العواصف الرملية والغبارية في البلاد
نتاج طبيعي للظروف المناخية والاستخدام السلبي للأراضي
«البيئة» أعدت دراسة متكاملة عن الغبار وأسبابه ومكوناته وكيفية التعامل معه وفق معايير علمية حديثةللعواصف الرملية والغبارية في البلاد تعريف وأسباب وتكوينات وأشكال ومصادر وفوائد، وللتعامل معها كذلك طرق علمية حديثة، هذا ما وصلت إليه دراسة مستفيضة أعدتها الهيئة العامة للبيئة عن الغبار والعواصف الرملية في الكويت، من خلال الباحثين د. علي الدوسري وعبدالعزيز أبا.أعدت الهيئة العامة للبيئة دراسة متكاملة عن الغبار والعواصف الرملية في الكويت، وأشكالها ومصادرها وجميع ما يتعلق بها من ظواهر طبيعية، بالاضافة الى الايجابيات والسلبيات التي تنتج عنها، وذلك من خلال الباحثين الدكتور علي الدوسري وعبدالعزيز أبا، اللذين أثمرت جهودهما عبر دراسة قيمة تحدد طريقة التعامل مع البيئة للحد من العواصف الرملية والغبارية في المنطقة. وتنطلق الدراسة بنبذة تعريفية عن وجود الغبار والعواصف الرملية حين تقول «يعتبر وجود الغبار نتاجا طبيعيا للظروف المناخية وخواص التربة والمحتوى الرطوبي الضعيف والغطاء النباتي المحدود، فضلا عن الاستخدام السلبي للأراضي، وقد تطرق الكثير من الباحثين إلى العلاقة بين العواصف الغبارية وكميات الأمطار، حيث بينت بيانات الرصد العالمية ارتباطا ضعيفا إلا في سنوات الجفاف المتصلة». وأضافت الدراسة أن «صور الأقمار الاصطناعية اظهرت أن الرياح السائدة هي المشكلة الرئيسية لطبوغرافية المنطقة، فالعواصف الترابية والغبارية تمثل ظاهرة متكررة في المنطقة التي لها تأثيراتها ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل حتى على المستوى العالمي، فالغبار ظاهرة عالمية، وإن كان ينتج غالبه من المناطق الجافة، حيث ظهرت رواسب الغبار في أوروبا وشرق الولايات المتحدة، وأن ما يقارب من مليار طن تعبر المحيط الأطلسي من إفريقيا كل سنة، فقد قدر باحثون آخرون كميات الغبار المجروفة من التربة بـ500 × 106 طن من المواد المتطايرة في الجو، وقد أوجد القمر الاصطناعي TOMS-Total Ozone Monitoring Satellite- صورا دقيقة لانتشار الغبار في الجو فوق اليابسة والمحيطات». وأشارت إلى ان «معهد الكويت للأبحاث العلمية قام بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (EC063C, Grant Number:2008-1401-01) من خلال دراسة الغبار المتساقط في الكويت عبر وضع 67 مصيدة للغبار، تم على إثرها رصد العواصف الغبارية مدة عشر سنوات من يناير 2000 حتى ديسمبر 2010 للتعرف على مصادرها الإقليمية، ووضعت خريطة تفصيلية للعواصف الغبارية وأوقاتها».سبعة مصادروأوضحت الدراسة أن «صور القمر الاصطناعي TOMS وغيرها من الصور الفضائية أظهرت مصادر مختلفة للغبار والعواصف الرملية في الكويت والمناطق شمال الخليج العربي على وجه الخصوص، تأخذ البعد الإقليمي والعالمي. وقد قسمت مصادر الغبار والعواصف الرملية كل على حدة، حيث قالت ان مصادر الغبار تمثلت بسبعة مصادر هي «المصادر المحلية، وأهوار العراق والسهل الفيضي للرافدين، والصحراء الغربية للعراق والبادية الشامية، وصحراء الدهناء وتكوين الدبدبة، والمنطقة الإيرانية المحصورة بين جبال زاجروس من الشرق وشط العرب ونهر دجلة من الغرب، والمصادر العالمية (معظمها من الصحراء الإفريقية الكبرى كما أظهرته بعض الصور الفضائية الحديثة)، والمصادر الكونية أو ما يسمى بالغبار الكوني ويمثل نسبة ضئيلة من مجموع الغبار المتساقط». وأما العواصف الغبارية او الرملية لاسيما التي هبت يوم الجمعة الموافق 25 مارس 2011، فقد اكدت الدراسة ان غالبها من الصحراء الغربية للعراق القريبة، مما صعب من مهمة لجان الطوارئ في المنطقة نظرا لقرب المسافة وقصر الزمن وسرعة الرياح الشديدة، في حين أن المصادر المحلية الرئيسة حسب الدراسات التي قام بها معهد الكويت للأبحاث العلمية تندرج تحت ستة مصادر وهي «جزيرتا وربة وبوبيان لما تحويانه من كميات مهولة من رواسب الطمي والغرين، ومسطحات المد والجزر في جون الكويت وخور الصبية والأخوار المتفرقة في الكويت، والخباري الصحراوية ورواسب الطمي والغرين في بعض مجاري الأودية، وخاصة الشمالية الغربية، والسبخات الساحلية والصحراوية، والكثبان الرملية وخاصة الموجودة في نطاق الهويملية- الأطراف حيث أنها تحتوي على نسبة 4 في المئة من الرواسب المفككة من الطين والغرين والرمل الناعم، وأخيراً المساحات الخالية والمهملة قليلة أو منعدمة الغطاء النباتي سواء في المناطق السكنية أو المناطق الصحراوية المكشوفة».عواصف مضاعفةوأضافت الدراسة ان العواصف الغبارية خلال النهار التي تتعرض لها الكويت على سبيل المثال تمثل 25 في المئة من أيام السنة، فإن المعدل الطبيعي للعواصف الغبارية في الكويت هو 26 عاصفة في السنة، وهو معدل يفوق بأضعاف المعدل الطبيعي للعواصف الغبارية في الدول المجاورة، وذلك فإن معدلات الغبار المتساقط على الكويت تحدث خلال هذه الأيام خسائر في الأرواح والممتلكات انعكست بشكل واضح من خلال بيانات الطوارئ في المستشفيات وحوادث الطرق.الأشكال الوصفية للعواصفوعن الأشكال الوصفية للعواصف الغبارية والرملية، قالت الدراسة إن العواصف الغبارية تهب بشكلين أو نمطين «الاول الشكل العريض الذي يكون بعرض واسع أكبر من 200 كم، وهذا الشكل يدل على أن العاصفة ناشئة بفعل رياح متوسطة السرعة تنشط أحيانا، وهذا النمط من الأشكال هو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الصحراء الغربية في العراق وسهل الرافدين، وقد يكون هذا الشكل من العواصف في هذه الأماكن أيضا عائدا إلى الطبيعة الطبوغرافية الواسعة والمفتوحة للمنطقة، مما يحد من سرعات الرياح ويفتح مجالا أوسع لانتشار العاصفة الغبارية، والآخر هو الشكل الطولي المدبب الذي يمتاز بعرض متوسط يقل عن 150 كم، وهذا الشكل يدل على أن العاصفة ناتجة بفعل رياح عالية السرعة، وهذا النمط من الأشكال هو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الأهوار وتكوين الدبدبة في امتدادات وادي الباطن في السعودية وإيران في المنطقة المحصورة بين جبال زاجروس وشط العرب»، مشيرة الى ان هذا النمط من العواصف قد يعزى في هذه الأماكن إلى الطبيعة الطبوغرافية الضيقة للمنطقة التي تحكم مسارات الرياح الطبيعية مما ينعكس على سرعاتها. خواص العواصفولفتت الدراسة الى ان العاصفة الغبارية لها خواص، وهي كالعاصفة الغبارية التي هبت في يوم الجمعة 25 مارس 2011، حيث كانت من النوع العريض بعرض أكثر من 200 كم، وقد امتدت حتى وسط نجد وغطت عدة مدن منها الرياض والمنامة في نفس اليوم ودبي وأبوظبي في اليوم الذي يليه. وكشفت أن التحاليل قد اظهرت تشابها لخواص الغبار المتساقط خلال العاصفة الغبارية بتاريخ 25 مارس 2011 مع الغبار المتساقط في مارس 2010 وهو احتواؤه على نسبة عالية من الكوارتز ( 44 في المئة) والكربونات (41 في المئة)، مما جعله الأعلى عالميا في المساحة السطحية للحبيبات نتيجة وجود التجاويف في حبيبات الكربونات. وقالت «كما أن معدن الفلدسبار والطين يوجدان بكميات معتبرة، في حين أن الغبار في بقية دول العالم يكون الكوارتز هو الأغلب في حين تكون الكربونات بنسب أقل كثيرا»، مشيرة الى ان التوافق الشديد في التركيب المعدني وفي مساحة حبيبات الغبار المتساقط في مناطق متفرقة في الكويت التي تم قياسها عبر جهاز (BET-Surface Area Coulter SA-3100)، وهذا يدل على أن المصادر وإن تعددت إلا أن مساهماتها بكميات الغبار متوافقة في جميع المناطق. وأفادت الدراسة بأن دراسة الخواص الفيزيائية والكيميائية للرواسب الغبارية عبر المجهر الإلكتروني (SEM) والتصنيف الحجمي للرواسب عبر (Laser Granulometer Analyser) أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك هذا التوافق الشديد في جميع شهور السنة، فرواسب الغبار يغلب عليها الغرين بنسبة 61 في المئة، والرمل بنسبة 37 في المئة، في حين أن الطين أو الطمي يمثل النسبة المتبقية (2 في المئة)، فرغم أن حبيبات الطين التي لا يتجاوز قطرها 2 ميكرومتر لا تمثل إلا 2 في المئة من الوزن الكلي للغبار المتساقط، فإنها أكثر المسببات للمشاكل الصحية، لقدرتها على الدخول إلى الشعيبات الهوائية للجهاز التنفسي للكائن الحي (إنسان-حيوان). وذكرت الدراسة أنه من الجدير بالذكر أن الغبار المتساقط على جزيرتي وربة وبوبيان والصبية على وجه الخصوص يمتاز بميزات فريدة في التكوين النسيجي والمعدني بالمقارنة مع رواسب الغبار في مناطق الكويت الأخرى، حيث يحوي الغبار أكثر من 25 في المئة من حبيبات الطين الدقيقة ويحتوي على كربونات كالسيوم أكثر.فوائد العواصف وكشفت الدراسة انه كما للعواصف الرملية والغبارية مضار على الإنسان والحيوان، فإن لها كذلك فوائد كغيرها من الرياح، فهي تلعب دوراً مهماً في نقل حبوب اللقاح وتساهم في تلقيح كثير من النباتات المختلفة، ومن فوائدها أيضا أنها تحجب أشعة الشمس عن المناطق التي تغطيها تلك العواصف، ما يؤدي إلى خفض درجات الحرارة في تلك المناطق، إضافة إلى قدرتها على حمل المغذيات كالحديد إلى عرض البحار والمحيطات وإسقاطها في البيئة البحرية، لتكون عاملاً مهماً لازدهار الطحالب البحرية المهمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد لاحظ Mackie) 2010) زيادات مهولة في كميات البلانكتونات النباتية في كوينزلاند-استراليا مباشرة بعد العاصفة الغبارية التي مرت بها المنطقة في أكتوبر 2002.النشاط الإشعاعيوأكدت الدراسة أنه تم تحديد النشاط الإشعاعي النوعي للنظائر (بيريليوم 7، والرصاص 210، والبوتاسيوم 40) ذات المنشأ الطبيعي، إضافة إلى نظير السيزيوم 137 ذي المنشأ الصناعي في غبار العاصفة، وتبين أن تركيز تلك النظائر يقع ضمن القيم المقاسة لتلك الفترة من السنة في الكويت، ولا تتسبب في جرعات إشعاعية تؤدي إلى مخاطر صحية، كما أنها أكدت كذلك قيم تلك المعدلات في كون أن المصدر الرئيسي لتلك النظائر هو من المناطق الجنوبية الغربية للعراق، حيث اتجاه الرياح وقت العاصفة (شمالي- غربي). ونبهت الدراسة إلى أن حسابات معدلات التدفق الشهري لتلك النظائر دلت كذلك على أنها منسجمة مع وسطي القيم المحسوبة لعام 2010، باستثناء معدل السقط الجوي من العوالق الكلية (TSP)، حيث تجاوزت القيمة أربعة أضعاف القيم المحسوبة لعام 2010، مشيرة إلى انه يذكر أن لهذه القيم المرتفعة تأثيرا على الصحة يتمثل في زيادة تواتر وخطورة أمراض الجهاز التنفسي وإشاعة أمراض الربو Asthma. وتابعت «بينت النتائج التحليلية للنسبة النظيرية بيريليوم/ رصاص (والتي تشير إلى سرعة وعظم امتزاج أو خلط الكتل الهوائية العالية والمنخفضة للغلاف الجوي) أنها منخفضة في غبار العاصفة مقارنة بالمعدل الوسطي لعام 2010 في الكويت، حيث تجاوز الفرق الخمسة أضعاف، وهذا طبيعي لمثل هذه الظواهر».جمال إبراهيم لـ الجريدة•: نمر بموسم الغبار و«البوارح»... ويجب الإكثار من شرب المياه الفاترةالغبار سيترسب تدريجياً مساء اليوم لينقطع تماماً في الغدقال خبير الأرصاد الجوية جمال ابراهيم إن الموسم الذي يمر بالبلاد حالياً هو موسم الغبار ورياح البوارح، والذي عادة ما يكون بين شهري يونيو ويوليو من كل عام، وتكون فيه الرياح شمالية غربية، وفي بعض الأوقات تكون شرقية تأتي بالحر والغبار والجفاف. وأضاف إبراهيم في تصريح لـ«الجريدة» أنه خلال اليومين الماضيين وصلت سرعة الرياح إلى 65 كم في الساعة، لكن الغبار سيترسب تدريجيا من اليوم السبت، حيث تقل سرعته إلى ما بين 20 و45 كم في الساعة، ليكون الغد خالياً تماما من الغبار، مشيرا إلى أن درجات الحرارة ستكون اقل من الأيام العادية، حيث تصل الصغرى الى 32 درجة، بينما تصل العظمى الى 47 درجة، أما الغد فسيكون يوماً صيفياً حاراً وجافاً وفيه بعض الرطوبة. وأكد أن درجات الحرارة سترتفع تدريجياً لتصل الى درجاتها المعتادة غدا، كما تصل نسبة الرطوبة في الظهيرة الى 30 في المئة، بينما تكون في الأيام الصيفية العادية بعدها بنسبة %1. ونبه إلى ثلاثة عوامل مهمة تأتي في يونيو ويوليو من كل عام، وهي «ارتفاع الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح الحارة»، والتي تؤدي إلى تنشيف المياه الموجودة في الجسم، ما يستلزم الإكثار من تناول السوائل، خصوصاً المياه الفاترة، ليستعيد الجسم النسبة المائية التي يجب توافرها فيه. وحذر من تقليل شرب المياه لما يؤدي إلى جفاف أجزء الجسم كالكلية وباقي الأجزاء، مما يلحق بجسم الإنسان الأضرار الكبيرة، منبها إلى خطورة التعرض لاشعة الشمس، وأنه يجب الابتعاد عن الأشعة المباشرة، والتي تؤدي الى امور حية كثيرة في جسم الإنسان. وفيما يتعلق بصيام رمضان، قال ابراهيم ان «على الصائمين الذين ليس لديهم اعمال عدم الخروج في النهار والبقاء في الظل، مع الإكثار من تناول المياه والسوائل ليلاً»، مبيناً أن «للصيام فوائده لجسم الانسان، ويجب الا تفوته تلك الفوائد العظيمة». وفيما يتعلق برواد البحر، حذر ابراهيم من ركوب البحر خلال اليومين الحاليين، نظراً إلى الهواء العالي وارتفاع سرعة الرياح، موضحاً أن عليهم متابعة الارصاد الجوية قبل ركوب البحر، مع اتباع وسائل السلامة تحسبا لمواجهة اي مخاطر محتملة.«الكهرباء»: استنفار تام للسيطرة على الحرارة وعواصف الغبارالمخزون المائي آمن ونسبة الإنتاج تفوق معدل الاستهلاك اليوميتعيش وزارة الكهرباء والماء اليوم حالة الترقب العظمى والاستنفار التام، نظراً إلى ارتفاع درجة الحرارة وسرعة رياح الغبار بالتزامن مع الاجازة الاسبوعية وارتفاع نسبة الاستهلاك الكهربائي وزيادة الاحمال على الشبكة الكهربائية العامة في الدولة. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" إن الوزارة أوعزت إلى جميع مراكز الطوارئ الخارجية الاستعداد الكامل للتعامل مع جميع اجزاء الشبكة في البلاد، وشد مئزر الحزم في التعامل مع اية حالة تصل اليهم من خلال غرفة عمليات طوارئ الوزارة، لحل أي مشكلات قد تطرأ على الشبكة خلال هذا الوقت الذي تشتد فيه الحرارة. ولفتت المصادر الى ان الوزارة تتحسب لتزامن الاجازة الاسبوعية مع توقع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد خلال الموسم الصيفي، ما يدعو الى ارتفاع استهلاك الطاقة وزيادة الاحمال على الشبكة خلال وقت الذروة، وهو من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة 3 ظهراً، الأمر الذي يدعوها إلى أخذ كل الحيطة والحذر في التعامل مع شبكة الكهرباء خلال هذا الوقت. وكشفت أن الوزارة خلال الاسبوع الماضي كانت تجهز لهذا اليوم استباقاً لأي حدث قد يطرأ على الشبكة، مشيرة الى انها جهزت محولات خارجية متنقلة وآليات كهربائية لإسعاف اية وحدة كهربائية تخرج من الشبكة خلال هذا الوقت، وذلك لضمان سير العملية الكهربائية من دون اية اخطار او انقطاعات كهربائية عن السكان، مبينة أن الوزارة لن ترتاح حتى تمضي هذه المرحلة العصيبة بأمان. وفي ما يتعلق بالاستهلاك المائي والمخزون الاستراتيجي، قالت المصادر إن المخزون المائي في الدولة آمن، لاسيما أن نسبة الانتاج تفوق نسبة الاستهلاك، حيث تبلغ عملية الانتاج 427.390 مليون غالون امبراطوري، بينما تكون نسبة الاستهلاك 391.928 مليون غالون امبراطوري، في حين تكون كل نسبة المخزون الاستراتيجي 2468.683 مليون غالون امبراطوري يومياً. ولذا أكدت المصادر أن العملية المائية آمنة ولا مخاوف منها، بينما المخاوف فقط من الكهرباء.طرق التعامل مع العواصف الرملية والغباريةشرحت دراسة الهيئة العامة للبيئة بالتفصيل كيفية التعامل مع العواصف الرملية والغبارية من خلال التقليل من هبوب العواصف الغبارية والرملية، وذلك من خلال مكافحة أسباب هذه العواصف، وفي مقدمتها مكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي، الذي يسهم بشكل كبير في تثبيت التربة ومنع انجرافها مع الرياح، ويكون ذلك من خلال السيطرة على المراعي الطبيعية وتنظيمها وإطلاق حملات شعبية ورسمية لغرض إيجاد حزام أخضر حول المصادر الرئيسة للغبار في المنطقة وتوفير الشتلات والمزروعات لغرسها بشكل نظامي وعمودي على اتجاه الرياح السائدة في المنطقة. وقالت الدراسة إن «هذا الحزام الأخضر المطلوب لابد أن يرافقه تشجيع لعمليات التخضير داخل المدن، وذلك بزراعة المساحات الخالية والمهملة، لضمان عدم إثارة الغبار والأتربة فيها، حيث تبين أن أكثر من 30 في المئة حبيبات مترسبة في المدن يأتي بشكل رئيسي من هذه المساحات حسب دراسة (Al-Dousari et al., 2007)، التي أثبتت علمياً أيضاً أن الأحزمة الخضراء قللت كمية رواسب الغبار بنسبة 26 في المئة من خلال رصد شهري لمدة سنة، عبر مقارنة كميات الغبار المتساقط في مصائد الغبار التي وضعت قبل وبعد الأحزمة الخضراء للمقارنة، بل أكدت أن كميات الغبار المتساقط انخفض بمقدار 50 في المئة جنوب منطقة تنتشر فيها المزارع كمدينة الجهراء بالمقارنة مع كميات الغبار في شمالها، أي في اتجاه الرياح السائدة (شمال- شمال غرب)، فضلا عن أن عمليات التخضير تساعد في تلطيف أجواء المدينة وإيجاد متنزهات يرتادها الناس لقضاء أوقات الراحة والاسترخاء، وهناك تجارب عالمية في مجال زراعة المناطق الصحراوية، من أجل تثبيت التربة وتحسين المناخ، وقد لجأت بعض الدول المجاورة لفكرة الاستمطار (السعودية والإمارات) بغرض تثبيت التربة من خلال إعادة تأهيل النباتات الصحراوية. وأشارت إلى أن لإيجاد المحميات الطبيعية في اتجاه الرياح السائدة بالنسبة إلى المدن والتجمعات السكانية كبير الأثر في تقليل كميات الغبار المتصاعد، فعلى سبيل المثال لا الحصر سجلت محمية صباح الأحمد أقل المعدلات في كميات الغبار المتصاعد مقارنة بالنتائج المحلية والإقليمية والعالمية، كما أن منطقة المطلاع شمال الجهراء كمثال آخر منطقة خالية من أي غطاء نباتي وصنفت حسب الباحثين كمنطقة شديدة التدهور، مما جعلها مصدرا رئيسيا للغبار، وبالأخص على شمال مدينة الجهراء. ونبهت إلى أن من التوصيات المهمة تشجيع وتطبيق الزراعة الملحية في مسطحات المد والجزر، بالإضافة إلى السبخات لما تمثله من مصادر رئيسية للغبار.وقفة جادةألمحت الدراسة إلى أن مثل هذه الحملات تحتاج إلى وقفة جادة لحلها من خلال دعم مالي وثقافي وإعلامي واجتماعي كبير لنجاحها، وكذلك تتطلب حضوراً ميدانياً فاعلاً للمسؤولين والقائمين عليها، لتعكس انطباعاً جاداً ورغبة صادقة منهم في خدمة الأرض والإنسان معاً.