هل تسحب مواقع التواصل الاجتماعي البساط من الصحافة الفنية؟

نشر في 03-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 03-11-2012 | 00:01
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاقتها لسان حال النجوم، يقيمون عبرها حوارات مباشرة مع الجمهور ويستطلعون رأيه في أعمالهم ويستشيرونه في مشاريعهم… ما دفع إلى طرح علامة استفهام حول دور الصحافة الفنية اليوم وهل تقلص إزاء ارتفاع أسهم مواقع التواصل الاجتماعي؟
قد يبدو لدى البعض أن النجوم لم يعودوا بحاجة إلى الصحافة
ما داموا يستطيعون تكذيب الإشاعات التي تمسهم عبر صفحتهم على «فيسبوك» و{تويتر» ويعلنون أعمالهم الجديدة… فيما يؤكد البعض الآخر أنه لا يمكن الاستغناء عن دور الصحافة كونها الوسيلة الأكثر حرفية في التعامل مع الخبر وما وراء الخبر، خصوصاً أن القارئ لا يهتم بالخبر بحد ذاته بقدر اهتمامه بخلفياته التي يجيد الصحافي وحده الكشف عنها.
حول دور المواقع الاجتماعية وعلاقتها بالصحافة الفنية استطلعت «الجريدة» آراء نجوم وإعلاميين عرب وسجلت الانطباعات التالية.
سرعة في مقابل المصداقية

مشاعل الزنكوي

«يختلف دور الصحافة عن دور مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى، من هنا لا يمكن أن يستغني الفنان عن الصحافة كونها تتمتع بمصداقية يعتمد عليها هو والجمهور على السواء»، تقول الفنانة والإعلامية مشاعل الزنكوي مؤكدة أن الأخبار مهما تزاحمت على «تويتر» و{فيسبوك» لا بد من مراجعة الصحافة للتثبت من مصداقيتها.

تضيف: «كما هو معروف قد يكون بعض ما تنشره هذه المواقع مجرد مهاترات جماهيرية وإشاعات تنسب إلى الفنانين عن غير وجه حق، لذلك تبقى الصحافة مرجع الأخبار الصادق».

تشير الزنكوي إلى أنها لا تتعامل مع المواقع الاجتماعية ولا تملك حساباً على «تويتر» أو «فيسبوك» ولا تحبّذ نشر أخبارها من خلالهما، في المقابل تعتمد على الصحافة بصورة مباشرة، كونها الطريقة الأمثل حتى لو استغرقت الأخبار وقتاً للظهور عبرها.

وتلفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سريعة لنشر الأخبار وإيصالها إلى الجمهور، لكن لو أراد الأخير التأكد من صحة هذه الأخبار عليه الانتظار لتنشر في الصحف.

فؤاد علي

«مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة يكمل كل منهما الآخر، ولا غنى للنجم عن أي منهما، فهما على درجة واحدة من الأهمية»، يوضح الفنان الشاب فؤاد علي (برز في السنوات الأخيرة من خلال مشاركته في أعمال منها «ساهر الليل») مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تنقل الخبر بسرعة البرق إلى الجمهور، لكن الخبر الأكيد واليقين يمكن التأكد منه عبر الصحافة كونها تستحوذ على ثقة الجمهور لناحية مصادر أخبارها.

يضيف فؤاد علي أنه يعتمد على المصدرين من دون أن ينقّص من أي مصدر آخر، فهو يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لأن ثمة أشخاصاً يدمنون عليها ولا يقرأون الصحف اليومية فيتواصل مع الجمهور عبر «تويتر» و{فيسبوك»، في المقابل يعشق قراءة أخباره في الصحف، لأن ثمة أشخاصاً يفضلون قراءة أخبار نجومهم المفضلين على صفحاتها ولا يزورون المواقع الاجتماعية.

محمد طاحون

«يعتمد انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصحافة، ولكل منهما أهمية تختلف عن الأخرى»، يوضح الإعلامي والفنان محمد طاحون مؤكداً أن دور الصحافة ما زال فاعلاً في نشر الأخبار وربما هو في المرتبة الأولى عند البعض.

يضيف: «في المقابل، يفضّل فنانون كثر مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يملكون صفحات خاصة وحسابات على «فيسبوك» و{تويتر» لنشر أخبارهم أولاً بأول إرضاء للجمهور الذي يفضل متابعة الأخبار بشكل أسرع من الصحف، لكن تكمن المشكلة في المصداقية، إذ يستخدم أشخاص حسابات وهمية تحمل أسم نجوم معيّنين وينشرون إشاعات من خلالها».

يؤكد طاحون أن المصدرين مهمان للفنان ويكملان بعضهما البعض، من هنا عليه الاعتماد عليهما من دون التقليل من أحدهما على حساب الآخر، إرضاء للأذواق كافة، فثمة أشخاص يفضلون متابعة الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يرتاح آخرون إلى مطالعتها في الصحف اعتقاداً منهم أن الصحيفة أكثر مصداقية.

يلفت إلى أن الفنان اليوم محظوظ لوفرة المصادر التي تساهم في توسيع انتشار الأخبار أكثر من الماضي، ولأن الجميع يتعامل مع هذه المصادر بصورة إيجابية.

بين الخبر والتحليل

أمل بوشوشة

«لا يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تحلّ مكان الصحافة التي تؤدي دوراً محورياً في حياة الفنان»، تؤكد النجمة أمل بوشوشة مشيرة إلى أن حسابات المشاهير عبر «تويتر» و{فيسبوك» أضحت مادة مهمة يتابعها الصحافي نفسه ويبني عليها مقالاته وتحليلاته، بالتالي تشكل دعماً له ولا تأخذ منه شيئاً.

تضيف: «سهلت هذه المواقع التواصل بين النجم والمعجب، فبات الأول ينشر أخباره عبر حساباته من دون اللجوء إلى الصحافة أحياناً، لكن يعرف الجميع أن الصحافي لا يلهث وراء الخبر نفسه بل يحلل ويتابع ويربط الأمور بعضها ببعض ويحقق، بالتالي مهما تقدّم المواقع من معلومات فنية إلا أنها لا تقلل من دور الصحافة وأهميتها».

جنى

«الصحافة الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي تكمّل بعضها البعض، والجمهور سعيد بحسابات النجوم على هذه المواقع لأنه يتواصل معهم بشكل مباشر ويعبّر عن حبه لهم ويتابع آخر مستجداتهم الفنية من خلال «تغريداتهم»، كأنهم في الاستوديو يسجلون أغنية أو يستعدون لسفر أو لحفلة»، توضح الفنانة جنى، مع ذلك تؤكد أن الصحافة سلطة بكل ما للكمة من معنى، ولا يمكن لأحد أن يأخذ مكانها والدليل أن نسبة مبيعات المجلات الفنية لم تتراجع.

تعزو جنى ذلك إلى أن القارئ لا يكتفي بالخبر بل يريد معرفة خلفياته وأسبابه المعلنة وغير المعلنة التي يمكن للصحافي اكتشافها في وقت يتكتم الفنان عنها. من هنا ترى أن للصحافة دوراً داعماً في مسيرة الفنان، بالتالي وجودها ضروري حتى لو شن بعضها حملات ضد هذا الفنان أو ذاك.

ليلى اسكندر

رغم تقدم وسائل التواصل الاجتماعي واعتماد النجوم عليها في نشر أخبارهم وإقامة علاقة مباشرة مع الجمهور، إلا أن دور الصحافة يبقى أساسياً ولا يتأثر بهذا التقدم»، توضح الفنانة ليلى اسكندر مؤكدة أن من يقرأ مجلة فنية لا يكون هدفه معرفة خبر بل إرواء فضوله في الغوص في الخبايا التي يمتلكها الصحافي نفسه ولا أحد غيره.

تضيف: «ينشر معظم النجوم أخبارهم بشكل يومي على «تويتر» أو «فيسبوك»، ويتحدثون عن جديدهم أو يردون على انتقادات طاولتهم، إلا أن القراءة الصحافية تختلف لأن عمل الصحافي ليس نقل الخبر فحسب بل دراسته ووضعه في إطاره الصحيح».

وتلاحظ اسكندر أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل مصدراً مهماً للأخبار سواء للجمهور أو للصحافة، «إلا أن هذا الواقع لا يلغي عمل الصحافي بتاتاً»، على حدّ تعبيرها.

ناصيف زيتون

«تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بحسابات للفنانين والصحافيين على السواء، إلا أن ذلك لا يلغي عمل الصحافي الذي يختلف شكلا ومضموناً»، يؤكد الفنان ناصيف زيتون الذي يعتبر أن هذه المواقع أحدثت ثورة فعلية في مجال التواصل وسهلّت على الصحافيين الحصول على الخبر، «إلا أن العمل الصحافي يبدأ أساساً من هنا، فالخبر وحده لا يكفي القارئ إنما يهتم بما قبله وما بعده».

الصحافة سيدة التفاصيل

يملك المغني محمد حماقي صفحة رسمية على «فيسبوك» يشرف عليها مقرّبون منه وينشرون فيها أحدث صوره وأخباره وكليباته والمؤتمرات والحفلات التي يحييها، فيما يسجل في حسابه الشخصي على «تويتر» كلمات من أغنياته ليشارك جمهوره فيها.

يوضح حماقي أنه حديث العهد في استخدام هذا الموقع ويشرف عليه بنفسه، وفي وقت فراغه يتابع تعليقات جمهوره ويرد عليها، وقد سمح للمعجبين بمشاركته في اختيار الأغنية التي كان ينوي تصويرها من ألبومه الجديد «من قلبي بغني».

تهتم النجمة هند صبري بمناقشة قضايا يثيرها الرأي العام مع جمهورها على صفحتها على «فيسبوك» التي تشرف عليها بنفسها، وتنشر صوراً للجوائز التي تحصل عليها في المهرجانات والمراكز الثقافية، وتستشير المعجبين في الشخصيات التي تحلم بتجسيدها، والروايات التي يمكن تحويلها إلى أفلام ناجحة، كذلك تستطلع رأيهم في شأن أفضل الأعمال التي قدمتها، إيماناً منها بأن التواصل مع الجمهور بات كلمة السر لنجاح أي فنان بغض النظر عن مدى انتشاره في الصحافة الفنية.

مناقشة مباشرة

تملك الفنانة رشا مهدي حساباً شخصياً على «تويتر» وآخر على «فيسبوك» تناقش عبرهما مع جمهورها مميزات أعمالها وعيوبها، وتستمع إلى آرائه بعناية «لأنه لا يجامل ولا ينافق» حسب رأيها، وتتواصل معه بشكل مباشر إيماناً منها برفع الحواجز بينها وبين جمهورها.

خالد الصاوي أحد أوائل الفنانين الذين استخدموا «فيسبوك» بعد ثورة 25 يناير للإعلان عن آرائه السياسية بحرية، ويتابع صفحته جمهور ضخم يساعده في اختيار أعماله ونقدها، وكانت البداية مع فيلم «الفاجومي» عندما طلب الصاوي من الجمهور كتابة رأيه فيه بصراحة، وكشف الأخطاء التي وقع فيها كي لا يكررها في أعماله المقبلة.

لم تكن الفنانة منة فضالي تستخدم الإنترنت بشكل كبير قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد علمها بأهميتها بادرت إلى إنشاء حساب وصفحة رسمية لها، تضع فيها صورها وأجزاء من أعمال شاركت فيها، وتقرأ مساء كل يوم تعليقات الجمهور وتتعرف إلى ردود فعله حول وجهة نظرها في قضايا مختلفة.

ترى فضالي في هذه المواقع وسيلة للرد على الإشاعات، لأن من حق الجمهور أن يعرف كل شيء عن النجم الذي يحبه.

جسر تواصل

توضح الفنانة راندا البحيري أن هذه المواقع أقامت جسر تواصل مباشر بين الفنان وجمهوره، من دون أن تلغي الصحافة الفنية، مشيرة إلى أنها تملك حساباً خاصاًَ بها وصفحة رسمية لها على «فيسبوك» تشرف عليها إحدى صديقاتها في حالة انشغالها بالتصوير وتنشر فيها أخبارها الفنية.

رغم عدم دراية الفنان يوسف الشريف بتكنولوجيا الاتصال فإنه يملك حساباً خاصاً على «فيسبوك» تديره زوجته التي هي مديرة أعماله في الوقت نفسه، فتنشر أخباره الجديدة وتتواصل مع المتابعين وتطّلع على آرائهم في أعماله.

يرى الشريف أن دور هذه المواقع يتساوى مع ما تقوم به الصحافة والبرامج الفنية، لذا يمكن استبدال إحداها بالأخرى.

يشيد الفنان آسر ياسين بدور «فيسبوك» الذي يقرب المسافة بين الفنان والجمهور ويوصل آراءه كما هي من دون زيادة أو نقصان، خلافاً لما يحدث في بعض الصحف، لا سيما في ما يتعلق بقضايا سياسية.

يخصص النجم عمرو دياب ساعة من وقته شهرياً للتواصل مع معجبيه عبر «تويتر» ويتحدث معهم عن ألبوماته الجديدة، كذلك الأمر بالنسبة إلى شيرين عبد الوهاب وتامر حسني، إذ ينشر القيمون على صفحاتهما كليباتهما الجديدة وكواليس تصويرها ومواعيد حفلاتهما.

طعم خاص

يوضح الناقد نادر عدلي أن الصحافة الفنية لا تتأثر بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، فمهما بلغ عدد أعضائها لن تحقق الجماهيرية التي تتمتع بها الصحافة.

يضيف: «للصحافة الفنية طعمها الخاص لدى القارئ أياً كان شكلها: جريدة أو مجلة أو موقع إخباري، ولها قوتها وتأثيرها على الجمهور، وتتمتع بمصداقية يفتقدها «فيسبوك» و{تويتر»، لا سيما بعد القرصنة التي تعرض لها فنانون، ووجود حسابات مزيفة ينشر أصحابها أخباراً كاذبة قد تؤذي النجم».

يؤكد عدلي أن القيّمين على الصحافة تأقلموا مع هذه المواقع وحولوها من عدو إلى صديق، من خلال نقل الأخبار من الصفحات الرسمية للفنانين التي يبدو أنها احتلت مكان المكاتب الإعلامية التي ترسل الأخبار الفنية للصحافيين عبر بريدهم الإلكتروني، «لكن مهما تقدمت هذه المواقع فلن تعدو كونها مجرد وسيلة للحصول على الأخبار، وتظل التفاصيل ملكاً للصحافة»، على حدّ تعبيره.

back to top