياضي إلى إيفرون كي يوقع عليه. وقد لبى الطلب، ووقع على كل فردة حذاء، اسمه «زاك ا.».ورمت مراهقة أخرى بنصف جسدها فوق الحاجز بشكل مفاجئ، وقبلت زاك على خده، وقد أثارت تلك القبلة انزعاج الممثل الشاب، وسرعان ما جاء وكيله الإعلامي بمحرمة ومسح البقعة التي خلفها أحمر الشفاه. وعلى مسافة قريبة، ارتمت فتاة أخرى على شجيرة بارتفاع ستة أقدام كي تقترب أكثر من النجم. وقد اعتلت الشجيرة حتى كاد رأسها يطاول أوراقها، فلمحها إيفرون ووقع على الملصق الذي تحمله.كاتب مبدعلم يقل هتاف المعجبات والمعجبين حدة وحماسة مع حضور الكاتب سباركس الذي تحولت رواياته الرومنسية المشحونة بالعواطف إلى أفلام سينمائية ناجحة. وتعبيراً عن إعجابها بأعمال الروائي، تقر إحدى الحاضرات وتدعى ميغان داي (20 سنة): «أحب زاك، لكني هنا لأجل الكاتب».ويصرح سباركس: «لهذه الأفلام رونق خاص»، مضيفاً أن إيفرون «مناسب تماماً» لتجسيد الشخصية بدقة. يشار إلى أن سباركس كتب سلسلة من السيناريوهات لأفلام سينمائية عدة لاقت نجاحاً باهراً، من بينها: Message in a Bottle، A Walk to Remember، The Notebook، Nights in Rodanthe، The Last Song، وDear John. وإن صح القول، ساهمت تلك الأفلام أيضاً في توسيع قاعدة المعجبين لعدد كبير من النجوم، أمثال رايان غوسلينغ، وتشانينغ تاتوم، وليام هيمسوورث.تعليقاً على أعمال الكاتب المبدع، يصرح إيفرون: «تروي كتبه قصصاً استثنائية تشمل شخصيات مميزة». ويصف The Notebook بأنه «أشبه بالفيلم المثالي». عن دوره في الفيلم الجديد (يؤدي زاك شخصية الجندي لوغان الذي يعود إلى الولايات المتحدة بعد خوض 3 معارك في العراق، ويقع في حب أم مطلقة) يقول النجم «إنه أشبه بتحدٍ»، ويضيف: «لم أؤد قط شخصية شبيهة بتلك الشخصية. فالجنود البحريون لهم شخصية مختلفة أعتقد بأني أمتلكها بنفسي... كذلك اعتقدت بأني سأبرع في تجسيد تلك الشخصية إن عملت بجهد، فالدور يستحق التغيير». من جهته، علق المخرج سكوت هيكس (مخرج فيلم Shine وSnow Falling On Cedars) على أداء إيفرون قائلاً: «أنجزت المهمة. رغبة إيفرون في أداء الشخصية كانت واضحة. غير أن سؤالي له كان: كيف سنقوم بذلك؟ فكما يبدو، أنت لست مؤهلاً جسدياً لتجسيد دور الجندي البحري».غير أن المظهر التحولي الذي يطل به إيفرون في الفيلم لا يجسد سوى البداية لسلسلة تحولات أخرى. فإيفرون الذي يعتبر فيلمي Black Hawk Down، وSaving Private Ryan من بين أفلام الحركة المفضلة عنده، يظهر في الفيلم الجديد حليق الرأس، مفتول العضلات، وكثيف اللحية. هذا التحول الجذري في الشكل هو نتيجة تدريب يومي مضنٍ لمدة أربع ساعات بإشراف أحد الجنود البحريين، وقد استمع إلى تجارب حروب حقيقية أطلعه عليها الجنود البحريون في مخيم بندلتون.بعد تعاونه مع إيفرون، يقول الرقيب جايمس ديفير: «إنه يشبه أي جندي بحري شاب سبق أن عملت معه». يُشار إلى أن ديفير أشرف على تدريب ممثلين آخرين، أبرزهم نيكولاس كايدج، توم كروز، وأيرون إيكهارت، وساعدهم في الحصول على مظهر قتالي. عن ذلك التعاون، يضيف ديفير: «هذا ما أحببته فيه. فهو يحب المزاح تماماً كالجنود البحريين الشباب، لكنه جدي أيضاً في عمله».تقر تايلور شيلينغ، التي تشارك زاك في البطولة، بجدية النجم: «كنت أستيقظ في السادسة صباحاً عند مناداتنا، شبه صاحية، لتصفيف شعري والتبرج، في حين كان زاك يتمرن في النادي. فكان، على الأرجح، يستيقظ عند الرابعة فجراً ليقوم بالتمارين الرياضية». وتؤدي شيلينغ شخصية «بيث غرين» الأم العزباء المطلقة، وهي المرأة في الصورة التي يقع زاك في حبها.مع مرور الوقت، تحول إيفرون إلى جندي بحري قوي العزيمة والبنية. عن ذلك التحول، يعلق: «عندما رأيت نفسي للمرة الأولى (على الشاشة)، كدت لا أعرف نفسي بتاتاً». يعتبر الفيلم الجديد إنجازاً آخر للممثل الذي شارك في بطولة أشهر أفلام «ديزني». عن ضرورة المثابرة يشدد بوجود حشد من الإعلاميين: «أعتقد بأنك إذا أديت عملك جيداً وبمهارة، فستجد دوراً مناسباً يساعدك على التحرر من الماضي».إعجاب النقادلا شك في أن إيفرون حذا حذو زميليه الأكبر سناً مات دايمون وليوناردو دي كابريو، لا سيما في السنوات الخمس الماضية، فشارك في بطولة فيلم أكثر درامية بعنوانMe and Orson Welles، وفي فيلم رومنسي كوميدي بعنوان 17 Again، وفي الفيلم العاطفي بامتياز Charlie St. Cloud عام 2010. كذلك، برز في New Year’s Eve الذي ضم باقة من ألمع نجوم هوليوود وحظي بإعجاب شديد من النقاد. وقد وصف بيتر ترافيرس، المحرر في مجلة Rolling Stone، أداء إيفرون في ذلك الفيلم «بالمتميز». هذا العام، شارك إيفرون في أداء صوت إحدى شخصيات فيلم الرسوم المتحركة Dr. Seuss’ The Lorax، وفي الفيلم الكوميدي Liberal Arts الذي رشح في مهرجان الأفلام «ساندانس»، ونال ترحيباً حاراً من الجمهور الحاضر في المهرجان.أما في The Lucky One، فقد اختبر إيفرون التوتر الحقيقي منذ سماع الطلقات الأولى لإحدى الغارات المطلقة في العراق. وقد أطلق تلك الغارة، وهو بكامل لباسه القتالي، في أحد المباني القديمة المهجورة والمتصدعة، عند الساعة الثانية فجراً. يتذكر: «كنت بصحبة زميلي في الفيلم وحوالى 50 جندياً فعلياً. كنت أطلب منهم مساندتي وإطلاعي بأي حركة لا تشبه الحركات التي يؤديها الجندي». يضيف: «كانوا رائعين، وأمضيت معهم أكثر الأيام مرحاً. وبمجرد العودة بتفكيري إلى High School Musical، لم أحسب يوماً بأني كنت سأمثل في فيلم كهذا.»يشدد لي دانييلز (مخرج فيلم Precious) قائلاً: «سيفاجأ معجبو زاك بدوره البطولي، {وداعاً يا ديزني!»، علماً أنه كان يعارض في البداية ضم إيفرون إلى طاقم ممثلي الفيلم الغامض، نظراً لصورته النظيفة البريئة. يتابع: «كنت قلقاً في البداية حول التعاون معه، وكنت مخطئاً جداً منذ اليوم الأول... فهو يحترم المواعيد، ويتمتع بروح الفكاهة والموهبة».إلى جانب تلك الصفات الحسنة كافة، يتمتع الممثل باللياقة والتهذيب، إذ فور جلوسه لإجراء إحدى المقابلات، ينتبه إلى أنه يمضغ علكة، فيتخلص منها. بعد انتهاء المقابلة، يصافح الصحافي ويشكره. وعندما اتصلت به إحدى صديقاته، ليلي كولينز، أثناء إجراء المقابلة، رد زاك على الاتصال وأعلمها بأنه سيهاتفها بعد 10 دقائق. لكنه، سرعان ما اعتذر من الصحافي معلقاً «أعتذر، لم يكن ذلك لائقاً».أما المخرج هيكس، فيشدد من جانبه، على أن جاذبية إيفرون ليست «مقنّعة»، مضيفاً: «هذا هو زاك على حقيقته». إلا أن تلك الجاذبية لا ترحم صاحبها من إزعاج المصورين الذين يتعقبون خطوات الممثل اليافع دائماً، سواء من شرف غرف الفندق أم في ملعب الغولف. ويحاول إيفرون تغاضي النظر عن ذلك الوضع المزعج قائلاً: «أحاول البقاء بعيداً عن أنظارهم قدر المستطاع والتركيز على عملي».ولا ينكر أحد أن ذلك التركيز الشديد على التألق بدور الجندي البحري سيأتي صاحبه بثمار وافرة. في هذا الصدد، يقول إيفرون: «رسمت أمامي هدفاً محدداً ثابرت لتحقيقه: كيف سأتمكن من الانتقال من المكان الذي بلغته مهنياً إلى أدوار أكثر نضجاً بطريقة لائقة، من دون القبول بأي إغراءات مادية ومع الحفاظ على نزاهتي؟». ويضيف: «أعتقد أني حققت ذلك الهدف، فهذا الفيلم يشكل محطة بارزة في مسيرتي المهنية».