رئيس «الضباط المصريين المتقاعدين» لـ الجريدة•: مبارك وراء خسائر المروحيات في حرب أكتوبر

نشر في 12-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-10-2012 | 00:01
No Image Caption
الرئيس السابق منع تكريم الطيارين المصريين الذين حاربوا على الجبهة السورية

كشف اللواء المصري طيار فكري الجندي رئيس الجمعية المصرية لرعاية الضباط المتقاعدين، وقائد السرب الجوي الخامس عشر مقاتلات قاذفة من الجبهة السورية في حرب أكتوبر 1973، أن الرئيس السابق حسني مبارك تسبب في خسائر كبيرة لمروحيات الجيش المصري بعد إلغاء ضربة جوية ثانية كانت مقررة ضمن خطة الحرب التي تم تعديلها. وأشار في حوار مع «الجريدة» إلى أن مبارك قلّل من حجم المشاركة السورية في الحرب، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• مبارك لم يكن يستحق لقب صاحب أول ضربة جوية في حرب أكتوبر، هذه العبارة ترددت بعد ثورة يناير فما رأيك؟

- قائد القوات الجوية (مبارك وقتذاك) يدير الأعمال القتالية من المركز الرئيسي لقيادة القوات الجوية أو المركز الرئيسي لقيادة القوات المسلحة، وتُنسب كل أعمال القتال لإدارته، وعندما يُقال إن مبارك قائد الضربة الجوية فتلك حقيقة، لكن هناك خطأ فظيعا وقع فيه يتعلق بالضربة الثانية.

• هل كانت هناك ضربة جوية ثانية في الحرب؟

- نعم، كان مُخططاً لضربة ثانية لكن أُلغيت، بحجة أن الأولى حققت أهدافها، وللأسف كانت هناك عمليات "إبرار جوي" لقوات الصاعقة، أي يتمّ نقل هذه القوات على متن طائرات مروحية وكان المفترض أن تتم في ظل وجود تغطية من الطائرات التي ستقوم بالضربة الجوية الثانية التي ألغيت. وبالتالي، تمّ "الإبرار" دون حماية جوية فاستغل العدو هذا الخطأ وتصدت مقاتلاته لمروحياتنا فأوقعت بها خسائر كبيرة، لذا كان على مبارك أن يُوقف عملية الإبرار لعدم توافر الحماية، وأن يُبدي رأيه في ذلك طالما تم تعديل الخطة، لكن أظنه خشي ألا يعجب هذا القرار الرئيس السادات.

• كيف كان حجم مشاركة سربكم الجوي في الحرب؟

- شاركت في الحرب من الجبهة السورية، وكنت قائد السرب الخامس عشر مقاتلات قاذفة المتمركز بقاعدة "المَزة" الجوية بجنوب دمشق، واشتبكنا بطائراتنا "ميغ 17" بإمكاناتها المحدودة مع طائرات الفانتوم الإسرائيلية المتطورة، وتمكنت من إسقاط طائرة للعدو وأصبت أخرى، وكل هذا مُسجل بالصور في فيلم الطائرة، ومنحني الرئيس حافظ الأسد وسام الشرف العسكري برتبة فارس، كما منح باقي الطيارين وسام الاستحقاق والوسام العسكري، وللأسف لم نكرم في مصر.

• وما سبب عدم تكريم القوات الجوية المصرية لكم؟

- حينما عدنا إلى القاهرة، طلب مني مبارك زيارته في مكتبه بمبنى قيادة القوات الجوية ودار بيننا نقاش اكتشفت خلاله أنه يقلل من حجم مشاركة السوريين في الحرب، قال لي: "أخبار السوريين إيه؟". قلت: "الحمدلله"، وقد نسيت أن أحد زملائي حذرني من ذكر سيرة السوريين بالخير أمام مبارك، وحين سألني مبارك: "السوريين حاربوا؟"، قلت: "حاربوا يا فندم"، فقال: "طب لما حاربوا مضربوش ليه رماد ديفيد (قاعدة جوية إسرائيلية)؟". فكان ردي المباشر: "يا فندم والله سيادتك فكرتني باللواء ناجي جميل – قائد القوات الجوية السورية – حينما سألني نفس السؤال: يا فكري ليش ما ضربتوا حاتسور وحاتسريم (قاعدتين جويتين إسرائيليتين)؟ فقاطعني مبارك منزعجاً: "ماكنوش في الخطة"، فقلت له: "ناجي جميل قال إنهم في الخطة"، فغضب وقال بانفعال: "ماتروحش سورية تاني وارجع السرب القديم بتاعك في الصالحية"، وحينما وجدت الأجواء تكهربت هكذا ولا يوجد تفاهم بيننا استأذنت منه وانصرفت. وعلمت أنه لن يتم تكريمي، وأنه حرمني من نجمة سيناء.

• كيف عرفت ذلك؟

- علمت أن مبارك أمر اللواء فاروق سلامة (رئيس شؤون الضباط وقتذاك) بشطب اسمي وأسماء كل الطيارين في السرب التابع لي من التقييم الذي بناء عليه نمنح التكريمات، حيث كان مقرراً حصولي على نجمة سيناء. وأذكر أن الضابط سيف الإسلام سعد ممن كانوا معي في معركة الفانتوم وأصيب خلالها ووضع اسمه في مقبرة الشهداء بسورية، وعلمت بعد ذلك بالمصادفة أنه لم يستشهد فذهبت به إلى مبارك ليحصل على تكريم باعتباره من أبطال الحرب، لأنه مصاب عمليات حربية، إلا أن مبارك غضب مجدداً، وقال: "بتجيب سيرة السوريين تاني؟"، وأثناء انصرافي من مكتبه نادى على جمال عبدالعزيز وقال له: "إديله ساعة رادو"، هكذا كرم أحد أبطال أكتوبر بساعة يد.

back to top