الداخلية... وتوظيف البدون!

نشر في 09-06-2012
آخر تحديث 09-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر أشكر وزارة الداخلية على الحملة الأمنية الضخمة التي قامت بها وشاركت القطاعات الأمنية كافة حتى القوات الخاصة في منطقة جليب الشيوخ والتي أسفرت عن ضبط أكثر من 1500 وافد بين مجرمين ومطلوبين، والعديد منهم مخالفون لقانون الإقامة، أي هم مقيمون بصورة غير قانونية! هؤلاء من المفترض أن يتبعوا الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية! وليس «البدون» الذين ساهموا وشاركوا في بناء الوطن وضحوا واستشهدوا دفاعاً عنه، هؤلاء الوافدون المخالفون لقانون الإقامة يجب أن تطوقهم القوات الخاصة والمقنعون وليس «البدون» الذين يطالبون بحقوقهم ويرفعون علم الكويت وصور سمو الأمير تعبيراً عن انتمائهم وولائهم. *** على الصعيد الشخصي دائماً ما أُتهم بأني أهاجم «الداخلية» دوماً، وإحقاقاً للحق فإني أثني وأشيد بتعاون الإدارة العامة للجنسية والجوازات وعلى رأسها الشيخ فيصل النواف، ففي الآونة الأخيرة انتشرت حالات مرضية عدة لـ«البدون» تستدعي العلاج بالخارج، وبمجرد نشر الخبر يقوم مكتب الشيخ فيصل النواف بالاتصال بذوي المرضى واستخراج جوازات سفر لهم، لذلك شكراً على إصدار جوازات لفئات معينة من «البدون» والحالات الإنسانية، وأتمنى أن تتسع الفئات لتشمل جميع «البدون». *** بعد أن استقبلت وزارة التربية طلبات تقدم بها مدرسون ومدرسات من «البدون» للعمل كمدرسين في الوزارة، وأنا هنا لا أعتب على التربية أو على ديوان الخدمة، بل على رئيس «الجهاز التنفيذي للبدون»، الأستاذ صالح الفضالة، الذي خرج علينا في تصاريح كثيرة ووعود إيجابية لـ«البدون»، لكن للأسف لم يتم شيء منها حتى الآن. وأعتقد أن توظيف «البدون» أمر واجب وحتمي، ليس فقط من أجل إنقاذ «البدون» أنفسهم من الحرمان والعوز والحاجة! بل من أجل مصلحة الكويت، نحن في الكويت نعاني مشاكل عديدة، منها التركيبة السكانية المختلفة وعدد الوافدين يصل إلى ضعفي عدد المواطنين، ومع ذلك تكابر الحكومة وتقوم برفض توظيف المعلمين «البدون» على سبيل المثال، وتقوم وزارة التربية بالتعاقد مع دول عربية لجلب المئات من المدرسين من الخارج لتدريس أبنائنا، بينما لدينا من «البدون» أعداد كبيرة مؤهلة وحاصلة على شهادات عليا. إن منع «البدون» من التدريس و»جلب» المعلمين من الخارج يؤدي إلى مشاكل عديدة: أولاها زيادة المشكلة الإسكانية وتعميق الفارق والخلل في التركيبة السكانية، أضف إلى ذلك أن المدرس عندما يأتي يقوم بعدها بفترة من الوقت بجلب كامل أسرته للبلد، وهو ما يضر كما أشرت بالتركيبة السكانية.  والمشكلة الثانية على الصعيد الاقتصادي، حيث يقوم المدرسون الوافدون بتحويل رواتبهم ومدخراتهم للخارج، وهو حق لهم بالطبع، ويقومون بالصرف البسيط في الداخل وأغلبية الرواتب والمدخرات تخرج إلى بلدانهم، وهذا يؤدي إلى خروج مبالغ كبيرة خارج البلد، بينما «البدون» لو وظف كمدرس فهو بالتأكيد سينفق أمواله في بلده الكويت، ولا يحول مبالغ إلى الخارج لأن أهله هنا.  والثالثة: نحن اعتدنا على أن من يدرسنا من المدرسين هم من المصريين وبلاد الشام فنحن نفهم لهجاتهم جيداً، لكن أستغرب جلب وزارة التربية مدرسين من دول المغرب العربي، الذين نكنّ لهم كل حب واحترام وتقدير وهم أهلنا، لكن منطقياً لهجتهم مغايرة جداً لنا، فكيف لأبنائنا الطلبة أن يفهموا لهجتهم؟!
back to top