«باص الحرية» يجوب الضفة الغربية ويشارك الناس حكاياتهم
مؤسسوه استوحوا الفكرة من نضال الأميركيين السود في الستينيات من القرن الماضي
في خطوة يعتبرها المتطوعون فيها ترمي إلى مناصرة حقوق الإنسان الفلسطيني، ومساعدة الناس على التشافي الذاتي من الصدمات، انطلق «باص الحرية» من مخيم جنين، لينهي عروضه في بيت ساحور بمشاركة فلسطينيين وأجانب.
في خطوة يعتبرها المتطوعون فيها ترمي إلى مناصرة حقوق الإنسان الفلسطيني، ومساعدة الناس على التشافي الذاتي من الصدمات، انطلق «باص الحرية» من مخيم جنين، لينهي عروضه في بيت ساحور بمشاركة فلسطينيين وأجانب.
شارك فلسطينيون وأجانب في «باص الحرية»، الذي انطلق من مخيم جنين شمال الضفة الغربية لينهي عروضه في مدينة بيت ساحور، في فكرة مقتبسة عن نضال الاميركيين السود في الستينيات من القرن الماضي، حسبما افاد المنظمون.وقال منسق برنامج باص الحرية بن ريفرز، لوكالة فرانس برس، «لقد جئت الى مسرح الحرية في مخيم جنين كمتطوع قبل عام، واستوحينا فكرة الباص من نضال الاميركيين السود للحقوق المدنية في عام 1960 بالسير في باص الحرية عبر الاراضي الفلسطينية».
وبحسب هذا الناشط الاميركي المتعاطف مع حقوق الفلسطينيين، فإن باص الحرية يرمي الى «مناصرة حقوق الانسان الفلسطيني من جهة، والعمل على مساعدة الناس على التشافي الذاتي من الصدمات، من خلال التحدث عن قصصهم، والتغلب على مشاكلهم ورؤيتها بشكل أوضح».عروض موسيقيةوبدأ باص الحرية رحلته وعروضه في 24 سبتمبر، وانهاها في الاول من اكتوبر، وتخللتها عروض موسيقية وعروض «بلاي باك ثياتر»، أي ان يروي أحد الأشخاص من الجمهور حكايته أمام الناس، ثم يقوم الممثلون على المسرح بإعادة هذه الحكاية بالتمثيل والموسيقى.وتلقى هذا المشروع مساندة من عدد من نشطاء حقوق الانسان ومناهضي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، منهم الاستاذ الجامعي الاميركي ناوم تشومسكي، والكاتبة الاميركية أليس واكر، والاكاديمية والناشطة انجيلا ديفس، والفيلسوفة الاميركية جوديث باتلر، والبروفيسور رشيد الخالدي وغيرهم، وهم يعتبرون سفراء لباص الحرية.وقال المنسق للعروض والفعاليات مع القرى والمدن الفلسطينية جورج رشماوي لوكالة فرانس برس: «هذه هي المرة الاولى التي نقوم فيها بهذا العمل، ولقد عرفنا الاجانب على قرى فلسطينية نائية، وعلى فسيفساء المشاكل في كل منطقة زرناها».واضاف رشماوي: «ذهبنا الى قرية فقوعة في جنين، وهي قرية قضم الجدار (العازل) أراضيها، وهي تعاني نقصا في المياه لان الاسرائيليين يسيطرون على المياه هناك، وفي الوقت الذي تسقى مستوطنة (معاليه غلبوع) المقامة على اراضيها حدائقها برشاشات المياه، يموت سكان القرية من العطش». وتابع: «ما نقوم به هو أن شخصا ما من الجمهور في القرية او المدينة يروي قصته، ويقوم ممثلون من كل انحاء فلسطين بإعادة رواية القصة بالتمثيل والموسيقى».مقاومة الجداروقالت الممثلة حنين طربيه من مدينة سخنين، وهي تعمل ممثلة ضمن الفريق: «لقد تدربنا مدة تسعة اشهر، وزرنا مناطق فلسطينية مختلفة، وكنا نسمع هذه القصص ونعيد تمثيلها»، مضيفة: «عندما كنا في قرية النبي صالح حكى شاب ناشط في مقاومة الجدار عن قصته واعتقاله، وكان قد حرر من السجن في اليوم نفسه، فاعدت تمثيل قصته، وتركت هذه القصص تأثيرا كبيرا في».وصل فريق باص الحرية الى قرية اتوانة النائية جنوب الخليل، التي تتعرض لهجمات متكررة من المستوطنين، وبدأ عروضه فيها ليلا في الهواء الطلق، ومع بداية العرض بدأ المطر الخفيف بالهطول، ثم هبت بعض الرياح، وانقطعت الكهرباء عدة مرات، فتعطلت اجهزة الصوت والاضاءة.ومع ذلك، تحدث عدد من الاجانب المتطوعين في البلدة عن تجاربهم في توثيق هجمات المستوطنين بالتصوير، ومحاولة حماية الاهالي ومساعدتهم للوصول الى اراضيهم، او مساعدة الاطفال للوصول الى مدارسهم دون أن يتعرض لهم المستوطنون.وافتتح الممثلون عرضهم في قرية اتوانة بأغنية «عالمايه عالماية» الفلكلورية، وغنوها مع سقوط المطر، ومن ثم مثلوا قصصا مختلفة تتحدث في معظمها عن هجمات المستوطنين، من قطع الزيتون الى ضرب البيوت بالحجارة.ومسرح الحرية في مخيم جنين الذي انبثق عنه مشروع الباص، اسسه الممثل والمخرج جوليان مئير خميس، وهو ابن قيادي شيوعي عربي من مدينة حيفا وابن لام يهودية قامت ببناء المسرح بأموال جائزة للسلام. وقد هدمه الجيش الاسرائيلي في اجتياحه مخيم جنين.واعاد جوليانو خميس بناء وادارة المسرح عام 2006، وقد دفع حياته ثمنا لمسرح الحرية هذا، اذ اغتيل في ابريل 2011، بعدما رفض اغلاقه. وحتى اليوم لم تعثر الشرطة الاسرائيلية على قاتله.(الخليل - أ ف ب)