الغش في الميزان جريمة أهلكت أمة

نشر في 02-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2012 | 00:01
قال تقرير للاتحاد العربي لجمعيات حماية المستهلك إن 90 في المئة من المستهلكين العرب يتعرضون لخداع في الموازين خلال تسوقهم وأن الباعة لا يراعون حق المشتري في الحصول على كامل حقه في وزن السلعة التي يشتريها.

د.سعدالدين الهلالي (أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر) علق على هذا التقرير بقوله: إن الله تعالى حمى المستهلك المسلم من شر البائع الظالم الذي يغشه في الميزان حيث يقول تعالى: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ» (المطففين:1-6)، والويل: هو العذاب والخسارة توعد الله بهِ المطففين، ثم بين من هم المطففون، فقال: «الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ» إذا كان لهم حقوق على الناس أخذوها وافية لا ينقص منها شيء وإذا كان للناس عليهم حقوق فإنهم ينقصونها ويبخسونها ولا يعطونهم حقوقهم كاملة سواءً كان هذا في الكيل أو الوزن أو كان في غير ذلك من سائر المعاملات، والله جل وعلا أمر بإيفاء المكاييل والموازين «وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً» (الإسراء:35)، وقد أهلك الله أمةً من الأمم بسبب نقص المكاييل وهم قوم شعيب فإن الله أهلكهم بتطفيف المكاييل والموازين وعاقبهم عقوبة شديدة بسبب ذلك مع شركهم بالله عز وجل وهذا مذكور في أكثر من موضع من القرآن الكريم لنعتبر بهِ ونتعظ بهِ والله جل وعلا قال لنا: «وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ* فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ* وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ» (الرحمن:10-12)، وقال قبلها سبحانه: «وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ* أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ» (الرحمن:7-9)، فنهى عن الأمرين، نهى عن الزيادة إذا أخذت من الناس شيئاً واستوفيته فلا تأخذ أكثر مما تستحق، وإذا أوفيت الناس فلا تنقصهم بل أعطهم حقهم كاملاً فكما أنك لا ترضى أن ينقصوا حقك فكيف تنقصهم حقوقهم «وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ» (الرحمن:9)، يعني لا تنقصوه ولا تبخسوه، ثم توعد من يبخسون المكاييل والموازين بأنهم سيجازون يوم القيامة، «أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ» (المطففين:4).

والإسلام طالب الدولة بحماية المستهلك من غبن المطففين في الموازين فتطبيق الشريعة التي تحرم الغش، وتشكيل خطٍ دفاعي لمنع أي تدمير أو عقاب رباني ينتج عن التلاعب بالكيل والدين الإسلامي أمر بالعدل والاستقامة وأمر بتشديد العقوبة الذين يغشون في الموازين.

back to top