نتنياهو يوسع «عمود السحاب»: 1077 غارة أصابت 1000 هدف

نشر في 19-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 19-11-2012 | 00:01
No Image Caption
مقتل 63 فلسطينياً وإصابة 600 و«القسام» تطلق صاروخين على تل أبيب وتقصف بارجة

تجاهلت إسرائيل المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، معلنة المضي قدماً في توسيع العملية العسكرية «عمود السحاب»، فيما واصلت المقاتلات الإسرائيلية قصفها للقطاع، الذي تلقى أكثر من 1000 غارة أسفرت عن مقتل 53 فلسطينياً و600 جريح.
ضرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجهود تثبيت التهدئة، التي تقودها مصر بدعم إقليمي ودولي، عرض الحائط، إذ أعلن أمس أن الاستعدادات جارية لتوسيع العملية العسكرية «عمود السحاب» ضد قطاع غزة، رافضاً التحدث عن جهود وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو، لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي، إن «الجيش هاجم حتى الآن 1077 هدفا إرهابيا في غزة وهو مستمر في العمل الآن ويوجه ضربات شديدة للأسلحة الموجهة نحو مواطني إسرائيل ومشغليها ومرسليها»، مضيفاً: «ونحن نجبي ثمناً غالياً من حماس والمنظمات الإرهابية والجيش مستعد لتوسيع العملية العسكرية بشكل كبير». وواصلت إسرائيل حشد قواتها البرية ودباباتها على طول الحدود مع غزة أمس مع قصف أهداف للنشطاء في هجمات برية وبحرية على القطاع لليوم الخامس على التوالي رغم إعلان مصر رؤيتها «بعض المؤشرات» لإمكانية التوصل لهدنة.

قتلى وجرحى

وكشف الجيش الإسرائيلي أمس عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح 21 آخرين (بينهم ثلاثة أمس) منذ بدء عملية «عمود السحاب» الأربعاء الماضي.

وقال الجيش انه «من أصل 1077 غارة شنها الطيران على غزة، فإن نحو ألف أصابت أهدافها»، مضيفاً: «في اليوم الأول للعملية شن سلاح الجو 105 غارات وفي اليوم الثاني 270 غارة وفي اليوم الثالث 332 غارة وفي اليوم الرابع 300 غارة وفي اليوم الخامس وحتى الآن 70 غارة».

وقتل طفل فلسطيني رضيع، وأصيب شقيقه، في غارة على مخيم البريج صباح أمس، بعد سلسلة من الغارات العنيفة على أهداف متفرقة، أدت إلى مقتل طفلين شقيقين وإصابة العشرات لترتفع حصيلة القتلى منذ الأربعاء الماضي إلى 63 قتيلاً بينهم 18 طفلا و3 نساء و3 مسنين ونحو 600 جريح.

وركزت الطائرات الإسرائيلية في قصفها خلال فجر أمس على استهداف منازل الناشطين من «كتائب القسام» الذراع المسلحة لحماس و»سرايا القدس» الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي بشكل مباشر ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

كما وسعت إسرائيل من دائرة الاستهداف بغاراتها الجوية المكثفة لتطال مكاتب لمؤسسات إعلامية للمرة الأولى، إذ قصفت الطائرات مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم من أحد الأبراج بغزة الذي يعرف باسم برج الصحافيين لأنه يتخذ مقراً من قبل العديد من وسائل الإعلام ما أدى لإصابة 6 صحافيين فلسطينيين وتدمير بمكاتبهم.

وأعلنت قناة «روسيا اليوم» أمس أن غارة إسرائيلية دمرت الليلة قبل الماضية مكتب قسم القناة الناطق بالعربية في غزة، بدون حدوث إصابات.

رد الفصائل

في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية أمس صاروخين على المركز التجاري في تل أبيب وأسقطتهما درع القبة الحديدية الصاروخية، بينما أطلقت صفارات الإنذار أمس في المدينة لليوم الرابع على التوالي.

وقالت «كتائب القسام» إنها قصفت مدينة (تل الربيع) وهو الاسم الأصلي لتل أبيب قبل احتلالها بصاروخ من طراز (فجر 5) وآخر محلي الصنع من طراز (إم 75)، مؤكدة أن هذا القصف جاء ردا على استهداف المدنيين والمكاتب الصحافية وتدمير البيوت.

واعترف جيش الاحتلال بإطلاق الصاروخين، مشيراً إلى أن أحدهما سقط في مدينة (حولون) جنوب تل أبيب وألحق الضرر بالعديد من السيارات دون وقوع إصابات في الأرواح.

لكن الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري قالت إن 25 صاروخاً أطلقت أمس على مناطق مختلفة في إسرائيل دمر معظمها لكن أحدها طال مبنى سكنياً في مدينة عسقلان وأدى إلى إصابة شخص بجروح طفيفة بينما أصاب آخر آلية ما أدى إلى اشتعالها.

وكشفت «كتائب القسام» عن استهدافها أمس بارجة إسرائيلية في عرض بحر غزة وذلك للمرة الثانية من بدء الهجوم، قائلة: «نعلن عن مفاجأة جديدة ضمن عملية (حجارة السجيل) باستهداف بارجة صهيونية في عرض البحر بخمسة صواريخ من نوع 107».

سياسياً، وبينما حثت رئاسة الحكومة البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون نتنياهو على إنهاء الأزمة، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس إسرائيل من أن شن عملية برية على غزة قد «يكلفها (خسارة) جانباً كبيراً من الدعم الدولي الذي تلقاه»، مضيفا أن مثل هذه العملية «تهدد بتمديد النزاع».

وأكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، في اتصال هاتفي أمس مع الرئيس المصري محمد مرسي، تأييده لجهود مصر للتهدئة «على أساس أن يكون هناك التزامات وضمانات تحول دون تكرار» الهجوم الإسرائيلي.

وقال هنية، في بيان، إن الاتصال تناول الجهود التي تبذلها القاهرة من أجل وقف العدوان وحقن الدماء، لافتاً الى أن الرئيس المصري «عبر عن وقوف بلاده بالكامل مع أهل غزة والقيام بكل ما يلزم من أجل التخفيف من معاناتهم».

بدوره، دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني دول المنطقة إلى إرسال سلاح إلى الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم ومحاربة إسرائيل، معتبراً أن بعض دول المنطقة «ارتكبت خطأ استراتيجياً بافتعالها نزاعاً داخلياً في سورية عبر إرسالها السلاح للمعارضة المسلحة».

وقال لاريجاني: «نتوقع من بعض دول المنطقة أن تغير موقفها وبدلاً من تشجيع النزاع بين جماعتين من المسلمين في سورية، أن ترسل أسلحة للفلسطينيين لمحاربة النظام الصهيوني»، مشيراً ضمناً إلى دول الخليج العربية وتركيا.

(تل أبيب، غزة - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top