د. محمد منيسي: الزنجبيل والقهوة والشاي أصدقاء مائدة رمضان

نشر في 06-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 06-08-2012 | 00:01
يؤكد د. محمد منيسي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد في كلية طب قصر العيني، أن الشعور بالإرهاق والتخمة في شهر رمضان أمر طبيعي، نظراً إلى العادات الغذائية الخاطئة التي حولت الشهر الكريم إلى ساحة حرب تخسر فيها معدتنا صحتها وعافيتها، ما يؤثر سلباً في الصحة العامة.

عن الصيام الصحي وكيفية تجنب العادات الخاطئة في شهر رمضان، كان معه اللقاء التالي.

لماذا يشعر البعض بعدم التركيز والإرهاق في شهر الصوم؟

هي أعراض نفسية أكثر منها جسدية، اعتقاداً منا أن الامتناع عن الطعام طوال ساعات الصيام يؤدي إلى ضعف عام، لكن علمياً ثبت أن الغليكوجين الموجود في الكبد والمسؤول عن مد الجسم بطاقته وقدرته على الحركة يُستهلك بعد 18 ساعة، فلا مشكلة حقيقية مع الصوم الذي لا يتعدى 13 ساعة.

ينتج الإرهاق وعدم التركيز من الإفراط في تناول الطعام، ما يؤدي إلى سحب كميات من الدم الموجه إلى الدماغ، ويعاد توجيهها إلى المعدة لإتمام عملية الهضم، وهو أمر يحدث بعد تناول وجبتي الإفطار والسحور، لا سيما أن كثراً ينامون بعد وجبة السحور مباشرة، لذا تظهر هذه الأعراض صباحاً.

وماذا عن عسر الهضم؟

تكمن المشكلة في الرغبة الجامحة في تناول الطعام بشراهة، ظناً منا أن من الضروري استعادة المفقود أثناء الصيام بتناول مزيد من الطعام في الإفطار، هذا وهم يقع فيه كثيرون، ما يؤدي إلى عسر هضم، خصوصاً أن الشبع يأتي بعد ربع ساعة أو نصف ساعة من تناول الطعام، لذلك لن يشعر الصائم بالشبع وهو على مائدة الطعام وسيظل يأكل حتى يصاب بالتخمة ويشعر بالامتلاء.

هنا تظهر حكمة الحديث النبوي الشريف: «ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك». أضف إلى ذلك أن نظام الجسم يتغير مع بداية الصوم، ما يسبب مشاكل المعدة المعتادة، خصوصاً أن كثراً يعتمدون نوعية أطعمة تؤذي المعدة والجسم ولا تفيدهما.

كيف تؤذي نوعية الأطعمة المعدة؟

تؤثر على أداء المعدة ومدى استفادة الجسم منها، فمثلاً تناول نصف كوب زبيب يساوي نصف كيلو من العنب، لكن الزبيب سيجعلك تشعر بالامتلاء والشبع عكس تناول العنب، وتناول 250 غراماً من اللحم الأحمر المقلي يعادل سعرات حرارية في كيلوغرامين من الخضراوات، لكن الخضراوات مفيدة للجسم وتُشعر بالشبع وهي صديقة للجسم والمعدة، في حين أن قطعة اللحم لن تؤدي إلى شعور بالشبع وستزيد من معدل الكوليسترول في الدم.

كيف نحسب مقدار ما نحتاجه من لحوم في اليوم؟

حاجة الجسم من البروتين الحيواني قليلة، لا تتعدى نسبة حاجته من اللحوم أكثر من غرام لكل كيلو غرام، ما يعني أن شخصاً وزنه 100 كيلوغرام لن تزيد حاجته عن 100 غرام من اللحوم يومياً، ومع ذلك نسمح بتناول اللحوم بما لا يزيد عن 125 غراماً شرط ممارسة الرياضة، مع ذلك يسود اعتقاد بأن تناول اللحوم مفيد للصحة، على رغم أن الإفراط في تناوله يؤدي إلى مشاكل صحية أبرزها متاعب القلب وارتفاع معدلات الكولسترول.

هل مطلوب منا تقليل كمية الطعام في وجبة الإفطار والسحور؟

لا أقول قللوا كميات الطعام، لكن غيروا النوعية التي تتناولونها، فالمعدة بيت الداء وعلينا أن نتعامل معها باحترافية، وأن نغير من منظومة عاداتنا الغذائية، فمثلاً لا بد من مضغ الطعام جيداً كي لا تبذل المعدة جهداً في مضغه، ولا تصاب بعسر الهضم، كذلك تناول الطعام مسلوقاً، خصوصاً الخضار مفيد جداً، والاكتفاء بأربع ملاعق معكرونة أو رز بديلاً عن الأطباق الهرمية لأنها أسرع طريق إلى البدانة.

ما حاجتنا من السعرات الحرارية يومياً؟

لا تتجاوز 1200، يفضل أن نقسم وجبة الإفطار على وجبات صغيرة الحجم قد تصل إلى ست، تبدأ بتناول ثلاث تمرات منقوعة في اللبن، باعتبارها وجبة غذائية متكاملة، بعدها بربع ساعة تناول شوربة الخضراوات، ويفضل تناولها مع أربع ملاعق رز وقطعة لحم حمراء لا تتجاوز 100غرام، وأن يكون الطبق الرئيس من الخضراوات الطازجة، باعتبارها عماد الغذاء الصحي، وبعد تناول وجبة الإفطار بساعتين، يجب تناول ثلاث ثمرات من الفاكهة الطازجة، مع مشروبات مختلفة، لمواجهة العطش وحر الصيف.

وفي نهار رمضان كيف نواجه العطش؟

يظن البعض خطأ أن شرب المياه بكميات كبيرة عند تناول وجبة السحور سيجنّب الشعور بالعطش نهاراً، فالقرآن يقول: «وما أنتم له بخازنين»، هذه حقيقة علمية، فالجسم لا يحتفظ بالماء كثيراً وإذا أعطيته كميات كبيرة سيصرفها فوراً، لذا الأجدى تناول خضراوات وفاكهة، مثل الخيار والخضراوات الورقية كالخس وبعض أنواع الفاكهة كالبطيخ، كونها تحتوي نسبة مياه مرتفعة تدخل المعدة أولاً، ولا يستخلص الجسم المياه منها إلا بعد الانتهاء من عملية الهضم التي قد تستغرق ثماني ساعات، أي أننا نؤمن حاجتنا من خلال تناول خضراوات وفاكهة، بالإضافة إلى الابتعاد عن نور الشمس المباشر لأنه يفقد جزءاً كبيراً من مخزون المياه ويعلي من إحساس العطش.

ما المشروبات المفضلة في رمضان صحياً؟

الشاي والقهوة من أهم المشروبات التي لا بد من الإكثار من تناولها لأنها تمنع سرطان القولون والكبد، وإذا أضفنا النعناع إلى الشاي فإنه يساعد على امتصاص الحديد عكس ما هو شائع، وشرب كميات من الشاي والقهوة مفيد للجسم عموماً، لكن من دون إضافة السكر، كذلك العرقسوس مفيد لغير مرضى الضغط. أما المشروب المفضل للمعدة فهو الزنجبيل الذي لو عرف الناس فوائده لما تركوه، فهو يخلص الجسم من السموم ويحرق الدهون ويحسن الهضم ويفيد في علاج القولون العصبي والإمساك، ويوسع الأوعية الدموية فيكسب الجسم نشاطاً وحيوية تظهر على الوجنتين.

هل ثمة قائمة للمحظورات على مائدة شهر رمضان؟

الزيت أكبر عدو لمعدة صحية، فالمقليات تسبب زوائد قولونية، والملح والمخللات والأسماك المملحة تؤدي إلى زوائد المعدة ومن ثم سرطان المعدة. على رغم أن تناول اللوز والمكسرات النيئة مفيد، لكن الإكثار منها مضر، فلا بد من تناول من ثلاث إلى خمس حبات ثلاث مرات في الأسبوع، شرط ألا تُحمّص وألا تستعمل لتزيين الحلويات لأن ذلك يفقدها قيمتها الغذائية، كذلك البصل والثوم إذا تعرضا للنار (القلي) يفقدان فائدتهما.

back to top