مصر: تحذيرات من عمليات إرهابية وشيكة في سيناء

نشر في 16-10-2012 | 00:53
آخر تحديث 16-10-2012 | 00:53
• تأهب في صفوف القوات المصرية والإسرائيلية • مرسي: لن نسمح لأحد بأن يتعدى علينا أو ينال منا

تواترت أنباء عن إمكانية قيام جماعات جهادية تكفيرية بعمليات إرهابية في سيناء، والانطلاق منها لمهاجمة إسرائيل، في وقت عاد التوتر وعدم الاستقرار إلى سيناء من جديد أمس، على خلفية عمليات قطع الطرق الدولية واختطاف ضابط.
كشفت مصادر جهادية لـ»الجريدة» أمس أن سيناء باتت على وشك عملية نوعية كبيرة تعد لها التنظيمات الجهادية، انتقاما لمقتل زعيم التيارات السلفية الجهادية في قطاع غزة قائد جماعة التوحيد والجهاد هشام السعيدني، الملقب بـ»أبي الوليد المقدسي»، الذي قتلته إسرائيل السبت الماضي.

وتوقعت المصادر أن تكون المواجهة المقبلة مسألة «حياة أو موت» بالنسبة للجماعات السلفية الجهادية، نظرا لاستهداف عدد من قادتها خلال الأشهر القليلة الماضية، مؤكدة أن التنظيمات الجهادية تعد لعملية نوعية متعددة المراحل أشبه بـ»غزوات» تنظيم القاعدة.

وذكرت ان سيناء ستكون إحدى ساحات الانتقام لموقعها المهم، واستغلال الحالة الأمنية المتردية لاختراق الحدود وتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي، متوقعة أن تشهد الأيام المقبلة اختطاف سائحين إسرائيليين من جنوب سيناء، وحدوث اختراق أو أكثر للحدود المصرية - الإسرائيلية.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن «الأجهزة الأمنية بشمال سيناء تلقت تحذيرات باعتزام الجماعات الجهادية والتكفيرية في شبه الجزيرة تنفيذ عمليات كبيرة ضد المقار الأمنية المصرية باستخدام سيارات مفخخة»، كما أبرزت الصحف والمواقع الإسرائيلية أنباء عن رفع حالة التأهب بين القوات المصرية والإسرائيلية، تحسبا لتهديدات جماعات جهادية تكفيرية في شبه جزيرة سيناء بتنفيذ هجمات ضد أفراد الأمن المصريين وهجمات أخرى على إسرائيل، ردا على قيام إسرائيل باغتيال الشيخ السعيدني.

اجتماع مغلق

في المقابل، عقدت القيادات الأمنية السيادية العامة والحربية اجتماعا مغلقا أمس، في مدينة العريش بشكل طارئ، للوقوف على المستجدات الأمنية والتهديدات الجهادية الأخيرة، وقال مصدر مطلع لـ»الجريدة» إن حالة الاستنفار أعلنت من جانب عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، تحسبا لحدوث أي عمليات من جانب الجهاديين.

في السياق، حضر الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس تدريبا عمليا لاقتحام وعبور قناة السويس، نفذته عناصر من الجيش المصري، في إطار الخطة السنوية للتدريب ضمن احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ39 لانتصارات أكتوبر.

وقال مرسي، في كلمته عقب انتهاء العملية: «إننا لن نسمح لأحد بأن يتعدى علينا، أو ينال منا، كما أننا لا نتعدى على أحد»، مؤكدا أن «القوات المسلحة على أعلى درجة من درجات الاستعداد للدفاع عن الوطن والأرض والشعب».

لكن مراقبين اعتبروها رسالة عن استعداد النظام المصري للدخول في جولة جديدة ضد الجماعات الجهادية في سيناء، خصوصا بعد تصريحات قائد الجيش الثاني الميداني المصري اللواء أركان حرب أحمد وصفي، مساء أمس الأول، الذي أكد أن «العملية سيناء»، التي أطلقتها القوات المسلحة في أعقاب مقتل 16 مجندا على يد جهاديين مطلع أغسطس الماضي، سارية وفقا لمخطط القوات المسلحة، لمكافحة البؤر والعناصر الإجرامية بسيناء دون الإضرار بالأهالي.

توتر

ميدانيا، شهدت سيناء أمس حالة من التوتر الأمني في أعقاب قيام مسلحين مجهولين بالاستيلاء على سيارة تابعة للقوات المسلحة بقوة السلاح مساء أمس الأول، بالقرب من مدينة العريش الساحلية.

وقال مصدر أمني مسؤول لـ«الجريدة»: «إن عددا من المسلحين المجهولين قاموا بإيقاف سيارة تابعة للقوات المسلحة تحت تهديد السلاح أثناء سيرها بمنطقة جسر الوادي بمدينة العريش، ثم استولوا على السيارة بعد إنزال السائق والضابط الذي يستقلها، وفروا هاربين»، مضيفا انه «تم اختطاف الضابط وهو برتبة عقيد تابع لسلاح المهندسين والمجند، إلا أن الأجهزة المعنية تتكتم الأمر».

كذلك، شهدت شبه الجزيرة أمس قيام أهالي المسجونين من بدو سيناء بقطع طريق العريش - بغداد، المؤدي إلى وسط سيناء، للمطالبة بالإفراج عن ذويهم، كما قام البدو بقطع العريش – رفح الدولي في أعقاب اختطاف طالبة.

وقال أحد شيوخ القبائل في سيناء لـ»الجريدة»: «لو لم يتم الإفراج عن أبنائنا في السجون فسيتم عمل جيش حر لمواجهة الدولة والإفراج عنهم بالقوة»، وأضاف الشيخ، الذي رفض ذكر اسمه: «الوضع الأمني غير مستقر وينذر بحدوث المزيد من حالة الانفلات».

back to top