حرب وزارة التربية على البدون

نشر في 22-09-2012
آخر تحديث 22-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر من بين مشاكل «البدون» في محافظة الأحمدي، تحول أغلب المدارس الخاصة من أهلية إلى نموذجية وبتكاليف عالية جداً عليهم ولا يتحمل الصندوق الخيري هذه التكاليف، وأغلب هذه المدارس تحولت بالأوراق، ولكن كمبان وطواقم تعليمية لم تتغير ولا أعرف ما هي المعايير السهلة التي تحول مدرسة من أهلية إلى نموذجية بين ليلة وضحاها؟

نعم هي حرب ووأد لأطفال "البدون" دون رحمة أو شفقة من قبل وزارة التربية ومن خلفها وأمامها الجهاز المركزي لـ"البدون"، وبينما نفرح بافتتاح وزارة التربية لبعض المدارس الجديدة وبعض الفصول الذكية واستخدام التقنيات الحديثة وإدخال نظام البصمة في دخول الطلبة وخروجهم، وبعد أن فرحنا بقبول أهلنا أهل سورية في المدارس لدينا، نأتي ونحن في القرن الحادي والعشرين لنرى منع وزارة التربية لأطفال "البدون" من التسجيل في المدارس.

والسبب الكارثي والحقيقي في حياة كل "البدون" هو الجهاز المركزي الذي يعمل على تدميرهم، وقد قام هذا الجهاز بمنع الآلاف منهم من تجديد البطاقات وأيضاً تأخر ومنع الآلاف من استخراج شهادات ميلاد لأطفالهم.

بعض المدارس يشترط وجود شهادة ميلاد وبعضها بلاغ ولادة، ولكن جميع المدارس تشترط وجود بطاقة أمنية لـ"البدون" سارية المفعول، والجهاز المركزي عطّل إصدار عشرات الآلاف من هذه البطاقات بحجة القيود الأمنية "الوهمية".

ومن مشاكل "البدون" في محافظة الأحمدي، تحول أغلب المدارس الخاصة من أهلية إلى نموذجية وبتكاليف عالية جداً عليهم ولا يتحمل الصندوق الخيري هذه التكاليف، وأغلب هذه المدارس تحولت بالأوراق، ولكن كمبان وطواقم تعليمية لم تتغير ولا أعرف ما هي المعايير السهلة التي تحول مدرسة من أهلية إلى نموذجية بين ليلة وضحاها؟!

ولم يكتفوا بذلك بل استمروا في حربهم ضد طموحات "البدون" الذين يدرسون بالخارج وبالتحديد في مصر، حيث يرفض المكتب الثقافي طلبات إفادة الطلبة "البدون" بتبعيتهم للكويت موجهة إلى إدارة الوافدين المصرية لاستخراج الموافقة الأمنية لطلبة الماجستير والدكتوراه، ويترتب عليها رفض إدارة الوافدين المصرية تسجيل الطلبة "البدون" الجدد بإيعاز من المكتب الثقافي، وأيضا ترفض إدارة الوافدين المصرية التحويل بين الجامعات للطلبة "البدون" بإيعاز من المكتب الثقافي، ويرفض صرف بطاقة طالب للطلبة "البدون".

وفي كتاب سابق موجه إلى إدارة الوافدين المصرية يقول فيه: "الطلبة البدون ليسوا تحت رعايتنا ولسنا مسؤولين عنهم"، والتعليم العالي الكويتي لا يفتح ملفات للطلبة "البدون" مع العلم أن التعليم العالي يفتح ملفات للطلبة "البدون" أبناء الكويتية فقط، ويتم صرف إعانات مالية لهم، ويرفض المكتب الثقافي التصديق على الشهادة بعد التخرج بحجة عدم فتح ملف.

وأما تعيين عدد بسيط من "البدون" كمعلمين- علما أن هناك أعداداً كبيرة مستوفية للشروط- ما هو إلا لـ"ذر الرماد في العيون" وإيهام الشارع بكذبة توظيف "البدون"، وقرار تعيينهم على حسب تعليمات الخدمة المدنية سيمنع عنهم بدلات مالية وإدارية من أهمها الأعمال الممتازة وكادر المعلمين إلى جانب رواتب الإجازة الصيفية.

هي حرب، وكل عاقل يتفحص ما يعانيه "البدون" فقط فيما ذكرته سلبقا سيتأكد أنها حرب لا مبرر لها إطلاقا!

back to top