السنوسي يفرّ إلى النيجر وسيف الإسلام في طريقه إليها
• «الانتقالي» يؤكد نيته محاكمة قتلة القذافي • تونس تفرج مؤقتاً عن المحمودي وتؤجل النظر في طلب تسليمه
يبدو أن سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي ورئيس الاستخبارات العسكرية الليبية السابق عبدالله السنوسي في طريقهما للإفلات من قبضة الثوار واللجوء إلى النيجر، التي سبقهما في اللجوء إليها الساعدي النجل الآخر للقذافي، في سبتمبر الماضي.في أعقاب إعلان مصدر في المجلس الوطني الانتقالي رغبة سيف الإسلام القذافي ورئيس الاستخبارات العسكرية الليبية السابق عبدالله السنوسي تسليم نفسيّهما إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أفادت مصادر أمنية نيجرية ومالية أمس، بأن السنوسي دخل إلى مالي عبر النيجر مع بعض رجاله، وأن نجل القذافي في طريقه إلى هناك أيضاً.وأفاد مصدر أمني نيجري ، رفض كشف اسمه، بأن "عبد الله السنوسي وصل إلى صحراء مالي قادماً من النيجر"، في حين أكد مصدر أمني مالي المعلومات، موضحاً أنه "جاء إلى صحراء مالي مع فريق صغير من رجاله".في هذه الأثناء، أعلن مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس، أن سيف الإسلام (39 عاماً) يريد طائرة لنقله خارج الصحراء الليبية ، حتى يتسنى له تسليم نفسه إلى محكمة لاهاي.وكان أحد مساعدي نجل القذافي الهارب، قال إن الأخير كان يخشى على حياته ، عندما فرّ من بني وليد ، وإذا كان قد رأى اللقطات المروعة التي التقطت لوالده بعد اعتقاله فمن المرجح ألا تكون لديه أوهام بشأن الطريقة التي سيعامل بها في حالة بقائه في ليبيا.وقال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي: "سيف قلق على سلامته. ويعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار أمامه"، مضيفاً أن سيف الإسلام يريد إشراك دولة ثالثة ربما تكون الجزائر أو تونس في اتفاق لنقله إلى لاهاي. ومضى المصدر يقول في مكالمة هاتفية من ليبيا "إنه يريد إرسال طائرة إليه... يريد تطمينات".وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "بيلد" أمس، بأن مجموعة من المرتزقة من جنوب إفريقيا مازالت في ليبيا تحاول إخراج سيف الإسلام من هناك. وأضافت الصحيفة أن طائرات تنتظر في جوهانسبرغ والشارقة في الإمارات العربية المتحدة في انتظار أمر الإقلاع ، لنقل المرتزقة - وربما سيف الإسلام- عندما تسمح الظروف بذلك.قتلة القذافيمن جانب آخر، أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبدالحفيظ غوقة أمس، أن المجلس سيحاكم قتلة القذافي عقب الضجة التي أثارتها ظروف مقتله. وأضاف: "بدأنا تحقيقاً. وأصدرنا ميثاقاً للأخلاق في معاملة أسرى الحرب. وأنا متأكد أن ذلك كان عملاً فردياً وليس من عمل الثوار أو الجيش الوطني. أي شخص مسؤول عن ذلك (مقتل القذافي) سيُقاضى وسيحصل على محاكمة عادلة". الإفراج عن المحموديفي غضون ذلك، قررت محكمة تونسية الإفراج بشكل مؤقت عن البغدادي المحمودي، آخر رئيس حكومة في عهد معمر القذافي.وأجّلت المحكمة البتّ في طلب يتعلق بتسليمه إلى ليبيا كانت قد تقدمت به السلطات الليبية الجديدة إلى يوم الـ22 من الشهر المقبل.وكانت السلطات التونسية اعتقلت المحمودي (68 عاماً) في 22 سبتمبر الماضي في بلدة تمغزة من محافظة توزر (450 كلم جنوب غرب)، بينما كان يعتزم مغادرة تونس في اتجاه الجزائر على متن سيارة رباعية الدفع بصحبة 3 أشخاص آخرين.استمرار الصراعميدانياً، لم ينته الصراع بعد بالنسبة للثوار في بلدة بني وليد الصحراوية، حيث توعد موالون للقذافي بمواصلة القتال.وعبّر رجال قبائل موالون للنظام السابق عن غضبهم مما يعتبرونه "أعمالاً انتقامية" تقوم بها القوات الحكومية في ليبيا الجديدة. وأكدوا أنهم يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم ، ليشكلوا حركة تمرد جديدة، داخل وحول بني وليد.حلف «الأطلسي»من جانب آخر، بحثت الدول الأعضاء في التحالف الذي شارك في القتال بليبيا مع المجلس الوطني الانتقالي ، طريقة مواكبة العملية الانتقالية في هذا البلد، في حين تريد الأمم المتحدة إنهاء مهمة حماية المدنيين التي يتولاها حلف شمال الأطلسي.وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن مجلس الأمن الدولي صوّت على مشروع قرار ينهي عملية "الأطلسي" في ليبيا في 31 أكتوبر، إلا أن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأميركية قال إن محادثات تجري مع "الانتقالي" حول دور محتمل جديد للحلف يشمل مراقبة الحدود وتسريح المقاتلين وجمع الأسلحة.(طرابلس ـــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)