السلطان سليمان القانوني يفتح بلغراد انتقاماً للغدر بالسفير

نشر في 28-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2012 | 00:01
No Image Caption
رفض ملك المجر إعطاء أي تعهدات جديدة للدولة العثمانية، فأرسل له السلطان سليمان القانوني سفيراً يطلب منه دفع الجزية أو الحرب، إلا أن ملك المجر رد بصلف وقرر إعدام السفير، متحدياً السلطان العثماني مباشرة، فما كان من السلطان سليمان إلا أن أمر بتجهيز جيوشه فورا والخروج لتأديب هذا الملك الخائن للعهود. كان قتل السفراء ومازال، من أشنع الأعمال في مجال الدبلوماسية الدولية، ويعد بمنزلة إعلان حرب صريح، في وقت كان ملك المجر يعتمد على دعم ملوك أوروبا وبابا روما، الذين اعتقد أنهم سيشكلون تحالفاً مقدساً ما أن يعلموا بخبر مهاجمة العثمانيين للأراضي المجرية، إلا أنه كان واهماً، فقد كان للتحرك السريع للقوات العثمانية أثره في قطع الطريق على مخططات ملك المجر، فما كاد خبر مقتل السفير يصل إلى السلطان العثماني حتى أمر بالنفير العام، واصطحب كل ما استطاع حمله من الأسلحة والمدافع الضخمة لدكّ حصون المجر، وأرسل قواده لفتح مدن المجر التي تساقطت تباعاً.

وصل سليمان أمام مدينة بلغراد في وقت كانت مقدمة جيوشه تقوم على حصار هذه المدينة بقيادة وزيره «بير محمد باشا»، ودافع المجريون عن عاصمتهم دفاعاً شديداً، مستفيدين من حصانة أسوار بلغراد التي ضُرِب بها المثل في الحصانة والمناعة، حتى قيل إن بلغراد لا تسقط أمام أي غزو يأتيها من الخارج، غير أن جند المسلمين تمكَّنوا من فتحها في الخامس والعشرين من رمضان سنة 927 هـ الموافق 29 أغسطس سنة 1521م، وأخلى الجنود المجريون قلعتها، ودخلها السلطان، وصلى (الجمعة) في كنيستها الكبرى بعد تحويلها إلى مسجد، وصارت هذه المدينة - التي كانت أمنع حصن للمجريين ضد تقدم القوات العثمانية- أكبر مساعد لها على فتح ما وراء «الدانوب» من الأقاليم والبلدان.

وأعلن السلطان هذا الانتصار بالكتابة إلى جميع الولاة، وإلى ملوك أوروبا، ثم عاد إلى مقر حكمه قصر الباب العالي بمدينة إسطنبول مكللاً بالنصر والظفر على الأعداء، وأرسل إليه قيصر الروس يهنئه بالفوز والظفر، وكذا فعل رئيس جمهوريتي البندقية وراجوزه - وهي من النمسا الآن.

كان سقوط مدينة بلغراد فاتحة لانتصارات سليمان القانوني في بلاد البلقان وشرق أوروبا، فقد سقطت مدنها تباعا، ولم يعد أمام أمم البلغار والسلاف والصقالبة والمجر إلا الاستسلام، واتخذ سليمان القانوني من بلغراد منصة لإطلاق قواته صوب عاصمة الإمبراطورية النمساوية فيينا عاصمة شرق أوروبا.

back to top