وإنا لفراقك لمحزونون يا بوسعود

نشر في 20-11-2012 | 00:02
آخر تحديث 20-11-2012 | 00:02
No Image Caption
رثاء إلى روح المغفور له أحمد فيصل الزبن

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". صدق الله العظيم.

رحمك الله رحمة واسعة يا بوسعود وأسكنك فسيح جناته، إن النبتة الطيبة التي غرسها والدانا فينا لم تثمر إلا المحبة والطيبة والتواصل والألفة والتفاني في أداء الواجبات. فها أنت سرت على نفس النهج من الجدية في العمل والمثابرة والإخلاص ومساعدة من يلجأ إليك، لن أذكر أفعالك معنا جميعاً، ولكنني أقول لك حتى أحفادي الصغار يبكون لفراقك؛ لأنك أسعدتهم جميعاً وأدخلت الفرحة إلى قلوبهم وإلى قلوب جميع أفراد العائلة عندما تجمّعنا عندك.

لقد أنهك المرض الخبيث جسدك، ولم يرحمك، ولم يمهلك طويلاً، ومع ذلك بقيت كما أنت متفائلاً وقوياً ومتماسكاً، تدير أمور حياتك حتى وأنت على فراش المرض.

كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا

وحسبُ المنايا أن يَكُنَّ أمانيا

عزائي لك يا سعود، فأنت فعلاً الابن البار، لقد تركت عملك وأسرتك وبقيت ملازماً لوالدك لا تفارقه أبداً حتى وأنت منهك من السهر والتعب، ولكنك لم تكن تريد أن تبتعد عنه لحظة واحدة، وتقول إن ما أفعله هو نقطة في بحر المحبة والمعزّة التي عرفتها منه منذ نشأت، ومهما فعلت لا يمكنني أن أوفيه حقه علي. وأنا سأقول لك كما قال لك أحد أفراد الأسرة الحاكمة وهو يعزيك عندما رآك حزيناً: "لا تطأطئ رأسك يا سعود وارفعه دوماً عالياً، فأنت ابن أحمد فيصل الزبن".

عزائي لك يالغالية يا أم سعود، فأنت نعم الزوجة الوفية التي تركت جميع مباهج الحياة وأمورها وبقيت بقرب زوجها، وكنتِ له نعم الزوجة والأم والأخت والحبيبة والممرضة، أما أنتِ يا بسمة فكنتِ له فعلاً بسمة الحياة ونورها، لم يبخل عليك أو يحرمك أيَّ شيء.

ولك مني يا أخي عبدالعزيز دعوات صادقة بأن يلهمك الله الصبر والسلوان على فراق أخيك ورفيق دربك، فقد أمضيتَ شهوراً طويلة وأنت تبكيه يومياً عند زيارتك له، ولم تتحمل أن تراه يمر بمراحل آلام المرض الأخير، بارك الله لك في فيصل وإخوانه إن شاء الله.

أما أنت يا أخي عادل، فإن الكلمات لتعجز عن وصف ما قمت به نحو بوسعود، إذ لم تفارقه أبداً في لحظاته الأخيرة، رافقته في جميع سفراته العلاجية، وبقيت ملاصقاً لسريره في أيامه الأخيرة تردد شهادة أن الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيِّي. دعائي لك من الأعماق بأن يعوضك الله عن فقدان بوسعود صبراً وثباتاً، وأن يبارك لك في ذريتك عبدالله وإخوانه إن شاء الله.

شكراً لكل مَن وقف معنا في محنتنا، وشكراً لكل من واسانا من الكويت وخارجها، سواء بالحضور أو تلفونياً أو برقياً أو بالرثاء في الصحف.

وأنهي مقالي هذا ببعض الكلمات المعبرة التي قدمها موظفو إدارة الخدمات الأرضية للغالي بوسعود عندما تقدم باستقالته المبررة إلى الخطوط الجوية الكويتية في لوحة زجاجية جميلة:

 لو كان يُهدَى إلى الإنسانِ قيمتُهُ

لكان يُهدَى لكَ الدنيا بما فيها

                               أختك  

عواشة فيصل الزبن

back to top