الفنانون ومخرجو الكليبات... علاقة يتحكّم بها التميّز
يهتم نجوم الغناء بتصوير أغنيات منفردة أو من ألبوماتهم الجديدة كنوع من التسويق لها، منهم من يفضل أن تخرج أغنيته في شكل فيلم قصير، ومنهم من يحبذ أن يقدم في كل كليب شكلاً غريباً ومختلفاً كي لا يشعر الجمهور بالملل.
في الأحوال كافة، يبدو أن الابتكار هو العامل الذي يميز بين الكليب الناجح والكليب الهابط، كون المنافسة كبيرة وتتطلب مميزات واجب توافرها في الكليب، كي يستمر وسط هذا الكم الهائل الذي يهبط علينا على مدار ساعات الليل والنهار. كيف يختار المغنون المخرجين الذين يتعاونون معهم؟ وهل يؤيدون التغيير والتنويع أم يفضلون الاعتماد على مخرج واحد؟ هل يفرضون شروطاً معينة على المخرج أم يتركون الأمر لخياله ورؤيته؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الجريدة» على مجموعة من النجوم وحصدت الأجوبة التالية.
في الأحوال كافة، يبدو أن الابتكار هو العامل الذي يميز بين الكليب الناجح والكليب الهابط، كون المنافسة كبيرة وتتطلب مميزات واجب توافرها في الكليب، كي يستمر وسط هذا الكم الهائل الذي يهبط علينا على مدار ساعات الليل والنهار. كيف يختار المغنون المخرجين الذين يتعاونون معهم؟ وهل يؤيدون التغيير والتنويع أم يفضلون الاعتماد على مخرج واحد؟ هل يفرضون شروطاً معينة على المخرج أم يتركون الأمر لخياله ورؤيته؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الجريدة» على مجموعة من النجوم وحصدت الأجوبة التالية.
الفكرة هي الأهم
أحمد عبد المحسنحمود ناصر«التنويع بين المخرجين أمر مهم للغاية كون المطرب يحتاج دائماً إلى فكرة جديدة في كليباته تختلف عن سابقتها»، يقول المطرب والملحن حمود ناصر الذي يتعاون مع مجموعة من المخرجين، لافتاً إلى أن المخرج يحتاج بدوره إلى تقديم أفكاره إلى أكثر من فنان. يضيف: «ثمة فنانون نجحوا، عبر تعاونهم مع أكثر من مخرج، في التنويع في الأفكار التي اختلفت من كليب إلى آخر، وهو أمر يحتاج إليه المشاهد أيضاً لأن ما يجذبه هو التميز والتجديد في الفكرة المطروحة وهذا يعتمد على ذكاء المخرج».ويرى ناصر أن تكرار التعاون مع المخرج ذاته له فوائده، «إذ يحاول الفنان إطالة فترة النجاح مع المخرج الذي قدم له أفكاراً جديدة خدمته وخدمت الأغنية، ما يعزز التواصل والتفاهم بين الطرفين، وبالتالي يفيد الفنان كون هذا التعاون بمثابة استمرار لنجاح سابق. شخصياً، لا أرى مانعاً من التعاون مع المخرج نفسه في حال استمرار النجاح، خصوصاً أن ثمة مخرجين قادرون على الاستمرار في هذا النجاح بحرفية من كليب إلى آخر». علي كمال«يشكل تكرار العمل مع مخرج واحد خطراً على الأغنية الكويتية، فمن خلال مشاهدتي للكليبات ألاحظ أن معظم المخرجين يحاولون تقليد كليبات سابقة»، يقول المطرب والملحن علي كمال، مضيفاً أن الأمور باتت تقاس وفق القدرة المادية، فإذا كان المخرج يطلب مبلغاً ضئيلاً لتصوير أغنية يتهافت الفنانون الشباب عليه، لذا يكرر الأفكار نفسها في أكثر من كليب.في المقابل، يلاحظ كمال أن ثمة مخرجين يطلبون مبالغ مالية باهظة، رغم أن إخراج الكليب لا يتطلب جهداً يستحق هذا المبلغ، لذا باتت الأمور صعبة على الشباب لأن المبالغ كبيرة ولا يمكن توفيرها.يوضح كمال أن التنويع مهمّ ليظهر الفنان بإطلالة جديدة. من هنا بات من الضروري البحث عن مخرجين يملكون أفكاراً مختلفة، ويتابع: «لنكن أكثر صراحة، التنويع مسألة يهتم بها الغرب وليست متوافرة لدينا. نحن نقلد أفكاراً من كليبات أجنبية وهو أمر واضح للجميع، ذلك أن الكليبات الحالية هي مجرد نسخ ولصق من أفكار أجنبية».أحمد حسين«لا أجد مانعاً في اختيار مخرج معين لتصوير أكثر من كليب، إنما الأهم الفكرة التي يطرحها»، يقول نجم «ستار أكادمي» الفنان أحمد حسين، مشيراً إلى أن الفنان قد ينسج فكرة في مخيلته ويطرحها على المخرج، عندها يتمّ التوافق والنجاح إذا كانت جديدة وعلى مستوى عالٍ من الدقة. يضيف: «بالنسبة إلي، لا يهمّني من هو المخرج الذي سأتعامل معه بل مدى توافق أفكاري مع أفكاره».يرى أن التنويع لا يضرّ، لأن التعامل مع مخرج واحد أو أكثر لا يكون بأهمية الفكرة نفسها كونها الأساس والمحرك الرئيس للكليب، «لكل مخرج أفكار تختلف عن غيره ولا مانع لدي من العمل مع المخرج نفسه أو التعاون مع أكثر من مخرج، فالمتميزون على الساحة كثر ويحاول الجميع خدمة الأغنية الكويتية بأفكاره الجميلة». يوضح أن المطربين الحاليين يبحثون عن التميز والنجاح من خلال التعاون مع من يساهم في تطوير مستوى الفنان سواء كان ملحناً أو كاتباً أو حتى مخرجاً، «فالمخرج هو مرآه أغنية الفنان أمام الجمهور»، حسب تعبيره.تنويع وتجددبيروت - ربيع عوادديانا حداد«من الضروري أن يتعاون الفنان مع أكثر من مخرج، ما يضفي تنويعاً على الكليبات»، تؤكد ديانا حداد التي تعاونت أخيراً وللمرة الأولى مع المخرج جاد شويري، وأعربت عن سعادتها بتجربتها معه، مشيرة إلى أن كليب أغنية «قلب وفي» من كلمات فارس إسكندر (تتعاون معه للمرة الأولى أيضاً) وألحان سليم سلامة حقق نقلة نوعية لها، وأن أعمال شويري الناجحة شجعتها على التعاون معه.تضيف أن شويري قادر على إعطائها صورة محترمة وإطلالة جميلة وليست جريئة فحسب، وأنه يعلم الحد الأقصى الذي يمكنه الذهاب إليه معها والإطلالة التي يخرجها بها إلى الجمهور.توضح أن لكل مخرج روحه الخاصة وفكره وخياله، بالتالي من الضروري أن ينوّع الفنان في التعاون مع المخرجين، ما ينعكس إيجاباً على أعماله، وتقول: «أحياناً ينسجم الفنان مع مخرج معين، وهذا ليس خطأ ولكن التنويع من وقت إلى آخر في مكانه».رامي عياش«استمتعت بالتعاون مع المخرجة انجي الجمال التي أثبتت تميزها على الساحة الإخراجية، وحققت نجاحات في فترة قياسية»، يوضح رامي عياش معبراً عن تقديره لها وواصفاً إياها بأنها متواضعة وتتمتع بموهبة فذة.يضيف أن الكليب أحد العوامل المهمة التي تدعم الأغنية وتساهم في انتشارها، لذا على الفنان التدقيق في أصغر التفاصيل ليكون الكليب متكاملا. ملحم زين«أرتاح في التعامل مع المخرج فادي حداد لأنه يعرف شخصيتي وهو صديق مقرّب ويدرك ماذا أريد ويقدمني بشكل متجدد دائماً»، يقول ملحم زين معتبراً في حديث له أنه في ظلّ تشابه الكليبات في الفترة الأخيرة بين قصص الحب الروتينية والرقص وما الى ذلك، يبتكر حداد أفكاراً مميزة ومختلفة، «خصوصاً أنه معروف بجنونه» حسب تعبير زين.بدوره يؤكّد فادي حداد أن الصدق في التعامل بين الفنان والمخرج هو سر استمرارية التعاون بينهما، واصفاً زين بأنه يتمتع بأخلاق عالية ومشيداً بقدراته التمثلية التي تتجلى بشكل واضح في أدائه للمشاهد.مادلين مطر«لا مشكلة لدي في التعاون مع أي مخرج شرط أن يبتكر لي فكرة جديدة لا تشبه أعمالي السابقة»، تؤكد مادلين مطر معربة عن رضاها عن الكليبات التي أطلت بها على المشاهدين، إذ يشكل كل واحد منها نقلة نوعية لها، تقول: «تعاونت مع مخرجين مختلفين، وبصراحة استمتعت بهذه التجارب إذ أظهرني كل مخرج من زاوية معينة ومختلفة».ليلى اسكندر«أتعامل مع المخرجة ليال راجحة لأنها تعرف كيف تظهر مشاعري وقدراتي»، تؤكد ليلى اسكندر موضحة أنها تهوى الجنون في شخصية المخرج وأن يكون متجدداً وبعيداً عن التقليد والابتذال، تضيف: «أثبتت ليال تميزها في عالم الإخراج، إضافة إلى أنها امرأة وصديقتي وتعرف تفاصيل حياتي وأهوائي ومزاجي، لذا جاء كليب «الغبي» مثلا بسيطاً وجميلاً وبعيداً عن المبالغة والفلسفة ويشبهني إلى حدّ كبير».عن الجرأة في الكليبات تقول: «أؤيد الجرأة شرط ألا تتعدى حدود الأنوثة وتتحول إلى وقاحة. ظهرت في كليب «الغبي» امرأة متحررة من قيود الرجل لا أكثر».إبهار وابتكارالقاهرة – هند موسىتوضح مي سليم أنها تحدد المخرج الذي تتعاون معه وفق القصة التي يقترحها للكليب الذي ستصوّره، مؤكدة أنها تتعاون مع أي مخرج قادر على تقديم كليب بشكل لائق وجذاب، يخترق قلب الجمهور لا أن يكون مجرد عرض غنائي.تضيف: «أحرص على تقديم كليب في شكل قصة قصيرة يتفاعل معها المشاهد، إلى جانب اعتماد المخرج تقنية الإبهار، فتكون الأغنية ذات مضمون متميز وخلفية جميلة ساحرة بعيداً عن أفكار مستنسخة ومكررة».تكشف سليم أنها قد يكون لديها تخيل معين لأغنية ستصوّرها فتقترحه على المخرج الذي يطوره في أكثر من فكرة ويختاران الأفضل بينها، لافتة إلى أنها تفضل التنويع والتغيير بين المخرجين لتجديد كليباتها وعدم تشابهها.غزارة إنتاجتشترط الفنانة الشابة ساندي أن يكون المخرج الذي تتعامل معه مشهوراً ولديه رصيد من الكليبات التي تشاهدها أولاً، ثم تقرر ما إذا كانت ستتعاون معه أم لا، وترفض الاعتماد على مخرجين يخوضون تجربة إخراج الكليب للمرة الأولى لأنهم قد يسيئون إلى صورة الكليب النهائية.كذلك تركز ساندي على أن يهتم المخرج بجودة الكليب وشكله المختلف، لذا تتعاون مع مخرجين أجانب «لأن لهم رؤية مختلفة عن رؤيتنا كعرب، ويهتمون بالصورة إلى حد كبير»، أيضاً تركز على تضافر عناصر التصوير من إضاءة وكادرات وكاميرات مناسبة تعطي صورة ذات جودة عالية.تضيف أن الجمهور يهوى هذه الكليبات ويقبل على مشاهدتها على مواقع الإنترنت، مشيرة إلى أنها تفضل التعامل مع المخرج الأميركي ديفيد زين بعدما أخرج لها كليبات واكتشفت أنه مجتهد في عمله إلى حدّ كبير.في السياق نفسه، تشيد ساندي بمخرجين عرب تتمنى العمل معهم من بينهم: ليلى كنعان لرؤيتها المختلفة، كارولين ونادين لبكي لتقديمهما كليبات ذات قصص رائعة مع نانسي عجرم وغيرها من نجمات، شريف صبري الذي تربع على عرش الأغنية المصورة منذ التسعينيات حتى بداية الألفية الثانية محققاً نجاحات عظيمة، وسعيد الماروق الذي يتميز بطريقة جيدة في العمل.تشير ساندي إلى أنها تعاملت مع مجموعة من المخرجين، ما ساعدها في اكتشاف عوامل نجاح الكليب، أبرزها اعتماده على قصة لها حبكة ونهاية، لذا تختار المخرج القادر على صناعة فيلم قصير، وليس مجرد عرض فيديو يشبه الإعلان، فيشاهده الجمهور مرة واحدة من دون اندماج. من هنا تشدد على أن يكون الكليب فيلماً قصيراً مثل أغنية «قطر الحياة» لأحمد مكي التي لا تملّ من مشاهدتها.فكر مختلفتفضل شاهيناز التنوع في تعاملها مع المخرجين، ولا تشترط أن يكونوا مشهورين، لذا غالبية كليباتها مع مخرجين كانوا غير معروفين وقت عرضها أمثال محمد جمعة وشادي عبد العليم وأسامة رؤوف، مؤكدة أن ما يعنيها في المخرج امتلاكه فكراً مختلفاً واختيار فريق عمل متكافئ في قدراته يهتم بأدق التفاصيل في الكليب.بدورها ترى بشرى أن لديها كماً معقولا من الكليبات؛ فقد شاركت في كليب جماعي بعنوان «لو كنّا بنحبها» وقدمت أغنية «مكانك» وأغنيات أخرى، لذا تحرص على التميز والاختلاف عبر اختيار مخرج له فكر ورؤية ذكية يجذبان انتباه المشاهد، مثلما حدث في أغنية «أمان أمان» التي صورتها في الصيف، إذ اقترحت على المخرج أن تكون ألوان الكليب مبهجة لتلائم توقيت عرضها، «وقد أبدى الجمهور استغرابه لأن الكليب اختلف عن كل ما سبق أن قدمته، وكسر الشكل التقليدي الذي عرفني الجمهور به، لكنه لم يتخطَّ حاجز المألوف، هنا عرفت أن التغيير مطلوب في الشكل وفريق العمل، وبدأت اختيار مخرجين يتعاونون معي حسب طريقة تفكيرهم، كي لا أكرر نفسي في الكليبات».فيلم قصيرتوضح آمال ماهر أن من يشاهد كليباتها يدرك شروط تعاونها مع المخرجين، موضحة: «أحب نوعية المخرجين الذين يجعلون من الكليب فيلماً قصيراً، فيجد المشاهد قصة وحبكة ونهاية ينفعل معها على أن يكون ذلك ملائماً للأغنية المرافقة له، مثل كليب «إيه بينك وبينها» والكليب الأخير «رايح بيا فين» الذي تعاونت فيه مع المخرج شريف صبري».تضيف: «يتمتع صبري بطريقة تفكير قريبة من تفكيري، فنسج قصة واختار موقع تصوير مناسباً في اسطنبول، واجتهدنا في التحضيرات والبروفات، وتمت الاستعانة بعارضين ليظهروا في الكليب، فنجح وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة».أما محمد حماقي وشيرين عبد الوهاب فيفضلان التعاون مع مخرجين يبتكرون أفكاراً جريئة وشابة ومتجددة، كذلك استخدام الكاميرا وتحديد كادرات مميزة تعبر عن مضمون الأغاني بشكل بسيط وجذاب.في المقابل، لا يمانع محمد نور من تكرار العمل مع المخرج نفسه، خصوصاً إذا لاقى الكليب الذي أخرجه له إعجاب الجمهور، مستشهداً بصديقه المخرج محمد جمعة الذي أخرج له أغنيات ناجحة من بينها: «الموضوع وما فيه، عادي، طوّل غيابك»، معللا ذلك بتركيزه على الإبهار الذي يجذب المشاهد، وقدرته على استيعاب فريق العمل خلال التصوير، واستعانة فنانين وفنانات به في تصوير أغنياتهم.