العلاجات الطبيعية للالتهابات... بديل عن الأدوية

نشر في 19-04-2012 | 00:02
آخر تحديث 19-04-2012 | 00:02
ثمة أدوية شهيرة جدًا لعلاج الالتهابات تمّ سحبها في السنوات الأخيرة من الأسواق لأنها تشكل خطرًا على من يتناولها. لذلك أقدمت المؤلفة والمعالجة الغذائية كارول سيمونتاتشي على وضع كتاب «العلاجات الطبيعية للالتهابات»، ونشرته «دار الفراشة» في بيروت.

انطلقت مؤلفة كتاب «العلاجات الطبيعية للالتهابات» من مقولة أن أدوية الالتهاب والمسكنات تسكّن الألم فعلاً وتعالج الالتهاب وتشفيه، لكن الثمن الذي يدفعه المريض يمكن أن يكون نوبات قلبية أو جلطات دماغية.

وما أكّد على هذا الأمر الخطير سحب دواء viox من السوق بسبب ارتباطه بتزايد خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية. كذلك حصل مع مسكن الألم Aleve، وأعقب ذلك أنباء مماثلة عن دواء Celebrex.

نار مستعرة

لم يبتهج المرضى الذين يعانون آلاماً مزمنة بهذه الأخبار، لأن هذه الأوجاع يصعب تحملها، والذين أصيبوا بتورم في المفاصل خصوصاً بحاجة إلى حلول سريعة لأن الألم يشتعل كنار مستعرة في داخلهم.

مجال مسكنات الألم ضخم ويتطور بسرعة، ومع تقدم العمر يصبح الإنسان أكثر عرضة للالتهابات. وتتفاوت الإحصاءات حول عدد المصابين بالتهاب المفاصل في الولايات المتحدة، لكن بالنسبة إلى الجمعية الوطنية لالتهاب المفاصل والعضلات والعظام والأمراض الجلدية (المؤسسات الوطنية للصحة)، فإن عدد المصابين يفوق العشرين مليون شخص. وقد يسبب الالتهاب الألم في أي من الأنسجة وليس المفاصل فحسب، ما عدا الدماغ لأنه يحتوي على قليل من مستقبلات الألم، على رغم أنه تم إثبات ارتباط الكثير من أمراض واضطرابات الدماغ، كمرض الزهايمر والتوحد، بالالتهابات. وعندما نستعرض عدد المشاكل الصحية التي تنتج من الالتهاب أو تسببه، وعدد المصابين، نلاحظ أننا نتكلم عن شريحة عظمى من الناس.

أعراض الالتهابات

معظمنا لا يرغب بتناول الأدوية. عندما نقصد الطبيب ويصف لنا الدواء، نتنهد ونسأله: «هل هذا ضروري حقًا؟»، مع علمنا أن الطبيب لم يكن ليصف شيئًا إن لم يكن ضروريًا.

المعضلة هي أن الالتهاب مشكلة خطيرة، فالقتلة الثلاثة الأُوَل في المجتمع الغربي هي أمراض القلب والسرطان والسكري، وكما ورد سابقًا أن الالتهاب هو عامل مسبب لأمراض القلب والسكتة الدماغية. بما أن اضطراب عملية الأيض هو مجموعة من الأعراض التي تتضمن تراكم الدهون في منطقة البطن وأعلى الجسم، وزيادة الكولسترول في الدم مع حدوث خلل في توازن كولسترول الـLDL والـHDL وارتفاع التريغليسيريد، وهذه الأعراض كافة هي مقدمة لمرض السكري، لذا يمكننا أن نستنتج أن الالتهاب منطقيًا مرتبط ببداية أو تطور مرض السكري. ويعتقد الباحثون أن الالتهابات المزمنة قد تكون عاملاً مسببًا في أشكال معينة من السرطان. في الواقع، البحث الذي أضاء في الآونة الأخيرة العلاقة بين تناول دواء Vioxx وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، كان يسعى إلى اكتشاف كيف وإلى مدى قد يكون السرطان ناتجًا من وجود التهابات.

أخبار سارّة

لحسن الحظ، ثمة الكثير من الأخبار السارة. وفقًا لحكومة الولايات المتحدة، نستطيع أن نتجنب تمامًا 80% من المشاكل الصحية بمجرد قيامنا بتغييرات في نمط حياتنا وغذائنا. بعبارة أخرى، يمكننا الحفاظ على صحتنا عن طريق اتخاذ القرارات الصحيحة. هذه حقيقة الالتهاب المجردة، ليس علينا أن نعاني! لا يجب علينا أن نختار بين الألم وأمراص القلب.

يمكننا أن نخفض خطر الإصابة بالالتهاب المزمن وغيره من أمراض قد تهدد حياتنا. في الوقت نفسه، نستطيع أن نختار البقاء أصحاء.

خطوات أربع

هذا الكتاب هو الخطوة الاستباقية للحصول على العافية. الخطوة الأولى لنبقى أصحاء هي معلومات مبنية على العلم الجيد والعمل السريري. إعلامنا الثقافي يبث رسائل محيرة ومتناقضة، لكن ليس هناك داعٍ للارتباك. فالحفاظ على الصحة الجيدة أمر سهل، لكن عليك أن تعتمد على المعلومات الصادقة والصحيحة والمبنية على العلم والمنطق.

أما الخطوة الثانية فتقوم على ما تتسوّقه من طعام، فإن أساس الصحة الجيدة هو اتباع غذاء صحي لا يحرمك من أي مجموعة من المجموعات الغذائية الأساسية أو من متعة الطعام الحسية. يجب أن يكون طعامك لذيذًا وسهل التحضير. وهذا يتطلب الاستغناء عن معظم الأطباق الأميركية التي اعتدنا عليها. إذا كنت قد توقفت عن الطهو، ستحتاج إلى البدء من جديد، لكنك مستعد للقيام بذلك على أي حال، ألست كذلك؟ أنت جاهز للتمتّع بصحة ممتازة!

تتضمن الخطوة الثالثة إعادة التوازن إلى نمط حياتك، فإن الضغط النفسي Stress والمواقف التي تتخذها من ظروف الحياة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة الالتهاب، لذا سنقترح عليك بعض التغييرات في طريقة عيش حياتك ونساعدك على وضع هذه التغييرات موضع التنفيذ.

تكمن الخطوة الرابعة في اتباع برنامج مكملات غذائية من خلال استخدام منتجات، أثبتت الدراسات العلمية واستخدامها التقليدي، فاعليتها في الحد من الالتهاب وشفاء الأنسجة. اقرأ هذا الكتاب وسيكون لك خير دليل عن العلاج الطبيعي بدلاً من الأدوية.

أسئلة وإجابات شائعة عن العلاج الطبيعي

-1 هل العلاجات الطبيعية بفاعلية الأدوية نفسها؟

تعمل الأدوية بشكل مختلف عن العلاجات الطبيعية. فهي غالبًا ما تكون مواد غير طبيعية لها تأثير أكبر من المعتاد على الجسم، سواء أكان هذا التأثير جيدًا أم سيئًا. أما العلاجات الطبيعية مثل الفيتامينات والمعادن فتوفر العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم ليحافظ على بنائه ووظيفته. عندما نستخدم هذه العناصر الغذائية كأداة علاجية، نحن نسعى عموماً إلى إعادة التوازن إلى الجسم الذي، لأسباب وراثية أو غيرها، قد يحتاج إلى واحد أو أكثر من العناصر الغذائية لاستعادة عافيته.

على رغم أن العقاقير قد تعمل بشكل أسرع، إلا أن المغذيات والأدوية العشبية فاعلة للغاية في استعادة توازن الجسم الطبيعي. كذلك فإن استخدام الأدوية غالبًا ما تنتج منه آثار جانبية غير مرغوب فيها. على عكس الأدوية الطبيعية فعند استخدامها بشكل مناسب فإنها نادرًا ما تسبّب آثارًا غير مرغوب فيها، حتى إنها تعمل على مستوى أعمق على صعيد الخلايا والجزيئيات.

بينما استخدام الأدوية قد يكون أحياناً ضروريًا ومناسبًا، إلا أنه ينبغي أن نبدأ في علاج أي حالة مرضية من خلال اتباع نظام غذائي وصحي طبيعي، الأمر الذي قد يقلل من الاعتماد على العلاج بالدواء. هذا هو السبب في أنه من الضروري الحصول على مشورة طبيب متخصّص في الطب التكاملي (holistic) عند الحاجة للعلاج الطبي.

-2 هل أستطيع الاستفادة من العلاج الطبيعي، حتى إن لم أكن أرغب بتغيير نظامي الغذائي؟

نعم، لكن إذا كان النظام الغذائي الخاص بك يحتوي على كثير من الأطعمة التي تشجع الالتهابات مثل اللحوم الحمراء والسكر، فهذا قد يجعلك تستغرق وقتًا أطول لتشعر بتحسن. كذلك، قد لا تحصل على الفوائد الهائلة التي قد تتحقق عندما يتم إقران العلاجات الطبيعية مع اتباع نظام غذائي صحي.

-3 هل عليّ تناول مضادات الالتهاب الطبيعية إلى الأبد؟

بسبب وجود أسباب كثيرة جدًا للالتهاب المزمن، يتفاعل الناس بشكل مختلف مع العلاج. لذا يجب الالتزام بالتغييرات المقترحة في النظام الغذائي وأسلوب الحياة، من ثم تحديد مضاد الالتهاب الطبيعي الذي ترغب في استخدامه. اتبع هذا البروتوكول لبضعة أسابيع حتى يشفى الالتهاب وتزول الأعراض، ثم ابدأ تدريجًا بتخفيض استخدام مضاد الالتهابات مع مراقبة أي تطورات قد تشعر بها. إذا لم تعاود الأعراض الظهور، عندئذ تستطيع الكف عن استخدام مضاد الالتهابات، لكن إذا ظهرت الأعراض مجدداً، عليك استئناف البروتوكول.

back to top