تخاذل المجتمع وأحداث تيماء!

نشر في 13-10-2012
آخر تحديث 13-10-2012 | 00:01
 نواف فهد البدر    لم أكن أنوي أن أكتب سريعاً بعد أحداث الثاني من أكتوبر "اليوم العالمي للا عنف"، الذي حولته وزارة الداخلية إلى "كرنفال عنف" ضد الكويتيين "البدون"، وانتظرت حتى أصدرت جميع جمعيات حقوق الإنسان في الكويت والناشطين الحقوقيين لتقاريرهم التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن "الداخلية" ارتكبت انتهاكات خطيرة، واستخدمت العنف المفرط غير المبرر، وأصابت العشرات من "البدون" وأفقدت أحدهم عينه، وأيضاً تطور العنف والقمع إلى مستوى غير مسبوق بضرب الأطفال واعتقالهم ومن ثم الإفراج عنهم بكفالات وكأنهم مجرمون! وهم أطفال.

ولم تكتف وزارة الداخلية بذلك، بل قامت بمنع الصحافيين والناشطين في حقوق الإنسان من التحرك في تيماء لرصد الأحداث بالكامل، وبعد أن انتهى "يوم وزارة الداخلية للعنف" قامت بحملة اعتقالات للعشرات من الناشطين "البدون" والكويتيين بسبب وقوفهم إلى جانب "البدون" ومطالباتهم المشروعة، من أجل محاربتهم وإجبارهم على التوقف عن دعم حراك "البدون" ومطالباتهم الإنسانية الأصيلة.

أكتب هذا المقال ولا أعلم هل أنا ممن سيعتقل تالياً؟ لأنني ناشط في قضية "البدون" وأمين سر "لجنة الكويتيين البدون" التي اعتقل رئيسها ونائبها! ولأنني مقرر لجنة "البدون" في "الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان" التي اعتقل أحد أعضائها، وهو الأستاذ عبدالله فيروز.

الاعتقال والسجن وتلفيق التهم لن يرهبنا في ظل وجود قضاء حر نرتاح عندما نتعامل معه، لكن عندما يكون تعاملنا مع وزارة الداخلية لا يشعر أي إنسان بالأمان خصوصاً إن دخل في خصومة مع هذه الوزارة، لا سيما إن كان بعض قياديي هذه الوزارة يسعى إلى التخلص منك وتلفيق التهم ضدك.

 قضية "البدون" قضية حق، والباطل هو تعامل الحكومة معها، نسجن أو نعتقل يوماً أو شهراً أو سنة أو مؤبداً! لن نتراجع عن مطالبنا ولن نترك قضية حق طالما التزمنا بالقانون والدستور الذي لا تلتزم به هذه الحكومة ولا تعرفه وزارة الداخلية.

أما صمت المجتمع الكويتي فهو صمت رهيب جداً، أن يرى ويشاهد العنف والقمع والتنكيل بـ"البدون" والأطفال أيضا ويبقى صامتاً، ألا يعلمون أنهم سيقولون "أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"؟

 مشكلة "البدون" أن الحكومة تتفرد بهم عندما يكون الشارع مشغولاً بقضايا أخرى يعتقد أنها أهم من إنسانيتهم وآدميتهم، لكم الله يا "الكويتيين البدون" ولا غيره.

أختم مقالي ولا أعرف هل سأكتب مقالاً آخر، أم سأكون خلف القضبان مرة أخرى بسبب دفاعي عن قضية حق وإيماني بها.

back to top