أمين عام «العفو الدولية» لـ الجريدة.: الكويت بلد ديمقراطي ونتطلع إلى جعلها مركزاً لنا في الشرق الأوسط والخليج

نشر في 18-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2012 | 00:01
أكد أن قضية «البدون» المأخذ الوحيد على البلاد ويجب حلها في أسرع وقت
أكد الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شتي أن الكويت بلد ديمقراطي مميز يحظى بحرية التعبير، إلا أن قضية «البدون» من أهم القضايا التي مازالت تضع الكويت تحت الخطوط الحمراء مع «حقوق الإنسان»، مبيناً أن المنظمة تعمل على وضع مركز لها في منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل خاص كنقطة ارتكاز، متمنياً أن تكون الكويت تلك النقطة والمركز.
«الجريدة» قابلت شتي للحديث عن سبب الزيارة المفاجئة للكويت، وعن أبرز الأحداث الداخلية المحلية والخليجية والإقليمية من جهة، وعن دور المنظمة وأساليب الضغط التي يمارسونها من جهة أخرى، وكانت اللقاء كالتالي:
● بداية، ما سبب الزيارة في هذه الأوقات تحديداً؟، وما الذي ستعملون عليه؟

- في السنتين الماضيتين، شهدت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا العديد من التغييرات الإيجابية والسلبية، وشكلت تغييراً في المنطقة، إلا أن منظمة حقوق الإنسان كان لها دور بارز في هذه التغييرات خلال السنتين. والسبب الرئيسي في المجيء إلى الكويت أن الكويت هي الدولة الأولى التي كان لدينا فيها أعضاء بالمنظمة وهم موجودون منذ أكثر من 20 عاماً، ولكن لم نجتمع بشكل متماسك للعمل في منطقة الخليج العربي، وقد اكتفينا بالدعم فقط، والكويت من البلدان المتفتحة التي تحظى باحترام "حقوق الإنسان" وهي بلد ديمقراطي، ومجتمعها مدني يحظى بحرية في الصحافة، ونحن نرى أنها من الأماكن الممتازة لجعلها نقطة للمنظمة في منطقة الخليج العربي.

● ما دوركم بوجه عام كمنظمة؟

- نحن نمثل حركة لأشخاص يشاركون في حملات من أجل حقوق الإنسان المعترف بها دولياً للجميع، ونعمل من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان، من خلال الضغط الجماهيري والتضامن الدولي، ونقوم في اللجنة التنفيذية الدولية بتنسيق شؤون الأشخاص والموارد لفروعنا في شتى أنحاء العالم، إلى جانب أننا مستقلون ولا ندعم أو نمثل أي حكومة أو ديانة أو أي تيار سياسي، ولا حتى ندعم بشكل مالي من قبل أي جهة، ونعمل من خلال دعم الأعضاء في المنظمة الذين يشكلون أكثر من 3 ملايين عضو في أكثر من 150 بلداً وإقليماً.

بيانات صحافية

● وماذا عن وجود مقر رئيسي لكم في الخليج؟

- في الحقيقة هذا هو السبب الرئيسي لمجيئنا، ونحن نبحث عن الإمكانات بوجود مقر رئيسي لنا في منطقة الخليج العربي، واليوم سنلتقي مع الحكومة الكويتية، ونتمنى أن نحظى بالموافقة وان نلاقي القبول.

● ما أسلحتكم كمنظمة بعيداً عن إصدار البيانات الصحافية؟

- أسلحتنا كثيرة، وأعداد أعضائنا أكبر سلاح لنا وأكبر قوة، على سبيل المثال لدينا أعضاء في المنظمة يقومون بتغطية ونقل الأحداث الشائنة في سورية عن طريق نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) والـ(فيس بوك) والمدونات والمواقع الإلكترونية وغيرها، ونحن نرى أن وسائل الإعلام أقوى سلاح لدينا، إلى جانب اللقاءات الجانبية مع الجهات الحكومية وغيرها من الأمور الأخرى.

● كيف تستمدون الأحداث في مختلف دول العالم؟ وهل وسائل الإعلام مصدركم الرئيسي؟

- لدينا أكثر من 200 باحث يقومون بالذهاب بشكل مباشر إلى الحدث لأخذ المعلومات وإعداد التقارير، على سبيل المثال قضية "البدون" في الكويت يوجد لدينا باحثون يزودوننا بتقارير حيادية من قلب الواقع بعيداً عن التأثر والاعتماد على وسائل الإعلام، التي من الممكن أن تميل إلى تيار سياسي أو فكر معين.

قضية عالقة

● ماذا عن قضية "البدون" برأيك؟

- في الحقيقة، الكويت قوية جدا في الدفاع عن حقوق الانسان، ولا تقارن بالدول الخليجية الاخرى في توفير الحقوق لغير محددي الجنسية، وتحظى بإعلام حر وديمقراطية، وهذا ما اكده باحثونا في الكويت، لكن لاتزال الكويت بحاجة لحل قضية البدون العالقة، خاصة ان عددهم يبلغ اكثر من 120 الفا، والمشكلة ان قضيتهم مازالت مستمرة، ولم تحل حتى الآن منذ اكثر من 50 عاماً.

● ماذا عن الربيع العربي، هل وقف أم مازال نشيطا؟

- لا نستطيع ان نقول إن الربيع قد توقف، بل مازال في بداياته، وسيمر على الكثير من البلدان العربية، وما تشهده الدول العربية اليوم مثل مصر وليبيا وتونس واليمن مرحلة انتقال، ونحن في المنظمة رصدنا ما حدث وما من الممكن ان يحدث لبعض الدول الاخرى في المنطقة، الى جانب ان الربيع انذار لبعض الدول الاخرى لاعادة النظر في حرية المجتمعات ومطالبهم واحتياجاتهم.

● كيف تصنف الكويت بشكل خاص والخليج بشكل عام في حقوق الانسان؟

- حقيقة إن السعودية لديها الكثير من التحديات، والامارات مازالت تعمل على حل بعض الامور العالقة، والكويت افضل من السابق، لكن تظل بها مشكلة البدون، التي شهدت اعتراضا واضحا خلال العامين الماضيين، من خلال بعض التصرفات الحكومية تجاههم، والتعامل معهم بالقوة، فما حدث لهم غير مقبول مقابل التعبير عن الرأي.

تصاعد الأحداث

● هناك من يقول إن التيارات الاسلامية السياسية وراء تصاعد الاحداث الاخيرة في المنطقة، هل لديكم اي معلومات حول ذلك؟

- اعتقد ان هذه مسؤولية الحكومة في حماية المواطنين من الارهابيين او اي شبكات تخريبية، لكن بشرط الا يتنافى مع حقوق الانسان، من خلال عدم التعامل مع المتهمين في قضايا الارهاب او غيرها بالتخمين او الشكوك، بل التعامل معهم بالبراهين والادلة، بعيدا عن قمعهم للتعبير عن رأيهم.

● هل تعتقد ان التيارات الاسلامية السياسية ضد حقوق الانسان؟

- في الحقيقة هذه التيارات هي وراء ما يحدث في مصر، فمنذ 30 عاما خلال عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان لا يسمح للاخوان المسلمين ان يرتفع صوتهم، وما يحدث لهم اليوم هو انفجار ناتج عن القمع وعدم فتح المجال للتعبير عن حرية الرأي.

● التيار الاسلامي يشكل اغلبية برلمانية في الكويت، هل تعتقد ان ذلك سيسبب عوائق لقضايا حقوق الانسان؟

- بالتأكيد لا، انا اتذكر ان سمو امير البلاد قام بحل مجلس الامة العام الماضي لاحتوائه على اغلبية اسلامية عالية، وهذا بالتأكيد يسبب مخاطرة، وانا ارى انه لا توجد اي مخاطرة للتيارات الاسلامية السياسية، خاصة انها موجودة في تركيا وتونس ولا تقمع حقوق الانسان.

حالة من التوتر

● ما رأيك في اعتقال الحكومة اربعة اشخاص خلال تعبيرهم عن رأيهم في ساحة الارادة؟

- اعتقد ان احتكاك رجال الامن مع المواطنين يسبب حالة من التوتر، وحرية التعبير لها قنواتها واساليبها بعيدا عن اساليب القوة، ولا استطيع ان اعلق على هذه الحادثة اكثر من ذلك، لأنني لم ازود بتفاصيل هذه القضية بعد، لكن تظل حرية التعبير واجبة.

وارى ان الاعتقال لا يعارض حقوق الانسان إن كانت الحكومة تطبق القانون، لكن نحن مع تطبيق القانون بالطريقة القانونية السليمة، وغير ذلك غير مقبول، وهذا ما شهدناه خلال بعض الاحداث الشاذة التي واجهتها فئة البدون من القوات الامنية، وقد حصلنا على تقارير تثبت ذلك.

● كلمة أخيرة؟

- أتمنى من المواطنين الكويتيين دعم حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية، فعلى المدى البعيد إن حافظوا على حقوق الانسان حافظوا على شعبهم وبلدهم، وادعوهم ايضا إلى العمل في المنظمة والمشاركة لخدمة الانسان.

back to top