ربيع الكويت في خطر

نشر في 07-04-2012
آخر تحديث 07-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد خلف الجنفاوي منذ نشأة الكويت وهي واحة ذات ربيع خاص وفريد في محيط قاحل، ورغم أنها عانت أعاصير وصعوبات كثيرة كان أخطرها الغزو العراقي، فإنها انفردت بثقافة الحوار والانفتاح على العالم بشعب وأسرة حاكمة حازت ثقة المواطنين بحب وتقدير، لينطلق الإنسان الكويتي في مجالات الريادة والتفرد في ظل حرية يؤطرها عقد اجتماعي ألا وهو الدستور الذي كتبه أعضاء مؤسسون منتخبون من قبل الشعب.

كل هذا حصل في أوائل القرن الماضي، فالكويت ليست بحاجة إلى ربيع، فهي تعيش ربيعها الخاص، وكل ما هي بأمس الحاجة إليه الآن هو عقليات متفتحة ومتطورة قادرة على مواجهة تحديات عصر متشابك لن يكون البقاء فيه إلا لأصحاب الإرادة الصلبة والإدارة الناجحة القادرين على العبور في بحر متلاطم من الأزمات المحيطة عبر تبنيهم سياسات تعمل على ربط المصالح، وتعزيز الاستثمار، وتعديل المناهج التعليمية، والعمل على تعزيز ثقافة المواطنة وتغليب لغة الحوار والتسامح مع الآخر.

الأمم الواثقة لا تخشى شيئاً... وكما قيل "الإنسان عدو ما يجهل"، فما يجري من حولنا من أحداث يكمن سببها الرئيسي في غياب لغة الحوار في بلدان تملك كل الموارد إلا لغة الحوار والتسامح.

أما ما يحدث في بلدان محيطة ونسميه اصطلاحاً تغييرات في النخب الحاكمة، فهو يعكس رغبة الشعوب في الحصول على حق الاختيار والمشاركة في السلطة والمال العام، وهذا ما اختارته الكويت طريقاً ومنهجاً منذ القرن الماضي.

كل ما علينا من مواطنين رجالاً ونساءً في تلك المرحلة أن نغلِّب خيارات "كويت المستقبل"؛ كويت المركز المالي، والميناء الأكبر في الشرق الأوسط، والمدن الجامعية، ومراكز البحث العلمي، والمدن الطبية، والمدن الرياضية، ومنابر الفن والثقافة، أي كويت النهضة والرقي والتميز، وأن ننأى عن خيارات القبلية والطائفية وبيع الوطن في الطرقات.

«السفينة آمنة على الشاطئ... لكنها لم تصنع من أجل ذلك»

-- الروائي باولو كويلو.

back to top