ملتقى الثلاثاء يناقش «استئناس الصمت»

نشر في 25-10-2012 | 00:02
آخر تحديث 25-10-2012 | 00:02
No Image Caption
الفهد: في المجموعة عفوية ماكرة وبساطة لافتة
قدم مجموعة من الكتاب والروائيين أوراقاً نقدية، تناولوا خلالها المضمون السردي لمجموعة الكاتب عبدالمنعم الباز الصادرة مؤخراً.
أقام ملتقى الثلاثاء أمس الأول ندوة نقدية لمجموعة الكاتب عبدالمنعم الباز القصصية «استئناس الصمت»، حاضر فيها الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، والقاص أشرف عبدالكريم، والكاتب محمد أبوالسعود، وقدمتها القاصة استبرق أحمد.

قدم محمد أبوالسعود ورقته البحثية حول مفهوم الصوت السردي في مجموعة «استئناس الصمت» للدكتور عبدالمنعم الباز، مبينا المقصود بالصوت السردي من حيث اهتمامه بالمتكلم في النص، وكذلك مدى بعد الكاتب وقربه عما يكتب.

ولفت أبوالسعود إلى أن القصص الخمس للمجموعة قد تنوعت في توظيفها للراوي الذي يتناول دفة الحكي في النص، ما بين الراوي الواقع خارج الحكاية ويوظف ضمير الغائب، والراوي المنتمي إلى الحكاية بوصفه شخصية داخلها، فقد كانت القصة الأولى «أبلة كريمة» داخل الحكاية لتناسب الشخصية المحورية فيها، وهو الطفل الصغير الذي يجسد بتجربته الولاء لمعلمته الأولى، فجاء التعبير بضمير المتكلم ليناسب حميمية الحكي، والذي كشف فيه الراوي عن أن النص جانب من السيرة الذاتية للكاتب.

وجاءت القصتان الثانية «محاولات فاشلة للبكاء»، والثالثة «حالات» على نقيض القصة الأولى، فجاء الراوي بضمير الغائب في ما يسمى بالراوي الخارجي للحكاية، وهو التوظيف المناسب لمنطق القصتين في سعي الأولى إلى تخليد لحظة استشهاد «محمد الدرة»، ورصد ذلك الحدث ومدى انعكاسه على الواقعين العربي والإسلامي، في حين جاءت قصة «حالات» لتقدم أحد عشر مقطعا سرديا تمثل في مجملها حالات من الفشل لإنسان قهرته السياسة.

لغة شعرية

ومن خلال ورقته النقدية أوضح القاص أشرف عبدالكريم أن الكاتب عمد إلى لغة شعرية في الجزء الأول، والتي يجهل مدى مناسبتها لحركة السرد لو اعدت قصصاً، إذ يجب العمل من خلال اللغة التي استأنسها الكاتب على استبطان ما وراء هذه الترانيم، في حين كانت المكاشفة الصادمة ورفض الصمت دافعاً نحو التوقف عن البحث في ورائيات الجزء الثاني، فما قدمه الكاتب في مشاهد الجزء الأول بما احتوته من لغة حالمة كان سبباً في إفساد ما كان يمكن أن يعد الجزء الحقيقي لهذا الكتاب، لو قصره على ترتيل ترانيم الوافد المصري في الكويت.

كما تناول عبدالكريم القسم الثاني للمجموعة وهو «الهواء الآخر» والذي جاء عبارة عن رواية متعددة الفصول، بطلها متغرب، ظهرت آثار غربته من خلال غياب النكات والاشتياق للفول، والاهتمام بكروت الاتصال الدولية، لتبدأ بدورها عجلة السرد تدور بشكل أسرع من خلال اللقطات الكثيرة، التي تناولها الكاتب بشكل ساخر، والتي ظلت مشحونة بالدهشة والسخرية والتكثيف، مع رفض الكاتب التكتم على المسكوت عنه.

قليل من السماء

وتحدث إسماعيل الفهد في ورقته النقدية عن مجموعة «قليل من السماء» للقاص الباز الذي كان قد قرأها مسبقاً مجزماً بأن شتان ما بينها وبين مجموعته الأخيرة «استئناس الصمت»، ففي الأولى هناك كاتب قصة، وفي الثانية معلّم في القصة بحسب ما جاء به إسماعيل.

وأشار إلى مفتتح المجموعة «شعوذة» والذي ناور بها الباز القارئ بعفوية ماكرة، بما يحيل العنوان إلى النص يتماهى به في «أبلة كريمة» في معايشة سردية تتسم ببساطة لافتة حد الإعجاب وعميقة حد التريث، عند معان مضمنة تشمل حالات معاشة بما يشبه مقارنة مواربة، تتصل بقيم اجتماعية أو اعتبارات دينية.

وعرج إسماعيل إلى «الهواء الآخر» التي وصفها بالمجموعة القصصية القصيرة جداً، والتي تمثل برأيه جسد الكاتب، حيث جاءت بمنزلة نقلة نوعية في المعنى السردي، في التقاطات ذكية وحالات ومواقف وصور ضمن أطر محددة، والتي بدت سريعة، ومعتمدة على عنصر المفارقة أو المطابقة لغرض الإزاحة والتكثيف نزوعاً نحو شعرية النص.

back to top