عذراً خذلناكم!

نشر في 08-12-2012
آخر تحديث 08-12-2012 | 00:01
 أحمد أنور بشارة    عذراً "أبو الدستور" خذلناك، عذراً سمو الأمير خذلناك، عذراً لرجالات الكويت الذين صنعوا لنا التاريخ ونحن من عجز عن المحافظة عليه. عذراً... عبدالعزيز الصقر، سامي المنيس، محمد الرشيد، أحمد الربعي، جاسم القطامي، رحمكم الله، فما قدمتموه أكبر من أن نحافظ عليه... خذلناكم ومن قبلكم خذلنا الكويت.

خذلناكم... عندما تحولنا من مجتمع مترابط إلى مجتمع هش تقوده الطائفية والقبلية والفئوية، ويتيح لأي حدث طارئ أو أي شخص سفيه أن يقسمنا إلى خصوم وفرقاء نتبادل الاتهامات والشتائم ويخوِّن بعضنا بعضاً دون تقديم أي حلول، بدلاً من أن نكون شركاء نقف صفاً واحداً ويداً بيد لبناء هذا الوطن بدلاً من هدمه!

خذلناكم... عندما أوجدنا مجالس متعاقبة فشلت عن التشريع والرقابة والإنجاز، فانقسمت بين موالاة ومعارضة؛ موالاة للحكومة يستميتون في الدفاع عنها ودعمها رغم أخطائها التي لا تغتفر لمصالحهم وملء أرصدتهم، ونكاية في المعارضة لا لهدف إصلاح أو تعمير إنما للهدم والتدمير. وتحولت فيها المعارضة من معارضة من أجل الإصلاح والحفاظ على مكتسبات الشعب إلى غوغاء وإثارة المشاكل والفتن وشق الوحدة الوطنية من أجل مكتسبات شخصية بعيدة كل البعد عن الإصلاح وحماية الدستور، بل وحاولوا أيضاً سرقة وتشويه تاريخكم الحافل بما لا يمكنهم أن يصلوا إليه عندما شبهوا حراكهم بحراككم، وتجمعاتهم بتجمعاتكم، حتى "دواوين الاثنين" حاولوا تشويهها، وزعموا أن ما أسموه "تجمعات الاثنين" امتداداً لها.

خذلناكم... عندما آمنا بحكومات غير رشيدة متلاحقة ضعيفة فشلت في إدارة البلد، وشلت تنميتها، وغاب عنها الإنجاز، وأدخلتنا في دوامات وأنفاق مظلمة بتخبطها وعدم مبالاتها، وتركها لما ننتظره منها نحن كشعب والتفاتها إلى نواب الابتزاز ليبتزوها من أجل تنفيذ مصالحهم، كي تواري (الحكومة) ضعفها واستسلامها وتخاذلها باستخدام أنصاف الحلول بدلاً من الحلول الجذرية.

نقولها وبكل أسف خذلناكم، وسنستمر في خذلانكم إذا لم نتدارك أخطاءنا ونعود إلى طريق الصواب الذي يتطلب من الجميع الإسراع بالتحرك باتجاهه، فمازلنا نملك الأمل والنوايا الصادقة التي يمكنها أن تعبر بنا جميعا إلى بر الأمان.

back to top