درس لـ الأغلبية والأمـة!

نشر في 23-06-2012
آخر تحديث 23-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر لا يمكن أن توصف الأحداث الأخيرة إلا أنها أحداث مثيرة و"خبصة"، كما أن الوضع في الكويت غير طبيعي وخطير، وذلك بأن نخوض الأحكام القضائية سواء المتعلقة بإلغاء مرسوم حل المجلس السابق أو البراءات المتتالية لأفراد "الداخلية" الذين سحلوا واعتدوا على الدكتور عبيد الوسمي، أو البراءة لأفراد "الداخلية" الذين ضربوا الصحافي محمد السندان والذين تسببوا في إرساله للعلاج بالخارج! لكن الأخطر هو الوضع العام في الدولة، حيث أصبح هناك عدد كبير يهاجم القضاء الذي نلوذ جميعنا في حماه، والذي يفترض أن يكون حصننا الحصين ضد أي ظلم يتعرض له أي إنسان من قبل أي طرف كان. من الأمور المثيرة فعلاً في موضوع إلغاء المرسوم القاضي بحل مجلس الأمة السابق تكهنات عميد الصحافة الذي يذكرني بتكهنات السفيرة الأميركية السابقة التي نشرها موقع "ويكليكس"- الذي سرب معلومات ومراسلات بين السفيرة والخارجية الأميركية- وهي التكهنات التي أصبحت، بكل أسف، واقعاً نعيشه الآن، وأشارت فيها إلى أنه واقع مخطط له! في ظل هذه "اللخبطة"، أعتقد أن من الإيجابيات التي بدت أخيراً أن سقف المطالبات الشعبية يرتفع في كل مرة، وهذا أمر مازالت الدول العربية جميعها لم تستوعبه! فأي اعتداء على إرادة الشعوب سيؤدي إلى المزيد من المطالبات الشعبية، في السابق لم نكن نسمع صوتاً ينادي بحكومة شعبية منتخبة، والآن نرى اعتصامات تطالب بذلك بل أصبحت مطلباً من بعض النواب أيضا والقادم أكبر! ويجب أن يعلم المسؤولون أن مستوى الوعي الشعبي مازال بسيطاً لكنه ارتفع عن السابق، ومع ازدياد الوعي سيعود المجلس معارضا أكثر من السابق، وما حدث درس لكنه إيجابي للشعب من أجل أن ينتقي النواب المناسبين مرة أخرى، ولدي أصدقاء وبكل أسف صوتوا لأشخاص سمعتهم سيئة جداً، وكان برنامجهم شتم نواب آخرين وإهانتهم! لكن سبحان الله كشف حقيقتهم حتى للذين صوتوا لهم، وهناك نسبة تغير في الآراء ليست بالقليلة، وستغير تركيبة المجلس القادم بإذن الله! وعلى الأغلبية السابقة المعارضة التي وقفنا معها كلنا ودعمناها، أن ينتظم أداؤها السياسي، وأن يجري انتقاء النواب على نحو جاد، وألا تكرر حالة الشذوذ عن الرأي الجماعي للأغلبية، وألا تعود إلى تكرار نفس السيناريو بإضاعة عمر المجلس بالاستجوابات! نعم الاستجوابات مستحقة لكن نريد إقرار القوانين بأكبر قدر ممكن ومن ثم اعملوا مابدا لكم! هذه المرحلة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الكويت، ونسأل الله أن يحفظ شعب الكويت وأرضها وأسرة الحكم، وأن يوفقهم لما فيه خير وصلاح الوطن الكبير الذي يضمنا جميعاً.
back to top