تهديد برلسكوني لمونتي يثير القلق في الأسواق

نشر في 30-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 30-10-2012 | 00:01
يسلط تهديد رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني بإسقاط الحكومة الايطالية الاضواء على الانقسامات العميقة في حزبه المنتمي الى يمين الوسط قبل انتخابات العام المقبل، ويهدد بإثارة القلق في الأسواق التي ترى في رئيس الوزراء ماريو مونتي المنقذ لايطاليا.

ووجه برلسكوني هذا التهديد غير المتوقع يوم السبت، في وقت كان لايزال فيه يستشيط غضبا، بسبب ادانته قبل 24 ساعة بتهمة التهرب من الضرائب، والحكم عليه بعقوبة السجن مدة أربع سنوات، لن يضطر إلى تنفيذها قبل استنفاد جميع الطعون.

وهاجم برلسكوني، في مؤتمر صحافي دعا اليه على عجل، القضاة الذين أدانوه، واصفا اياهم بأنهم جزء من طبقة من "طغاة" اليساريين، وهو اتهام لاذع كان قد وجهه كثيرا من قبل، لكنه ركز بعد ذلك على سياسات رئيس الوزراء ماريو مونتي الاقتصادية.

استمرار الركود

وتابع: "يجب ان نعترف بحقيقة ان مبادرة هذه الحكومة هي استمرار الركود المتزايد في اقتصادنا. سنقرر بالتعاون مع شركائي في غضون الايام القليلة القادمة ما اذا كان من الافضل سحب الثقة في هذه الحكومة على الفور أو تركها في ظل الانتخابات المقررة".

وقبل ذلك بثلاثة أيام فقط، عندما أعلن انه لن يترشح لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة في ابريل، قال برلسكوني إن حكومة مونتي "فعلت الكثير" وتسير "عموما" في الاتجاه الصحيح.

وتحظى حكومة مونتي من التكنوقراط غير المنتخبين بتأييد يسار الوسط ويمين الوسط والوسط، وستفقد الحكومة الاغلبية، ويتعين عليها ان تستقيل اذا سحب الكثير من حزب شعب الحرية، الذي ينتمي اليه برلسكوني، تأييدهم لها.

واثارت إمكانية انهيار الحكومة قبل الانتخابات، المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، الذعر بين المعلقين الماليين والسياسيين الذين يشعرون بالقلق من رد فعل السوق.

وقال ستيفانو فولي رئيس تحرير "ايل سول 24 اوري"، ابرز صحيفة اقتصادية في ايطاليا، "ستكون الأضرار هائلة... أضرار في ما يتعلق بعصب السياسة والقلق الدولي وتهديدات لقانون الاستقرار (الميزانية السنوية) وضعف الثقة بشكل عام".

زيادة الضرائب

ومضى مونتي قدما في زيادات مؤلمة للضرائب وخفض الانفاق واصلاح نظام التقاعد لخفض الدين العام الذي بلغ 126 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وفقا لصندوق النقد الدولي.

وارتفع معدل البطالة في ايطاليا الى 10.7 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ بدء تسجيل المعدلات الشهرية في عام 2004، ودخلت نقابات العمال في صراعات مع الشركات بشأن عمليات الاغلاق وتسريح العمال.

وقال رئيس شركة سبيرو سوفرين استراتيجي في لندن نيكولاس سبيرو: "تطل المخاطر السياسية الايطالية بوجهها القبيح مرة أخرى"، مضيفا "يعلم برلسكوني أنه لا يستطيع العودة إلى الواجهة السياسية، لذلك فانه بدلا من ذلك يستغل بشكل انتهازي عدم الاستقرار السياسي المزمن في ايطاليا والأكثر إزعاجا سياسات إدارة الأزمات التي تقودها المانيا في منطقة اليورو، في محاولة لتعزيز الشعبية المتراجعة لحزب يمين الوسط الذي ينتمي اليه".

وأضاف سبيرو: "هذه أسابيع حاسمة لمنطقة اليورو، ويمكن الا تتحمل ايطاليا المزيد من عدم اليقين السياسي، في وقت تسعى فيه لاظهار ان الوضع فيها افضل من المشاكل في اسبانيا".

وهاجم برلسكوني (76 عاما) مونتي، متهما اياه بالركوع امام ما أسماه "هيمنة" ألمانية في القضايا الاقتصادية الأوروبية.

(رويترز)

back to top