هجوم انتحاري في حرستا... وقوات النظام تقتحم الخالدية

نشر في 10-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 10-10-2012 | 00:01
No Image Caption
• أردوغان: حافظ الأسد قتل 30 ألفاً وابنه يريد كسر رقمه • واشنطن: من السابق الاعتراف بحكومة مؤقتة

اقتحمت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس حي الخالدية في حمص، وذلك غداة هجوم انتحاري استهدف مساء أمس الأول مقرات للمخابرات والأمن في حرستا في ريف دمشق.
قتل عشرات الأشخاص في هجوم انتحاري مزدوج استهدف الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا في ريف العاصمة السورية مساء أمس الأول، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أمس.

وفي حين أفاد مصدر أمني سوري بأن القوات النظامية احبطت الهجوم على الفرع، رغم إن إحدى السيارتين المفخختين انفجرت بالقرب منه، قال عبدالرحمن: «قتل عشرات الاشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا»، مشيراً الى أن «مصير مئات السجناء المعتقلين في اقبية الفرع ما زال مجهولاً».

وكان المرصد افاد بان انفجارين استهدفا ليل الاثنين ـ الثلاثاء «الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على أطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا»، تلتهما «اشتباكات استمرت حتى الساعة الاولى بعد منتصف الليل».

وابدى عبدالرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد «اكبر مركز اعتقال في ريف دمشق»، لا سيما «مع تكتم النظام على ما حدث»، محملا اياه مسؤولية كشف مصير هؤلاء.

وكانت «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة تبنت الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، بحسب الجبهة التي اوضحت ان الهجوم «ثأر لمن ظلم او قتل من المسلمين»، لكن مصدراً في أجهزة الامن السورية نفى هذه الرواية عن الهجوم، موضحا ان الحراس اطلقوا النار على السيارة المفخخة الأولى قبل أن تدخل المحيط المحصن للفرع. لكن اطلاق النار لم يحل دون انفجار السيارة وتسببها بأضرار مادية جسيمة. اما السيارة الثانية فاعترضت وأوقف سائقها، بحسب المصدر الأمني نفسه الذي اكد ان ما جرى «كان اشارة الى هجوم كبير الحجم من قبل الإرهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، لكن بعد خمس ساعات من الاشتباكات تم صدهم».

الخالدية

واقتحمت القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس حي الخالدية في حمص، احد ابرز معاقل المعارضة المسلحة في المدينة الواقعة في وسط سورية، كما افاد التلفزيون السوري الرسمي. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون الى تقدم للقوات النظامية داخل الحي ولكن من دون ان تتمكن من السيطرة عليه. وذكر التلفزيون في شريط اخباري أن «قواتنا المسلحة الباسلة تبسط الامن في أجزاء كبيرة من حي الخالدية وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه».

ونقل التلفزيون عن مراسله في المدينة أن هذه القوات دمرت «اوكارا للارهابيين تحوي على عبوات وذخائر» قرب مدرسة زنوبيا في شارع عمار بن ياسر في حي الخالدية، مؤكدا انها «قضت على من كان فيها». وذكر المرصد السوري من جهته، أن هناك تقدماً للقوات النظامية في حي الخالدية الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة، «لكن هذه القوات لم تتمكن من الوصول الى وسط الحي».

أردوغان

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سورية بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين. وقال أردوغان أمام مجلس الأمة التركي إن «تركيا ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة»، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية.

وأشار أردوغان إلى أن «تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك»، وأضاف أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا»، متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب «ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين».

وقال رئيس الحكومة التركي إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «قتل 30 ألفاً وابنه يسعى الى كسر رقمه القياسي». وهاجم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كلجدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد، قائلاً: «نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة»، في اشارة الى أن رئيس حزب الشعب ينتمي الى الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد.

واشنطن

من ناحيتها، أكدت واشنطن أنه «من السابق لأوانه» الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكلها المعارضة السورية قبل أن «تنظم صفوفها»، كما اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اوروبا فيليب غوردن أمس في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية. وقال المسؤول الاميركي ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «طرح الاعتراف بحكومة مؤقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح». وتابع غوردن: «لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة مؤقتة. يوما ما سيتحتم الاعتراف بحكومة او كيان مؤقت، لكن الان الامر سابق لاوانه».

(دمشق، أنقرة، باريس ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top