عصر الشركات اليابانية انتهى لمصلحة عمالقة صناعة الإنترنت الأميركية
الـ «آي باد» شل قدرة «سوني» على التفكير
ما الذي حدث؟ في الولايات المتحدة عززت الاستثمارات في تقنية الإنترنت الناشئة الشركات حديثة العهد مثل غوغل وفيسبوك وحولتها إلى عمالقة في هذا الميدان، كما اتخذت شركات مثل ابل وآي بي ام خطوات جريئة من أجل ايجاد أسواق جديدة، ومايكروسوفت في خضم القيام بالخطوة ذاتها.صدق أو لا تصدق ان أحداً ما كتب ذات مرة تلك الكلمات المثيرة للريبة عن الشركات اليابانية، وكان ذلك قبل عقدين من الزمن فقط عندما كان تصور الناس -خطأ- أن اليابان سوف تلتهم الاقتصاد الأميركي. وقد وجدت تلك الريبة في بلاد الشمس المشرقة في مجموعة من الكتب الرديئة، والسبب الوحيد الذي دفعني الى تذكرها الآن هو رغبتي في قياس علامة قوة الابتكار التي بلغتها شركات الالكترونيات اليابانية العملاقة -وإن بصورة قصيرة- قبل أن تتهاوى من جديد... وبقوة. وكانت هناك فترات قبعت فيها في الظل شركات مثل أبل وآي بي ام ومايكروسوفت في ظل شركات الكترونيات يابانية عملاقة مثل باناسونيك وسوني وشارب ونينتندو، غير أن تلك الفترة انتهت الآن. ما الذي حدث؟ في الولايات المتحدة عززت الاستثمارات في تقنية الإنترنت الناشئة الشركات حديثة العهد مثل غوغل وفيسبوك وحولتها إلى عمالقة في هذا الميدان، كما اتخذت شركات مثل ابل وآي بي ام خطوات جريئة من أجل ايجاد أسواق جديدة، ومايكروسوفت في خضم القيام بالخطوة ذاتها. ولم تكن السياسة التجارية الأميركية هي التي كبحت المد الياباني، بل بروز الإنترنت بصورة عامة والشبكة العنكبوتية بصورة خاصة في شركات تلك الشبكة في اليابان التي لم تفهم حقاً الشبكة العنكبوتية مهما حاولت. وكانت تلك الشركات تتبع الشبكة العنكبوتية، غير أنها لم تظهر للحظة واحدة قدرة على نقلها إلى ميدان جديد، وهو الجانب الذي تتمحور حوله كل أنشطة الشبكة العنكبوتية. وهكذا وبينما كان هناك البعض من أفضل الكتب مبيعاً، التي كانت تحاول التحذير من صعود الشركات اليابانية، كانت هناك قلة فقط شرحت أين وقع الخطأ. حدث انهيار سوق الأسهم اليابانية، وقد أعقب ذلك مرور عقدين من الانكماش ثم توجه الشركات اليابانية نحو التمسك -بعناد– بالممارسات التي أفضت إلى صعودها ومنها التوافق مع البيروقراطية الحكومية، والشعور بأن الشركة تعرف بشكل أفضل من المستهلك ما هو الأفضل. وقد ازدهرت شركات الإلكترونيات اليابانية في الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي نتيجة خليط من الجودة العالية والسعر المنخفض. كما أن المستهلك المحلي في اليابان ساعد على دعم الأسعار المتدنية للسلع الإلكترونية في الخارج. ولكن بمجرد انهيار فقاعة الأسهم اليابانية عمدت بعد سنوات قليلة فقط شركات مثل سوني وباناسونيك الى خفض ميزانيات البحث والتطوير التي كانت تمثل شريان الحياة بالنسبة اليها. هل ثمة فقاعة تقنية؟ وهكذا عطل جهاز آي باد سوني ووكمان كآلة لعب محتمة محمولة، كما تنازلت نينتندو وسيغا عن هيمنتهما إلى الكترونيك آرتس وأكتيفيشن، ثم الى زينغا وروبيو، وتم استبدال أجهزة الستيريو والتلفاز التي تحمل اسم سوني وباناسونيك بماركات مغمورة مثل فيزيو وسونوس وروكيو. ويمكن قياس الضرر الحاصل في أسهم تلك الشركات الإلكترونية العملاقة عبر تذكر أن "سوني" كانت ذات مرة أرقى الماركات في عالم الكترونيات المستهلكين، وقد فقدت 72 في المئة من قيمتها خلال السنوات الخمس الماضية، كما فقدت شركة شارب 76 من قيمتها وباناسونيك 66 في المئة ونينتندو 60 في المئة. أما اوليمبوس فقد حققت أداء أفضل بشكل نسبي، رغم أنها ابتليت بفضيحة مالية كانت الأسوأ منذ إنرون. كما يمكن تفسير الضرر في الأسواق التي كانت تلك الشركات المهيمنة تركز عليها ثم تفادتها. وأجهزة التلفاز التي كانت الأساس الذي تعتمد عليه شركات الإلكترونيات اليابانية العملاقة قد أصبحت أجهزة اضافية وشاشات التركيز للأفلام وبرمجة التلفاز أصبحت تتدفق عبر شبكة الإنترنت، وغدا المستهلك قانعاً بمشاهدة لعبة كرة على حاسوب الحضن، أو متابعة أحد الأفلام على هاتفه وهو في المطار. * مجلة فورتشن