الإكوادور... مخلوقات رائعة عند كل منعطف

نشر في 01-06-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-06-2012 | 00:01
No Image Caption
تخيل أشجار نخيل يبلغ ارتفاعها 10 طوابق، وبحيرات سمك الأرابيما بطول ستة أقدام. تخيل أنهارًا حيث سمك الراي اللساع والكيمن وسمك السلور وأسماك النيون تترا وثعابين الماء الكهربائية.

نتحدث عن بحيرة غارزاكوتشا، التي تقع فيها «لا سيلفا أمازون ايكولودج»، والتي يخيل إليك أنها بحيرة صغيرة في ولاية مشيغان - لكن تقفز بين أشجارها قردة العنكبوت وتسبح في مياه الطمي البنية أسماك البيرانا وتجثم على أطرافها الطيور النادرة.

إذا ذهبت في نزهة على الأقدام صباحاً في منطقة الأمازون الإكوادورية، قد ترى أحد أندر الحيوانات المفترسة في الغابة، وهو النسر المتوّج (كانت هذه المرة الأولى منذ 11 عامًا التي يرى فيها دليلنا واحدًا منها). في الغابة، تجد نباتًا فطريًا استخدمه السكان الأصليون لعلاج التهابات الأذن. فضلاً عن ذلك، ترى الضفادع السامة ذات السهم والديدان الألفية وفراشات المورفو الزرقاء المرفرفة؛ كلها مشاهد غير شائعة بتاتًا في بلدك.

ماذا عن الحشرات؟! لم أر سوى قليل من البعوض، لكن إذا ذهبت في نزهة على الأقدام ليلاً، حاملاً مصباحًا يدويًا، يمكنك الوقوع على رتيلاء كبيرة وعلى حشرات عودية بحجم يدك. ليست مخيفة، بل إنها أنيقة ومثيرة للرعب.

سألني شخص كيف يُقارن هذا المكان بكوستاريكا التي زارها الكثير من الأميركيين. في الواقع، منطقة الأمازون الإكوادورية متنوعة أكثر بكثير.

يبدو الطائر المسمى بالهوتزن، وهو المفضل لدي، كطائر الذيال المصاب بالجنون، متعدد الألوان وكبيراً وبراقاً، يسوّي ريشه بمنقاره، وهو يعيش في أميركا الجنوبية فحسب.

إذا وقفت على برج ونظرت بمنظار ثنائي دقيق، ترى كتلة الغابات المكسوة بالريش، وقد شوهدت حوالى 600 فصيلة من الطيور ضمن مساحة قليلة من الفدادين. رأيت هناك طيور التناجر والطوقان، بالإضافة إلى ببغاء أمازون أورانج وينج الخاص بأميركا الجنوبية، والزرقاء البرازيلي والأراكاريس ذي المنقار العاجي.

أما القردة فتنتشر في كل مكان، قردة الكبوش والعنكبوت والسنجاب وقردة الأسد الأسود. يبقى القرد المولول الأحمر على مسافة أبعد من غيره، عاليًا بين الأغصان، ويُسمع شخيره من على بعد أميال. تجد خارج كوخي تمامًا طيورًا سوداء تتلون أطراف أجنحتها بالأصفر وتدعى طيور مونتيزوما؛ يبدو نداؤها «أو-روب!» بشريًا فتشعر أنك مدعو إلى الرد.

بعد تمضية بضعة أيام هنا، تدرك أن الحيوانات كافة تختبئ في منطقة الأمازون، إما لتقبض على حيوان آخر أو كي لا يُقبض عليها. تجد نفسك هنا أمام تنوع مفرط، لذلك فإن الحيوانات المفترسة، كالجاغوار والأسلوت والنسور والأناكوندا، تنتشر انتشارًا واسعًا، فيندُر احتمال رؤية أحدها. لذلك أعتبر نفسي محظوظًا لأنني رأيت الأسلوت وآثار التابيرات والنسر المتوج.

كانت القردة، بطبيعة الحال، ترى النسر المتوج وتشعر بقدومه قبل أن نفعل نحن. فتكون في إحدى اللحظات منصرفة إلى الثرثرة بصوت عال والتأرجح والبحث عن الطعام في الغابات، لتهوي بعدها مباشرةً من على الأشجار العالية المحيطة بنا من كل مكان، وهذا ما يسمى القفز بالمظلات، فتهبط عمليًا على الأرض، ثم يسود السكوت.

جهات مانحة للدفاع عن الغابات المطيرة

هل سبق وسمعت جملة «أنقذوا الغابات المطيرة»؟ هذه هي قضية حديقة ياسوني الوطنية، المواجهة مباشرةً للفنادق البيئية المبنية على نهر نابو.

لعل حديقة ياسوني المكان الأكثر تنوعًا في بيئته على هذا الكوكب، فهي تحتوي على ما يقارب 100000 نوع من الحشرات و141 نوعًا من الضفادع وضفادع الطين، و382 نوعًا من الأسماك و121 نوعًا من الزواحف و139 نوعًا من البرمائيات و596 نوعًا من الطيور و169 نوعًا من الثدييات و2700 نوع من النباتات، وفق تقرير المكتبة العامة للعلوم لعام 2010 حول المغزى العالمي للحديقة.

يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من أنواع النباتات على مساحة 2.5 فدان من ياسوني، وهذه أكبر في الواقع من المجموعة التي تجدها في أميركا الشمالية كلها.

تشكل الحديقة أيضًا موطنًا لواحدة من الجماعات الأصلية الأخيرة الذي تجنبت الاتصال مع العالم الحديث، وهي شعب وايوراني. في الواقع، يكمن الخطر في عملية التنمية. فقد تم اكتشاف احتياطات نفطية ضخمة على طول نهر نابو في السبعينيات، ومن الواضح أنه تم اعتماد أجزاء من أراضي الغابات المطيرة الإكوادورية لتمرير خطوط الأنابيب والطرق والتنقيب.

ورأيت أدلة على التنمية بالقرب من كوكا، وألسنة اللهب تتصاعد من أبراج تلتهمها النيران قبالة الخط الساحلي مباشرةً. ويا ​​لسخرية القدر، فأكبر احتياطي نفطي يقع مباشرةً تحت الحديقة الوطنية، ويحتوي على كمية من النفط تقدر قيمتها بسبعة مليارات دولار.

في عام 2007، جاء رئيس الإكوادور بصفقة: إذا دفعت المنظمات الدولية لحكومته 3.6 مليار دولار، تضمن الحكومة توقف عمليات الحفر في الحديقة. واتضح أنها صفقة مربحة فعلاً، حتى الآن.

راهنًا، تدير كل من الأمم المتحدة وحكومة الإكوادور الصندوق الاستئماني لياسوني آي تي ​​تي. ويساهم الكثير من المشاهير، من بينهم بو ديريك وبراد بيت، في هذه المبادرة، فضلاً عن حكومات من جميع أنحاء العالم وناس عاديين. وقد تم التبرع بأكثر من 100 مليون دولار بحلول نهاية عام 2011.

كرد فعل على هذه المبادرة، تمت مقارنة الفكرة بالابتزاز - لكنّ بلداً فقيراً كالإكوادور يحتاج فعلاً إلى مال، ويملك ثروة يقدرها العالم بأسره.

أنقذوا الغابات المطيرة؟ أخبرناكم عن واحدة من الغابات المطيرة التي تستحق هذا العناء كله.

back to top