نظام الأسد يعلن صد «هجمات مكثفة» على دمشق
• حجاب يلتقي لافروف ويرفض زيارة موسكو • «المجلس الوطني» يحذر من محاولات تصفيته
أعلن نظام الرئيس بشار الأسد صد هجمات مكثفة شنتها المعارضة السورية في الأيام الماضية على العاصمة دمشق، في حين تواصلت الأعمال العسكرية في مختلف المناطق السورية على وقع التحركات الدبلوماسية على خط توسيع وتوحيد المعارضة والخلاف المستجد بين واشنطن والمجلس الوطني.
أعلن نظام الرئيس بشار الأسد صد هجمات مكثفة شنتها المعارضة السورية في الأيام الماضية على العاصمة دمشق، في حين تواصلت الأعمال العسكرية في مختلف المناطق السورية على وقع التحركات الدبلوماسية على خط توسيع وتوحيد المعارضة والخلاف المستجد بين واشنطن والمجلس الوطني.
شهدت دمشق وضواحيها خلال الايام الماضية عمليات تفجير عدة ترافقت مع هجمات مكثفة على العاصمة نفذتها مجموعات مقاتلة معارضة، وقال مصدر أمني موال للنظام لوكالة "فرانس برس" ان القوات النظامية نجحت في صد كل هذه الهجمات.وانفجرت سيارة مفخخة ليل الاثنين ـ الثلاثاء في بلدة المعضمية جنوب غرب دمشق ما اسفر عن سقوط جرحى واضرار مادية جسيمة، تلى ذلك انفجار سيارة اخرى في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة اقتصرت اضرارها على الماديات، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر مصدر امني لوكالة "فرانس برس" ان المقاتلين المعارضين "شنوا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية هجمات مكثفة على العاصمة تمكنت القوات الحكومية من صدها"، واضاف ان "حوالى اربعة آلاف مقاتل شاركوا في هذه العمليات التي أفشلتها قواتنا"، مشيرا الى أن "المسلحين تمكنوا من التسلل فقط الى حي التضامن حيث تستمر القوات النظامية في مطاردتهم".وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات من جهتها ان "جميع أنواع الأسلحة" استخدمت في معارك دمشق الاخيرة، واضافت أن "مجموعات مسلحة حاولت التوغل الى عدد من احياء العاصمة عبر عدة محاور مثل المتحلق الجنوبي وكفرسوسة وميدان براني ومخيم اليرموك والتضامن وجوبر وصولا الى حرستا" في ضاحية دمشق.ونقلت "الوطن" عن مصادر أمنية قولها إن "هناك يوميا عدة محاولات تقوم بها مجموعات تتراوح اعدادها بين 100 الى 150 عنصرا لدخول العاصمة، الا ان مصير جميع تلك المحاولات كان الفشل". وقتل أمس 15 شخصاً على الأقل في غارة جوية استهدفت مستشفى في بلدة كفربطنا في ريف دمشق.انشقاق 7 جنرالاتالى ذلك، فر سبعة جنرالات من الجيش السوري امس الى الاراضي التركية بعد انشقاقهم عن النظام في اكبر عملية انشقاق لضباط كبار في الجيش النظامي. وذكرت وكالة الانباء التركية (اناضول) ان الجنرالات السبعة دخلوا تركيا عبر بلدة ريهانلي الحدودية في جنوبي البلاد بعدما كشفوا هوياتهم للسلطات التركية مضيفة ان عملية الدخول تمت وفق اجراءات امنية مشددة، واضافت أن الجانب التركي ادخل المنشقين السبعة الى مخيم آبايدين المخصص لايواء الضباط والجنود السوريين المنشقين عن الجيش النظامي. وبحسب مصادر في "الجيش السوري الحر" فإن الجنرالات السبعة ينتمون الى فرق دبابات ومشاة تعمل في محافظتي حمص وحماة بوسط سورية وتمكنوا من الفرار بالتنسيق مع عناصر المعارضة السورية.حجاب ولافروف الى ذلك، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في عمان سبل وقف العنف في سورية، مع رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب الذي اعلن بعد ذلك رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على الموقف الروسي الداعم للأسد. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة أمس "التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما مع كل جهات المعارضة الاخرى أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وانقاذ اكبر عدد ممكن من الأرواح لكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الأمر للحصول على قوة عسكرية أكبر على الأرض".وقال لافروف إن "بعض الأطراف تقول إنه في البداية يجب على الأسد أن يتنحى، هؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الأسد، ونحن لا ندعم هذا الموقف"، كاشفا أن "روسيا تعلم أن مسلحي المعارضة حصلوا على خمسين صاروخا من نوع ستينغر من الخارج وهم يضربون بها الطائرات".واوضح محمد العطري المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء المنشق لوكالة "فرانس برس" ان "اللقاء بين حجاب ولافروف دام نحو ساعة"، مضيفاً أن "لافروف قدم دعوة لحجاب خلال اللقاء لزيارة موسكو لكنه (رئيس الوزراء السابق) رفضها وقال انه لا يمكن ان يلبي هذه الدعوة بهذا الوقت وفي ظل ما يجري من اسالة للدماء في سورية وفي ظل موقف روسيا الحالي غير الاخلاقي". واوضح العطري ان "حجاب ابلغ لافروف انه لا يوجد حل بوجود هذا النظام. عليه ان يرحل اولا ثم نبحث عن حل".المجلس الوطنيفي سياق آخر، حذر المجلس الوطني السوري أمس في الدوحة من "استهدافه" ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة أميركيا التي تهدف الى قيام قيادة جديدة للمعارضة السورية تحت اسم "المبادرة الوطنية السورية"، كما وجه لوما شديدا الى المجتمع الدولي الذي قال انه لا يفعل شيئا لانهاء معاناة السوريين.واكد رئيس المجلس عبدالباسط سيدا في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة مشاركة المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة غدا الخميس في الدوحة بناء على مبادرة المعارض رياض سيف، الا أنه حذر من أن أي استهداف للمجلس سيطيل عمر الازمة، مؤكداً ضرورة أن يكون المجلس "الركن الاهم" في العمل المعارض.واجرى المجلس خلال اجتماعاته التي بدأها الاحد الماضي في الدوحة تغيرات في بنيته افساحا بالمجال امام انضمام المزيد من الهيئات والشخصيات الى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو، لاسيما من الاقليات السورية.وبحسب الخبير القانوني للمجلس هشام مروان، فإن أبرز التغييرات في بنية الهيئة العامة هو "رفع تمثيل المرأة الى 15 في المئة وزيادة تمثيل قوة الحراك الثوري والميداني في الداخل الى 33 في المئة باضافة 32 مكونا جديدا"، كما اشار الى "ضم مكونات سياسية جديدة هي 35 تكتلا سياسيا باتت تشكل 45 في المئة من المجلس وتمثيل الاقليات بنسبة 25 في المئة". وباتت الهيئة العامة الجديدة تضم 52 في المئة من الاعضاء الجدد، بحسب مروان.(دمشق، عمان، الدوحة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)