ساحة الإرادة والعقول!!

نشر في 01-09-2012
آخر تحديث 01-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر عندما دعت "نهج" إلى التجمع في ساحة الإرادة في تاريخ 27-8 الماضي فكرت كثيراً وكثيراً، وهذه كانت حال العديد من أبناء الكويت وبناتها، هناك من اتفق مع الذهاب إلى "الإرادة" وهناك من أنهكه نواب الأغلبية، ومن لم يرضَ بأدائهم على الرغم من ضيق الوقت الذي عملت به هذه الأغلبية، وهي أول أغلبية نيابية معارضة في تاريخ الكويت. والدعوة لم تكن لدعم نواب الأغلبية بل لرفض العبث الحكومي بتغيير الدوائر وسحب القرار الشعبي في هذا الشأن، وبعد تفكير طويل مع نفسي وجدت أن مجلس 2008 كان ذا أغلبية حكومية، والحكومة رضيت بها وارتاحت بالعمل مع الأغلبية الموالية لها، ولم تكن هذه الأغلبية تقبل أن يتم استجواب رئيس الوزراء، ومع ذلك لم تقل الحكومة إن مجلس 2008 غير دستوري، ولم تفكر بهذا الأمر، ولا تطلق حتى إشاعة بهذا الشأن!  وعندما جاء مجلس 2009 وكان للحكومة أغلبية أيضاً موالية لهم، وكان بإمكان الحكومة تمرير ما تريد من قوانين ومشاريع، ومع ذلك لم يستخدموا هذه الأغلبية في تعديل الدوائر إن كانت جادة في قناعتها بأن الدوائر الخمس غير دستورية! ولم تفكر إطلاقا بإحالتها إلى المحكمة الدستورية. ومجلس 2009 استمر سنوات دون حل أو إشاعة حتى من الحكومة أنه غير دستوري لأنه بنظام "الخمس"، ولكن عندما تحرك الشارع الكويتي وامتلأت ساحة الإرادة عن بكرة أبيها بالمواطنين الغاضبين تم إسقاط الحكومة والمجلس، وحتى بعد إسقاط الحكومة ومجلس 2009 وحله لم نسمع عن أن "الدوائر الخمس" غير دستورية أو فيها شبهة!! ولم نسمع الخبراء الدستوريين والمحامين والجيش الجرار الموالي للحكومة يتكلم عن هذا الأمر إطلاقا. وعندما جاءت أغلبية غير موالية للحكومة، تضم أفكارا وتيارات وتوجهات سياسية مغيرة للحكومة، وتجمع 70 في المئة من نواب المجلس، تغير الأمر وأصبح فيه شبهة دستورية والعديد من الأقاويل في هذا الجانب.  وباعتقادي أن الدائرة الواحدة هي الحل إن أرادت الحكومة حل هذه القضية! لذلك ذهبت إلى "الإرادة" وكان بعض الخطاب السياسي جميلا وبعضه كريها وذا نفس طائفي وعرقي بغيض! سعدت جداً بكلام الأستاذة سارة الدريس ممثلة الحركة الديمقراطية المدنية "حدم"، حيث كان ممتازاً ويعبر عن طموحات الشباب، وكذلك كلام النائب عبدالرحمن العنجري كان صريحاً جداً جداً، وكان خطاب النائب الفاضل مبارك الوعلان فيه جانب جيد وآخر سلبي، حيث كان هناك نفس طائفي وعرقي في الخطاب وهذا الأمر نرفضه جميعا، فلا فرق بين أي مواطن كويتي كان ذا أصول عربية أو فارسية، والجميع سواسية تحت مظلة الكويت، نحترم الوعلان وأتمنى أن يتجاوز هذا الخطأ. وفي السابق كان البعض يتهم جمهور "الإرادة" بالانقياد للنواب، فرأينا غياب الجمهور وقلة عدد الحضور، وذلك لأنهم راقبوا أداء الأغلبية ولم يكونوا بقدر الطموح، ولم يعد مقبولا لديهم الوعود، فأثبتت الجموع أنها مثقفة وواعية، وهذا إنذار وتنبيه للأغلبية إن لم تكونوا على قدر طموح وآمال الشعب الكويتي فالإقصاء مصيركم.
back to top